أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» هل نجحت «قمة جدّة» في التأثير على مسارات الحرب الروسية- الأوكرانية؟

لمْ تمض أيام معدودة على انعقاد القمة الأمريكية- الخليجية، التي ضمت الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى قادة مِصر والعراق والأردن إلاَّ وطالعتنا الصُحف ووكالات الأنباء بـ خبرٍ مَفادهُ بـ استئناف رُوسيا ضخ الغاز إلى أوروبا عبَّر أكبر خط أنابيب لها.

الخُطوة الروسية الملموسُ فيها تقديم تنازلات سريعة من جانب الرئيس فلاديمير بوتين، جاءَت بعدَ إعلان الحكومة الفرنسية، أنَّ حكومتي دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا وقعتا يوم الإثنين اتفاقاً استراتيجيًا للتعاون في قطاع الطاقة، وأيضًا بعد اتفاق ألمانيا مع مصر على التعاون في مجالات الطاقة، وذلك في إطار جهود أوروبا لتنويع مصادر الطاقة للحد من اعتمادها الحالي على الغاز الروسي..

وكذلك بعد إعلان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أنَّ شركة سوناطراك الحكومية للطاقة ستوقع عقدًا لتوريد الغاز الطبيعي بقيمة 4 مليارات دولار مع إيني الإيطالية وتوتال إنرجيز الفرنسية وأوكسيدنتال.

تَصريحات المُتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بِـ نفيهِ من أنْ تكونَ روسيا تَستخدم الغاز للابتزاز السياسي، ووعد الرئيس بوتين، بأنَّ شركة الغاز الحكومية ستفي بجميع التزاماتها التعاقدية، ليست لها مَحل آخر من الإعراب..
سُوى كونها تُفيد بأنَّ «قمة جدة» برئاسة ولي العهد السعودي الأمير، مُحمد بن سلمان، نجحت في تَقليص دُور روسيا حولَ استخدام ورقة الطاقة كأداة تُهدد بها دول الاتحاد الأوروبي.

دولة ألمانيا التي تُعدُ أكبر مُستورد من الغاز خلال عام 2020 قلَّصت حاليًا اعتمادها على الغاز الروسي من 55 إلى 35% لِكونها تُريد التوقف عن استخدام الغاز من روسيا تمامًا.. الأمر الذي يَجعل النظر إلى دول الخليج ومصر في المُقدمة بضرورة تصدير الغاز لأوروبا خلال الأعوام المقبلة بكميات كبيرة.

التحضير الجيد لقمة جدّة ودراسة آخر التطورات في الأزمة «الروسية- الأوكرانية» لِوضع الحلول المُناسبة لهذه الأزمة أجبرت أيضًا شركة جازبروم الروسية في الإدلاء بتصريحات بِها شيءٌ من الاهتزاز السياسي كانت مفاده كالآتي:
«أنها تُلقي بِاللوم على التأخر في إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز لأوروبا بسبب العودة لقطعة رئيسية من المُعدات تمَّ صيانتها في كندا».

زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل قبل قمة «جدة» لمْ تكن بِمعزل أيضًا عن قيام إسرائيل خلال الفترة القريبة من شهر 9 القادم بـ استخراج الغاز من حقل «كاريش» لِنقله إلى دول الاتحاد الأوروبي، لأنَّ هناك إصرارًا أوروبيًا على التخلص تدريجيًا من الاعتماد على الغاز الروسي..

وهذا ما أكدَّته وزيرة الطاقة في إسرائيل بأنه مع أوائل الشهور القليلة القادمة ستكون بلادها على موعد بدء استخراج النفط والغاز من حقل «كاريش».

التغيّيرات التي حدثت مُؤخرًا في المنطقة واكتشافات حقول جديدة من النفط تحديدًا ما بين الحدود البحرية لإسرائيل ولبنان ستجعل الولايات المتحدة الأمريكية مُهتمة أكثر من أي وقت مضى بهذه المِنطقة وأيضًا بضرورة الانتهاء من ترسيم الحدود بين البلدين «لبنان وإسرائيل».

وفي اعتقادي أنَّ تقديم مثل هذه التنازلات سواء من القائمين على شركات خطوط الغاز الروسية أو من جانب المُتحدث باسم الكرملين سَتجعل القائمين على صُنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة تِكرار زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مرة أخرى إلى المنطقة في الوقت الذي يَجبُ فيه التشاور مع قادة دول الخليج ومصرُ تحديدًا لما لهما من أهمية استراتيجية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.

اقرأ ايضا للكاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى