أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» مشروع «رأس جميلة» .. الابن الشرعي لزواج «تيران وصنافير»!

أتذكرون قضية تيران وصنافير؟! .. ظن الجميع أن القصة تدور في فلك السيادة الوطنية والتفريط في تراب الأرض لاعتبارات سياسية وحسابات إقليمية مع العدو الإسرائيلي .. بينما بقراءة تفاصيل الحدوتة وسيناريو كتابتها وإخرجها، نتيقن أن وراءها ترتيبات أكبر وتخفي سطورها خيوطا رفيعة تنسج صفقات بعيدة المدي .. وعندما تعهدت مصر بمساحة واسعة لشقيقتها السعودية في جنوب سيناء لاستكمال مدينة ضخمة ومنطقة أعمال باسم “نيوم” يبنيها السعوديون قبالة مضيق تيران، كان لابد أن يكتمل الاتفاق بصيغة رسمية تضمن تنفيذه وتطبيق بنوده بين الطرفين .. وكان العقد النهائي علي ورقة “تيران وصنافير” لعبور الصفقة إلي منطقة “رأس جميلة” وإقامة جسر عبر البحرالأحمر حدقت نحوه عينا ولي العهد السعودي الطموح الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للقاهرة عام 2016!.
فتحت مليارات الدولارات المتدفقة من “صنبور” مشروع رأس الحكمة مع المستثمر الإماراتي شهية الدولة المصرية لتذوق طعم الأرباح واستنشاق نسيم الرخاء الاقتصادي وحصاد الصبر وانتظار قطف الثمار، وكان المصريون علي موعد آخر مع مشروع مشابه في فلسفته القائمة علي استثمار الموارد واستغلال الأصول لعلاج الكثير من أزماتنا الاقتصادية وتخفيف أعباء ديوننا المتراكمة بالفوائد المركبة .. وحان دور “رأس جميلة” بما تملكه من موقع استراتيجي متميز، وما توفره من فرص إغراء لشبكة المستثمرين الأجانب وكبار رجال الأعمال لجذب رؤوس الأموال في آخر قطعة أرض تطل على البحر الأحمر قرب جزيرتي تيران وصنافير، وملاصقة لمطار شرم الشيخ، وتمتد على مساحة 860 ألف متر، حي يتم الاستفادة من خبرات شركات استشارية كبرى، بالتعاون مع الوزارات ذات الصلة بما في ذلك وزارة الإسكان.

ولكن ماذا تحمل رأس جميلة من خلايا عصبية غير قابلة للتعويض أو التجدد؟! .. 50% فقط من إجمالي مساحة الأرض تسمح بإقامة مشروع فندقي ضخم 4 نجوم بطاقة استيعابية 844 غرفة، بالإضافة إلى 1288 شقة فندقية، وبما يحول المكان السحر إلي قبلة سياحية هائلة بامتياز .. والنصف الثاني من الأرض يحتضن مشروعا سكنيا سياحيا وتجاريا بسعة 1873 وحدة .. وتبلغ التكلفة التقديرية للمشروع حوالي 7.3 مليار جنيه، بدون قيمة الأرض .. ووفقا لهذا الماكيت المرسوم بدقة وجدول زمني محدد، تتجه مصر بخطوات واثقة وثابتة نحو نسخة استثمارية جديدة ومنعشة للاقتصاد علي شريط الساحل الشمالي .. والمبدأ ذاته يحتمل الجرأة وروح المبادرة في توظيف أدواتنا وتسخير إمكانياتنا وكنوزنا الراكدة بلا رؤية أو حسن إدارة وتدبير .. والإنسان الوطني العملي يساند ويؤازر هذه البوصلة طالما تخدم مصالحنا التجارية، بشرط أن تصب بنتائجها ورحيقها في مصلحة المواطن البسيط وتخاطب تحسين أوضاعه المعيشية وترفع من متوسط الدخل، لينعكس الأمر علي مستقبل ومصير الأجيال المقبلة نحو فرص عمل مفتوحة وتنويع مصادر الرزق بصورة أفضل وأكثر ضمانا ل “حياة كريمة”!
– أؤيد تجربة “رأس جميلة” كحلقة ثانية بعد سلسلة “الاستثمار الذكي” بشراكة شاملة وعادلة .. ولاأريد أن أشطبها من الذاكرة شأن مشروعات عملاقة سابقة أهدرت المليارات وصارت مادة للسخرية والاحتقان الشعبي لأنها حذفت الشعب من أجندتها وألغت حقوقه وطموحاته .. ودفنت أحلامه في بطن “أرض المشروع”!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» دعوة علي الإفطار!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» مروان البرغوثي ..العرش الفلسطينى يناديك!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» الترند البرئ من جرائم الشهرة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى