أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» دعوة علي الإفطار!

– دقت الساعة السادسة مساءً .. الموافق 10 رمضان .. وفتح حفيد “فلاح القرن” المسلم الباب ليستقبل ضيفه اليهودي علي مائدة إفطار داخل بيته علي ضفاف قناة السويس .. وجلس الحفيد والضيف، وأخذ الأخير يتأمل أصناف الوجبات التي تزخر بها مائدة “الخير القديم” .. فتقع عيناه علي صاروخ أرض جو ماركة “الضربة الجوية” أصاب أهدافا استرتيجية ودمر مواقع للعدو الغاصب .. واتجه يمينا، ليجد مجموعة أطباق علي شكل زوارق نجاة تعبر المياه وتجدف سواعد جنودها نحو الضفة الأخري من الشاطئ وتحرر التراب الطاهر من دنس الاحتلال .. ثم التفت يسارا، ليرتعد جسده من رؤية الأغلال الحديدية تقيد عساكر وضباط الصهاينة بعيون منكسرة فوقها فوهات بنادق خير أجناد الأرض .. وتتجول حواسه الخمسة حول بقية الوجبات الساخنة، ما بين آواني ممتلئة بدماء إسرائيلية زرقاء، وجماجم محفورة بداخلها رصاص سيناء الثاقب، ورمال خط باريف المتناثرة كحبات المطر، وقطع لحم مقسمة من نجمة داوود .. ورفع آذان المغرب،وهمَ حفيد البطل بالتكبير وتناول طعام الإفطار بأحلي تمرة وأصفي كوب ماء .. بينما ظل الضيف الغريب متجهم الوجه .. متجمدة الدماء في عروقه .. “صائما” عن تناول أي شئ من محتويات المائدة السخية .. ومع كل عبارة ينطقها المؤذن لم يملك “الضيف الثقيل” سوي الوقوف ومغادرة المكان بلا لقمة واحدة تسد الجوع أو حتي شربة ماء تروي الظمأ .. وقضي الحفيد المسلم ساعة إفطاره في نشوة وانتصار، بينما رحل زائره سليل “قتلة الأنبياء” مكتئبا شاردا .. وهو يسمع جملة وحيدة يتردد صداها في أذنيه طوال طريق العودة إلي تل أبيب :”صوما مرفوضا .. وإفطارا ذليلا”!!

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» مروان البرغوثي ..العرش الفلسطينى يناديك!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» الترند البرئ من جرائم الشهرة!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع»ارحل يا صلاح!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى