أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يَكتب لـ«الموقع»: في المُنافسة على لقب مصر.. صوت آمال ماهر لا يَغيب

عندَّ كل احتفالية وَطنية للدولة المِصرية تكثر المُناقشات بينَ المُهتمين بالوسط الفني، التي تَتطور في بعض الأحيان إلى التلاسن والخلاف على لَقب من يُمثل «صُوت مِصر».

ويقف خلَفَ هذه المُناقشات بَعض الأصوات السلبية التي تطل علينا بِرأسها من جديد لِإشعال الخلافات بينَ المُطربة الموهوبة أنغام والمُطربة الموهوبة شيرين..

هكذا بدلاً من إخماد هذه الفتنة التي تُعاود الظهور مع كل احتفالية.

وفي ظِل هذه المُنافسة على لَقب من يُمثل «صوت مِصر»، ظهرت المُطربة المَوهوبة، آمال ماهر، في احتفالية ضخمة ألهمت وأمتعت الحضور والمُستمعين وأكدت أن الفن المصري لا زالَ بِخير مَهما تأثرَّ بموجة من موجات الأغاني الهابطة، التي لن تعيش طويلاً.

في احتفالية آمال ماهر الأخيرة بِمسرح «كايرو فيستفال» بِمنطقة التجمع الخامس، حرص الصِغار والكِبار.. الشباب والفتيات.. المُحجبات وغير المُحجبات على الحضور في مَظهر واحتفالية واحتفاء يَليقُ بالفن المِصري الأصيل.

تَجمع كل هذه الفئات من مُختلف الأعمار كانَ ولا زالَ حُبًا في إِحياء مَسيرة الفن الراقي المُصاحب للمُوسيقى المُمتعة والغناء الذي يُعبرُ عنْ وجدانهم..

وتَواجدهم في الحفلة وهُم يُرددون كلمات الأغنية التي تُلامس قلوبهم ومَشاعرهم، لِكونهم على ثِقة بأنَّ الفن الرَاقي هُو منْ يَنتصر مَهما تأثرَّ بِموجة من مَوجات «الأغاني الهابطة».

لقد أشعلت حَفلتها الأخيرة مَنصات التواصل الاجتماعي «فايس بوك- ميتا» و«تويتر» و«إنستجرام» و«تيك توك»، وألهمت الحضور وكل المُستمعين إليها بأنَّ الفن الراقي هُو المِقياس الحقيقي للفن.

ولا شك أنَّ الاهتمام غير الطبيعي بـ حفلة آمال، كانَ ولا زالَ يُمثل الشوق والحنين لِأغانيها، التي تَتميزُ بكلمات تُشيرُ إلى مَعاني وَاضحة ومَفهومة وتُعبر عن مَشاعرهم.

هذه المُطربة لا تَتباهى ولا تَتفاخر في يَومٍ من الأيام بأنها على سُلم المجد والنجومية لكونها تَعرف أنَّ ما تُنشده يُخاطب ويُلامس القلوب والمشاعر.. وأنَّ الجمهور وَحده هُو من يَصنع النجومية.

مِشوار آمال، هو رسالة لكل الأجيال الصاعدة بأنَّ الفن رِسالة مثله مثل باقي المجالات الأخرى، وهو لا يَقلُ أهمية عنها.

لَا صوت لأغاني المَهرجانات «الهَابطة» وسطَ سَماع صوت آمال ماهر، وغيرها من الذينَ يُبذلون كل الجهد لإحياء مَسيرة الفن الراقي.. إذ يَرتفعُ كل يوم عدد المُستمعين إلى هذا الفن.

إنحياز الجمهور لصوتها، كانَ ولا زالَ حُبًا في مَوهبتها الغنائية الفريدة، لِكونها تَتمتع بِمكانة مُهمة لدى جمهورها مَهما غابت عن الساحة الفنية.

تَغيب آمال، بجسدها عن الساحة الفنية لكنْ يَظلْ صوتها مُصاحبًا لجمهورها..

هذه ليست قراءة عابرة بلْ هيَّ قراءة ضمن قراءات فنية.

عودة آمال، للساحة الفنية هو نصرٌ للفن المصري الأصيل، لِكون عودتها تُحيي الفن الذي افتقدناه، ولِكون صوتها عطر يُسهم في استعادة الذوق العام.

ما أود قوله، أنَّ تَجربة آمال ماهر وغيرها من المُطربين والمُطربات رسالة لكل الأجيال الفنية الصاعدة بضرورة ألا يَستسلموا أمام التحديدات والصعوبات التي تُواجهم في مِشوار حياتهم حتى يَصلوا إلى طريق نجومية الفن الراقي.

حفظَ الله مِصرَ وشعبها وفنّها ومُؤسساتها.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يَكتب لـ«الموقع»: «هيجيلي موجوع».. حِكاية أغنية ستُصبح نشيدًا للفراق

عمر النجار يَكتب لـ«الموقع»: بـ«يمامة» أو غيره.. لا إصلاح في حزب الوفد

عمر النجار يَكتب لـ«الموقع»: مُعضلة الأحزاب.. السياسة بعيدة عن أصحابها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى