أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يَكتب لـ«الموقع»: مُعضلة الأحزاب.. السياسة بعيدة عن أصحابها

في الدولة أحزابٌ كثيرة.. أحزابٌ لا تَعرفُ أولها من آخرها سواء كان من ناحية عددها أو أسمائها أو حتى مَضمونها أي ما يَصدر عنها..

تَرفع شعارت كثيرة ولا فتات لا حصر لها لكن على أرض الواقع لا تَرى لَها أثرًا مَلموسًا سواء كان في الحياة السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية.

رُبما الأمر الثابت والحقيقي لِهذه الأحزاب هيَّ الشعارات التي تُنادي بها في ساحات فضاء منصات التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا»، وكذلك اللافتات القائمة بِالفعل أمام مقرات هذه الأحزاب.. إلا أنَّ غير الحقيقي هو المَضمون الصادر عن هذه الأحزاب والمُشاركة الحقيقية في تقديم رؤى سياسية أو اقتصادية.

أكثر ما يُميز هذه الأحزاب هيَّ الصور الفوتوغرافية لِقيادات هذه الأحزاب على مَنصات التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا».

مَا سبقَ ليسَ وصفًا خياليًا لما تَقوم بِه الأحزاب سواء كانت مُؤيدة أو حتى مُعارضة «مُصطنعة» بَل حقيقية ابتلينا بها مُؤخرًا في أعدادها التي لا تَنتهي أو في بياناتها التي لا تُقدم مادة حقيقية تُسهم في إثراء الحياة السياسية والاقتصادية.

ما سبقَ هو حقيقة دور الأحزاب الهَامشية، التي لمْ تُقدم مُعادلة سياسية حقيقية تُسهم في طرح الرؤى والأفكار الحقيقية القابلة للتنفيذ، والتي لمْ تَطرح بَرنامجًا اقتصاديًا مُتكاملاً تَستعين بها الحكومة في ظل أزمتها.

ثمة فجوة بَلْ حفرة كبيرة تَتسع يوميًا بين ما يَصدر عن هذه الأحزاب من بيانات أو صالونات ثقافية- إذا اعتبرنا أنها تأتي بِمُتخصصين حقيقيين- لا أصحاب تجار وسَماسرة أراضي وعقارات وسيارات، وبين مَا يَحدث على أرض الواقع.

لا تَنفع بِشيء هذه الأحزاب صغيرها وكبيرها.. لا تَنفع بشيء البيانات الصادرة عن هذه الأحزاب «تُثمن.. وتُشيد»، لِكون هذه الأحزاب لمْ تُمارس دورها الحقيقي في نقل نبض المُواطن لصانع القرار.

منْ يُصدر بيانات من مَكاتب مُكيفة ومَباني فخمة لَيس كمنْ يَعيشُ ويُصدر هذه البيانات من الشارع، وهُوَ مَا يَجعلنا نُهمش دور هذه الأحزاب، لِكونها تَرغب في تَقديم صُور وأحاديث مِثالية كما لو أنهم نجوم هذه المَشاهد.

هَذا الوصف وذاك السرد لا يَعني أننا نَستخفُ بِما يَصدر عن هذه الأحزاب من بيانات، ولكن لِـ الهمس في أذن قيادات هذه الأحزاب بأنَّ الشارع ليسَ مُغيبًا عن الواقع الذي يَعيشهُ، لِأن المَسألة لا يُمكن اختصارها في بيان إشادة صادر عن الأحزاب المؤيدة، أو في بيان حنجوري دون مُعالجة حقيقية صَادر عنْ المعارضة «المُصطنعة».

والسؤال هنا: «هلْ نَبعد كثيرًا إذا شَبهنا دور الأحزاب بِنفس دور مجلس النواب».. الإجابة سَتكون: «لا.. نَبعد كثيرًا»، لِكون تَركيبة البرلمان من نَفس تركيبة الأحزاب.

صَحيح أنَّ الأحزاب لَيست مُجرد شعارات تَرفعها وتُنادي بها ولافتات ترفع أمام مقرات الأحزاب.. أو مُجرد مقرَّات تتميزُ بالمباني المُزخرفة والمكاتب المُكيفة..

الأحزاب هيَّ من تَسلك طَريق شَظف العيش لِلتعايش مع مُشكلات وأزمات الشارع حتى تستطيع اختراق الأزمات، وفي الوقت نفسه تقديم الرؤى الحقيقية.

حفظَ اللهُ مِصرَ وشعبها ومؤسساتها.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: أدوية ومُستلزمات طبية دخلت في عداد الموتى.. فمتى العودة؟

عمر النجار يَكتب لـ«الموقع»: عندَّما تتفنن الحكومة في إضاعة فرص تحويلات المِصريين بالخارج

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: الجنيه المصري والليرة اللبنانية.. هل يلتقيان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى