أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن صيدلي السعودية من الأولى بالدعم ضحية لقمة العيش.. أم قاتل نيرة؟؟

من يُطالع قصة كِفاح الصيدلي الشاب، المُتوفى في حادث إطلاق نار بالمملكة العربية السعودية، يَكادُ لا يَتوقف من البكاء لمِسيرته المَليئة بالحب والمُساعدة للغير وكذلك في رده ولو جزءًا بسيطًا من كفاح وجميل والديه عليه خلال مسيرة حياته.

مسيرة الصيدلي يَجب أنْ تُروى لجميع الأجيال القادمة بأنَّ هذا الشاب الذي كان في مُقتبل عمره لمْ يَكل أو يَمل في مُساعدة والده المريض بالسرطان بل كان يَحرمُ نفسه من أداء فريضة الحج لمُساعدة والديه في زيارة بيت الله الحرام العام المُقبل،
فضلاً عنْ عمله لمدة تُقارب الـ 14 ساعة يوميا و التي تُسمى «ورديتين» وذلك حتى يَستطيع توفير نفقات زوجته ووالديه معًا.

شخصية الصيدلي المُكافح من المؤكد أنْ تكون قصة كفاح، لذلك يَجب تسليط الضوء عليها من ناحية تحملهِ المسؤولية تجاه والده ووالدته، لِكونه لمْ يَبخلْ يومًا ما عن والده المريض..

وهذه القصة لا تقل أهمية عن من ضحى من أجل وطنه.

نأملُ منْ الحكومة المِصرية وتحديدًا من وزارة الصحة، التي يَرأسها الأستاذ الدكتور، خالد عبد الغفار، الذي يُساعد كل من يَلجأ إليه ولا يتأخرُ يومًا ما عن مُساعدة المَرضى، في ضرورة توفير كافة أوجه الرعاية الصحية لوالد الصيدلي الذي يُعاني من مرض السرطان،

فضلاً عن مُساعدة الحكومة لهم في زيارة بيت الله الحرام، الذي كان يَتمناها ابنهم الشهيد لهما بأداء فريضة الحج أو حتى توفير عمرة لوالديه.

حديث أرملة الصيدلي عن رحلة كفاح زوجها في العمل مُبكية ومؤثرة لكنها في الوقت نفسه مُلهمة لأي شاب يُحاول أنْ يَنجح خلال مسيرته وألا يَعتمد على والديه، قائلة: «حتى يوم الجمعة ماكنش بياخد إجازة، وكان بيتشغل 14 ساعة عشان يجيب القرش، وكنا أنا وابنه بنروح نقعد معاه في الصيدلية، ونزلت اشتغلت في الحضانة شهرين لمساعدته، لأنَّ تكلفة علاج والده كانت تبلغ حوالي 15 ألف جنيه مِصري في الشهر».

بعد سماع رِحلة كفاح الصيدلي، يَكاد أي شَخص طبيعي ألا يَتوقف عن البكاء والحزن على سِيرته العطرة ومَسيرته الناجحة في العمل وكذلك في رده ولو جزءًا بسيطًا من الجميل لوالديه عندما كان لا يَستطيع الحصول على إجازة عمل توفيرًا للنقود التي تُساعد والديه في رحلة المرض.

في اعتقادي أنَّ قصة كفاح الصيدلي تَستحق التعاطف والاهتمام من جانب المِصريين المُتواجدين بالخارج والداخل، بدلاً من جمع تبرعات لقاتل طالبة المنصورة لتوكيل مُحامي للدفاع عنه في قضية شاهدها الجميع على مرأى ومسمع وتابعها الرأي العام ووثقتها وسائل الإعلام على صفحاتها والتليفزيونات على شاشاتها..

وذلك لأنَّ الأولى بهذا الدعم والتكاتف هو والد الصيدلي المريض بالسرطان، من توفير كامل النفقات لهُ ومساعدة والديه في زيارة بيت الله الحرام.

اقرأ ايضا للكاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى