أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» زيارة بايدن بين أجندات مخفية وأخرى مُعلنة

مُنذ مَجيء الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لسُدة الحكم لمْ تكن في محور أجندتهِ على الإطلاق مَنطقة الشرق الأوسط وتحديدًا منطقة الخليج لأسباب علنية مَعروفة أمام الجميع وهيَّ انشغاله بِالتهديد التجاري الصيني لبلاده وحجم التبادل التجاري الكبير الذي يَصبُ في مَصلحة الصين..

فضلاً عن اهتمامه في بناء تَكتل أطلسي أكبر وأقوى يُواجه روسيا والصين، وهذا التكتل بعيد كل البُعد عن منطقة الشرق الأوسط والخليج..

إلا أنهُ مع ذروة الحرب الروسية- الأوكرانية تَغيرت المُعادلة وأصبحَ يَنظر، بايدن، لِهذه المنطقة كسلاح من الممكن استخدامه في وجه روسيا من ناحية زيادة إمدادات الطاقة التي تُسهم بشكل كبير في خفض الأسعار، إذ كانت هذه من أبرز الأسباب المُعلنة لزيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة وحضوره قمة السعودية.

ومعَ تزايد نزيف الحرب الروسية- الأوكرانية، الذي سَاهمَ في تعقيد الأزمة من ناحية الطاقة والغذاء، الأمر الذي جعلَ قضية الطاقة ذات بُعد عالمي ويَجب أنْ يَتم إعادة النظر في منطقة الشرق الأوسط بِشكلٍ كبير.

من هنا جاءت هذه الزيارة الأمريكية، التي أصبحت مكشوفة ومُعلنة من ناحية أنْ دول الخليج الملجأ الوحيد أمامه في ضخ كميات إضافية من الطاقة، وهذا ما كان واضحَا في اجتماعات الأمريكان، مع وزير الطاقة السعودي، بشأن طلب زيادة الإنتاج من النفط.

ومن أبرز الأسباب المَخفية في زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى منطقة الشرق الأوسط وحضوره قمة «السعودية» الآتي:

  1. بحث مَلف مَمرات الشرق الأوسط المائية كضرورة مُلحة لِلتجارة العالمية.
  2. اهتمامه الكبير بملف الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

وهذا ما ظهرَ جليًا في عدم دعوة أي مَسؤول لبناني أو حتى رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، الوطيد الصلة بـالأمريكيين لِمؤتمر قمة السعودية رُغم دعوة العراق لِهذه القمة المُتشابه لِظروف بلد لبنان بشكلٍ كبير من ناحية الانقسامات الطائفية ووجود بعض الأحزاب المُوالية لإيران.

لذلك مَا كان يشغل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بايدن، لزيارته للمنطقة هو ضرورة الانتهاء من ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل..

إذ كان عدم حضور أي مسؤول لبناني للقمة هو درسًا للبنانيين بضرورة الانتهاء من هذا الملف في أسرع وقت، رُغم قيام السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا، باستطلاع رأي بلادها في عدم توجيه دعوة للبنان بخصوص مؤتمر قمة السعودية..
إلا أنَّ الإجابة كانت واضحة وصريحة بأنَّ بلادها لا ترغب في دعوة لبنان، الأمر الذي فسّره مُراقبون دوليون بأنَّ هناك أعمال بين الولايات المتحدة الأمريكية ولبنان لم تنتهِ حتى الآن بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية.

تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، بعدَ مُقابلتهِ للرئيس الأمريكي جو بايدن، تدلُ على أنَّ هناك أجندات وكواليس مَخفية أكثر لم تر النور دارت بينهما، وهذا ما عبرَّ عنه يائير لابيد، قائلاً نصًا: «زيارة بايدن حققت إنجازات أخرى لن يُسمح بالحديث عنها إلا بعد سنين».

ما نودُ فهمه في نهاية هذه السطور، أنَّ تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن هدف حل الدولتين لا زال بعيد المنال لأنَّ هناك قيودًا على الحركة وقيودًا أخرى تفرض على الفلسطينيين، ليست ببعيدة كل البعد عن تصريحات رئيس وزراء إسرائيل، الذي لا يُريد الكشف عنها في الوقت الحالي.

اقرأ ايضا للكاتب :

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن صيدلي السعودية من الأولى بالدعم ضحية لقمة العيش.. أم قاتل نيرة؟؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» حملة مكافحة زواج الأطفال.. هل تُنهي عادة ظلامية؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» ماكينات صرف البريد للديكور وليست للسحب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى