أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع»هل تعرفونهم؟!

‏يحبون الحياة في السر أكثر مما نحبها نحن يعرفون قيمتها ولذتها في أبسط الأشياء وليس أعقدها كأطفال تكفيهم حلوى صغيرة وتسعدهم.صانعو الأشياء من لا شيء. أولئك المولعون بتأثيث فضاءاتهم الصغيرة بأيديهم. تجد الواحد منهم منهمكا دائما في صناعة شيء داخل بيته.

‏بيوتهم مختلفة جذريا عن بيوتنا. إنها نوع من القطع الفنية أو المتاحف الصغيرة الخاصة بأرواحهم وليس بمعارض الفن ومتاحفه. كل شيء منتقى بعناية ابتداء من الصباغة إلى خشب الأبواب والنوافذ إلى المصابيح إلى الإكسسوارات الصغيرة فوق الموائد وداخل الخزانات والفترينات شديدة العتاقة. ‏يعقدون علاقة حميمة وشديدة الخصوصية مع الأشياء والتفاصيل والطبيعة.

حاضرون أيضا ببساطة ووضوح في فن الطبخ وملاءمة الأطعمة لتناغم الجسد مع الأرض دون مجمدات أو معلبات ودون مواد حافظة بلغة خالية من الكولسترول.مطابخهم تشبه مصحات الأعشاب المريحة للنفس قبل المعدة.

‏ملاعقهم من الخشب الخالص والطاقة الدائمة. طاقة الحنو والحب والرقة والسرحان.

لا تخلو بيوتهم أيضا من ساعة قديمة ذات نواس ومن قطة أو كلب، أما العصافير فهي فرض عين في عقيدتهم وليست فرض كفاية. القفص صغير، داخله عصفور واحد إلا أنه سعيد، يغرد باستمرار!!

‏القطة نائمة على الأريكة والشمس مقتحمة البيت من النوافذ بكل قوتها وعنفوانها بينما الواحد منهم مقرفص في حديقته متأملا قطعة خشب مخمنا لماذا قد تصلح؟

بسطاء دائما وغير ثرثارين. حين تدخل بيوتهم تشعر أنك دخلت مكانا مختلفا، شديد الحميمية والخصوصية.

‏‏الرفوف مليئة بالأكسسوارت التي تعني لهم الكثير، شمعدانات ولمبات وتماثيل صغيرة وأرابيسك ومنمنمات وألعاب أطفال ومصنوعات ومشغولات يدوية يصعب تعريفها أو فهمها إلا في سياقها الخاص. حتى الستائر لا تفتقد إلى المعنى بل تتحرك بوضوح في نسمات زمن قديم. ‏تشعر كما لو أنك دخلت إلى أعماقهم تتجول داخلها وتحتسي القهوة في حنوها
إنهم: فنانون مجهولون دون شك لديهم الكثير ليقولوه لنا عن أشيائهم البسيطة إلا أنهم لا يجدون أحدا يسمع فيصمتون منكفئين داخل عوالمهم المتحفية الخاصة البعيدة في الظل كما تحت المطر الخفيف أيضا.

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» ‏رائحة ولون وطعم

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» صديق يشكي ظلم الناس

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» كوارث الأسر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى