أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» صديق يشكي ظلم الناس

من أصعب المراحل التي تمر بالإنسان هي مرحلة أسميها عتاب النفس على أطيب صفاتها، عندما يرى أن طيبته ونقاء قلبه كانت السبب الأعظم في وجعه وخذلانه، عندما يراجع حساباته ويجد بينها أن صدقه كان ذنبه الوحيد، المرحلة الصعبة قد تحتاج منه لسنين لكي يستطيع أن يغفر لنفسه ويعود لطيبته القديمة.

قابلت صديقاً لي أمس لم أره منذ فترة وكان حاله يرثي له، فسألته عما به… فأجابني بقصة تخصه مفادها بأنه من كثر إخفاؤه للألم والخيبة والحزن والصّدمة والخذلان وصل إلى مرحلةِ التّبّلّد ،ولم يعد يثق بأحد حتى نفسه!!
لا يكاد يتشافى من أحدِهم إلّا ويصدم بالثاني بما هو أشدّ خسّةً ولؤمًا وحقارةً ودناءةً ووضاعةً ورخصًا وقلّة حياءٍ وانعدام مروءة وسفاهةٍ ورغبةٍ سايكوباثية في الإيذاء، وما يُستغرب له حقًا منهم أو من بعضهم صوم النوافل والاثنين والخميس والأيام البيض وكلامهم كلّه تسبيح واستغفار ،وهم أكثر من يُعرف من الناسِ فجورًا قول وفعلًا.والمشكلة أنهم مستمرّون في الإيذاء بعد أخطائهم، لا يعرفون الله طرفة عين ولا يملكون ذرّة حياءٍ من الناس، بل أخطاء متعمّدة ثم فجور في الخصومة واستمرار متواصل حتى هذه الساعة في الإيذاء.
قلت له :(اصبر وما صبرك إلا بالله)، وتذكر دائمًا : لا يصحّ إلا الصحيح. وتذكر قول الله عز وجل :(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، أما هذا السلوك لم يعد مستغرباً من هذه العينّات التي باتت تجاهر بفجورها بعد أن تحول أسلوب حياتهم إلى نزعة عدائية يتلذذون عبرها بإيذاء الخلق دون ذرّة من ضمير !.
ترفّع عنهم ولا تنتظر منهم عودة لأن حياتهم أصبحت مُعلقة بالقدر الذي يمارسون فيه نشر هذا المرض !
ولا تخف… لن يضرّك لؤمهم ، فكلٌ يحصد ما زرعه
أكرمتهم بحسن ظنّك وأساؤوا لأنفسهم بخبث ما تحتويه صدورهم.لا بأس إن خابت ثقتك بهم ، وأخطأ تقديرك لهم.
لم تكن غبيّاً كنت طيّباً، ولم يكونوا أذكياء كانوا لئام!
الخوف من الغدر يسكن أقصى ما في نفس الإنسان عندما يعرف أن الثقة كانت أساس مصيبته . فلا تستغرب أبدا من صعوبة الخطوة التالية على إنسان علمه الألم فداحة المجازفة مجددا.مؤلم أن تكون كثيرًا من تعاملاتك مع من يخونون الأمانة، ويزيد الألم أكثر عندما تكون أنت الملام وهم الطيبون الكرام.‏‎وجعنا يتجدد مع كل طعنة وغدر ممن هم حولنا وثقنا بهم وصدقنا معهم وقد خذلونا وخانونا.الحياة تجارب والمهم أن نتعلم ونتطور ولا نعود إلى أخطائنا.لأنه لا أحد يستحق ما هو طيب إلا من كان معدنه طيباً.

اقرأ ايضا للكاتب

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» كوارث الأسر

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الحب في زمن اللاحب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» التوقيت مهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى