أراء ومقالاتالموقع

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» كوارث الأسر

الأم كائن طاهر مقدس تعتبر ملكية خاصة فى نظر أبنائها لا يشاركهم فيها أحد غير الأب. للأسف الشديد لم يعد الزواج كما شرعه الله تعالى سكن ومودة ورحمة، فبعد خروج المرأة للعمل أصبح المعيار الأول لاختيار الرجل للزواج من المرأة المشاركة المادية. ‏وبعده تأتى بقية المعايير على حسب ما تربى الزوج وعلى حسب درجة نضوج فكره وشخصيته.
ارتفعت نسبة الطلاق فى الثلاثة عقود الأخيرة بسبب سوء تربية الطرفين، فهو يريدها أن تتعامل معه كما تعامله أمه مع عدم تحمل المسئولية المادية والأدبية تجاه زوجته وأولاده. ‏وهى ترغب فى أن يدللها كما يدللها أبوها بالإضافة إلى فرض سيطرتها بسبب مشاركتها وأحيانا تحملها لكل نفقاتها ونفقات أولادها.

الأسرة نواة المجتمع فإما أن تكون صالحة فينصلح حال الأبناء وإما أن تكون فاسدة فيفسد الأبناء، فى معظم الأحول يتخذ الآباء الأبناء أداة للانتقام من بعضهم، ‏فيلجأ كل طرف إلى تمثيل دور الضحية لإستمالة قلوب أولادهم إليهم، فينتج عن ذلك شخصيات مهتزة قد تلجأ فى كثير من الأحيان إلى الانحراف بكافة أنواعه وأشكاله.

عند فشل علاقة الزواج حتى وإن كان الطرفان يتشاركان سرير واحد تجد الأم فى ابن من أبنائها الذكور بديلا للزوج فتفضله عن باقى أخوته. ‏وتبثه كل الحب الذى كانت تختزنه لزوجها، ويلجأ الأب إلى إحدى بناته فيبثها كل غرامه المفقود ويدللها ويجعل منها صديقة مقربة.

عندما يقع الطلاق طبيعى أن يبحث كل طرف عن شخص يعوضه عن ما قد وقع عليه من ضرر حسب وجهة نظر كل طرف.‏فى كثير من الأحيان نجد أن المرأة تكتفى بأولادها وتتعهد لهم أنها خلقت من أجلهم فقط وبعد فترة قصيرة كانت أم طويلة تجدها تتراجع عن قرارها بعد أن قابلت من اعتقدت أو بالفعل هو كذلك من سيعوضها عن سنوات العذاب،‏وهنا تقع الكارثة فإما أن تصرف النظر بعد زمجرة الأبناء أو تصمم على موقفها وتتزوج وعندها إما أنها ستخسر حب أبنائها إلى الأبد أو تخسر من تزوجته لفترة وجيزة من الزمن أو أن تقف فى منتصف حلبة الحياة فيشد أعصابها أولادها من طرف ويشد زوجها الجديد أعصابها من طرف آخر.‏ينظر المجتمع المصرى إلى الأم المطلقة أو الأرملة على إنها حكر لأبنائها فلا تستطيع الزواج مرة أخرى وإلا تعرضت للانتقاد واتهمت بالأنانية، وكذلك يتهمها الأولاد بأنها لم تعد تحبهم وقامت بتفضيل رجل غريب عليهم.

اقرأ ايضا للكاتب

‏نزار السيسي بكتب لـ«الموقع» الامتحان الحقيقي

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» القنابل الموقوتة

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الجذور والأصول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى