الموقعتحقيقات وتقارير

“الأضرحة والموالد”.. كيف انتصر الأزهر لـ”دراويش” الصوفية في مواجهة السلف؟

كتبت – منى هيبه

يخلط العديد من الأشخاص بين التصوف والتوسل والتبرك وربط العلاقة بينهم، لكن في الواقع لا توجد علاقة للتصوف بالأضرحة أو التوسل أو التبرك، وأن كتب علم التصوف وكبار السادة الصوفية لا يوجد بها حديث عن الأضرحة او غيرها، إنما يتلخص وجود التصوف على الذكر والمجاهدة.

فإن الرابطة الوحيدة بين الصوفية والأضرحة هي حفظ الود وتمام الأدب، حيث أن زيارة الأضرحة والقبور موجودة في الشرع من جهة، ومن جهة أخرى إن الأرواح باقية والأجساد فانية، وإن تعلق الصوفية يكون بالأرواح وحفظ الود والأدب ولأجل ذلك يزورون مشايخهم وكل صاحب فضل عليهم.

إنما التبرك هو التماس ويعد له معنى شريف من شرف العلاقة بين الصالحين والله عز وجل، دون أن يكون هنالك نفع أو ضر في غير الله عز وجل، حيث كان الصحابة يلتمسون بركة النبي، كما التمس الصحابة أيضا بركة بعضهم بعضا، وكذلك التمس التابعون بركة الصحابة، وأن التوسل بالصالحين إلى الله عز وجل في حياتهم أو مماتهم في التصوف، يعد شئ من قبيل الدخول على الله من باب من سبق وصدق، فإن الله يسبب الأسباب.

نرشح لك: صراع الوسطية والتطرف.. كيف واجهت الصوفية محاولات سيطرة الإخوان على «دِين» المصريين؟

إن الصوفية لا تعتقد إلا في الله، ولهذا جعلوا الحي كالميت، فإن المتصوفون لا ينسون أهل القبر لانشغالهم بالأحياء لإتمام مصالحهم، وذلك لأنهم يحفظون الود ولا يرون الفضل إلا من الله.

ويعد الضريح بناء يبنى فوق مكان دفن أو صلاة او إقامة أحد الانبياء أو أولياء الله الصالحين ويزوره الناس ليتزودوا بالبركة والشفاعة.

بدأت الحرب بين الصوفيين والسلفيين منذ إطلاق قادة السلفيين بفتاوى تحرم الصلاة في المساجد التي تضم أضرحة، كما طالبوا بهدم الأضرحة التي توجد داخل المساجد او خارج المساجد، بجانب منع الموالد التي يقوم بها الصوفيين، واستمرت تلك الحرب منذ ثورة 25 يناير.

وكانت من أهم المساجد التي طالبت السلفية بهدم أضرحتها، مسجد «الحسين، والسيدة نفيسة، والسيدة زينب، والسيدة عائشة، والسيد البدوي، بجانب مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي، والمرسي أبوالعباس، وعبد الرحيم القناوي.

نرشح لك: الحضرة المفترى عليها من السلف.. ماهي وكيف بدأت في مصر؟

كما أنه في عام 2013 حاول السلفيين هدم ضريح كان مقاما بمسجد «الأربعين» بمحافظة الجيزة، وبذلك بعدما دخل اتباع السلفي «محمد حسين يعقوب»، المسجد، وأعلنوا سيطرتهم عليه، حاولوا هدم الضريح لكي يعيقوا بذلك الصوفيين عن بناء الضريح من جديد، وقاموا باحلاله بمقر لجنة الزكاة بالمسجد، مما اثار غضب الصوفيين وقاموا بالاعتصام داخل المسجد، والتزموا بالاعتصام ولم يترك احد مكانه لوقف الاعتداء السلفي الذي تمادي في إعلان الحرب على بيوت أولياء الله الصالحين، ولم تكن تلك الاخيرة فقاموا ايضاً بهدم أضرحة في مدينة قليوب بمحافظة القليوبية.

وجاءت فتاوي التيار السلفي حول الأضرحة بأن الأضرحة والموالد ليست من الإسلام في شيء، بل إن الإسلام نهى عنها، وعن اتيان القبور مساجد، وأن السنة النبوية تنص على عدم ارتفاع القبور أكثر من شبرين عن الأرض.

وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن أصل الأضرحة هي أن الدفن يكون في المقابر، وعرفت الأمم تكريم أنواع من الأموات الذين يقتلون في سبيل الله، بأن يكون لهم أماكن متميزة لدى شعوبهم أن تحتفل بهم».

وأوضح شيخ الأزهر، أن تمييز قبور الأولياء والأضرحة، ببعض العلامات، يعد نوعًا من التكريم، ولكن أماكن العبادة من مساجد وبيع وصوامع وكنائس، فهي يجب أن تكون أماكن للعبادة لا لدفن الموتى، كما اوضح حرص الإسلام على أن يميز بين المقبرة والمسجد؛ لان حسب ما قيل في القرآن المجيد “أن القبر حينما يكون في المسجد قد يؤدي إلى بعض المشكلات.

وأشار أن الأمر أيسر من أن ينقلب إلى فتنة من فترة لأخرى، موضحاً أنه يكفي أن يتم فصل مواقع القبور في المساجد التي فيها قبور عن مسجد الصلاة، وموقع القبلة بأي حاجز ملائم، مما يجعل مكان الصلاة خالص لأداء الصلاة.

ومن جانبها أكدت دار الإفتاء أن الصلاة في المساجد التي يوجد بها أضرحة للأولياء الصالحين صحيحة وسليمة، كما أنها تصل إلى درجة الاستحباب، وذلك يعد أمر ثابت ومعروف في الكتاب والسنة والصحابة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى