الموقعتحقيقات وتقارير

الحضرة المفترى عليها من السلف.. ماهي وكيف بدأت في مصر؟

كتبت – نورهان أبوزيد

أخذت الصوفية حيزا كبيرا من تفكير واهتمام المصريين، خاصة بعد مناقشة أفكارها في الدراما والسينما فعلى سبيل المثال المسلسل الرمضاني الذي عرض في 2022 “جزيرة غمام” بطولة كان به طابعا صوفيا بعيدا عن الدراما وكان الحوار تم أخذه في سكة فلسفية صوفية فنال إعجاب المتابعين.

ومن هنا أصبحت التيارات الصوفية تنقل إلى الشعب عن طريق الدراما، دون أن تدرى من أين بدأت ولما بدأت تظهر في حياتنا بشكل واضح الآن لذا ناقشت تلك الأعمال “الحضرة” فما هي ومن أين بدأت؟

فقد اختلفت وجهات النظر حول الحضرة ما إذا كانت ذكر أم بدعة، حيث يرى أصحاب التيار السلفي أن الحضرة “بدعة” مستندين لما قاله حذيفة بن اليمان: “كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله فلا تعبدوها”.

لكن يرى شيخ عموم الطريقة الرفاعية طارق ياسين الرفاعى أنه لا يوجد شئ فى الحضرة سوى ذكر الله والتسبيح بحمده والصلاة على الرسول الكريم والدعاء لله فهل هذا بدعة؟

فما هي الحضرة؟
الحضرة هي اسم يطلق على نوع من الذكر الجماعى تقوم به الطوائف الصوفية، وتكون عبارة عن ترديد أذكار وصلوات على النبى وآل بيته، وطلب للمدد منهم، كل على طريقته يرددها أتباع الصوفية في حلقات دائرية، يقف بوسطتها المداح وتعقد بمساجد الصوفية، ليلة الإثنين والخميس في كل أسبوع.

نرشح لك: حضرة الملوك والسلاطين.. المواكب الصوفية وسر العداء مع «الإخوان»

كلمة الحضرة آتيه من الإنشاد والذكر أو الإنشاد بلسان الحال، لما له علاقة بالدين الإسلامي وكلام شيوخ التصوف، التي يتم الاعتماد فيها على قصائد في مدح الرسول صل الله عليه وسلم، والأذكار الصوفية التي تعتمد على أشعار البردة والقصائد الحلبية وقصائد المولد النبوي الشريف والبعض من الأزجال والأشعار المحلية ذات الطابع الديني التي تتبرك بالصالحين من الأولياء والشرفاء في تناسق مع إيقاعات مميزة.

وبحسب دراسة بعنوان “الإنشاد الطرقي الصوفي” فإن بداية الحضرة كانت مع الظهور الحقيقى لحلقات الذكر ومجالس الإنشاد الصوفى، وكان ذلك فى عصر السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي يعزى إليه بعث أول خانقاه “زاوية” وكانت تعرف بدويرة الصوفية بالقاهرة يقصدها الصوفية الوافدون إلى مصر وأجرى عليها أوقافا سنة 569هـ/1173م وهي تعد أول خانقاه أسست بمصر ولُقّب شيخ هذه الزاوية بشيخ الشيوخ، وقد انتشر الآن نفسه بمختلف أقطار العالم العربى الإسلامي، ولا سيما ببلاد الشام، العراق، وشمال إفريقيا.

هل ظلت “الحضرة” كما هى منذ ظهورها أم تطورت؟

تطورت الحضرة فيرجح البعض أن ظهورها بشكلها الحالى، بظهور الغناء الصوفي، والذى بدأ يمارس منذ القرن الثالث عشر للميلاد عبر الإنشاد الصوفي الديني في عهد السلطان بهاء الدين محمد ولد الذى هو الابن البكر لجلال الدين الرومي، ومع أن الإنشاد التقليدي ما زال سائداً، إلا أن العديد من الفنانين يغنون الشعر الصوفي اليوم على أنغام موسيقى حديثة، أحياناً قد لا تمت بصلة للإنشاد التقليدي، فالسماع الشائع فى أوساط الطريقة الصوفية المولوية الذى هو الإنشاد الدينى التقليدى المرفق بذكر اسم الله والالتفاف حول النفس، أما اليوم فيتم دمج الموسيقى الإلكترونية أو الجاز مع الشعر الصوفيّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى