أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الصراع الدموي

الصراع من أجل السلطة ومن أجل النفوذ والثروات سيسيل دماء كثيرة في العالم، أحيانا باسم العدالة والديموقراطية والحداثة والإنسانية وأحيانا بلا اسم.

دماء كثيرة سالت عبر التاريخ في حروب كثيرة ومجازر رهيبة وتصفيات وتعذيب حتى الموت وقبور جماعية.

دماء كثيرة سالت مع الأنهار ودماء كثيرة ستسيل دون توقف أو استراحة. كل طالبي السلطة والحكم في العالم بكل إديولوجياتهم وأعراقهم ولغاتهم وعقائدهم لهم دائما الشجاعة المظلمة الكافية والإصرار والترصد والاستعداد لارتكاب الفظائع والدناءة والمأساة التي لا يمكن للبريء تصورها، مثل لعبة لا يبقى بالإمكان التحكم فيها حين تبلغ أطوارا متقدمة شديدة السرعة والتعقيد. لكنها هنا ليست لعبة بل ماكينة الواقع الحديدية الصدئة في مقابل اللحم والعاطفة البشريين. أحيانا بلحية طويلة وسبحة في اليد، وأحيانا ببذلة أنيقة ووجه حليق وعينين إلكترونيتين صافيتين.

الذئب البشري المخيف الذي يسكن البشر لا يفصح في الظاهر عن طبيعته الحقيقية ونواياه إنه بارع في التمويه والتخفي والتواري داخلنا إلى حد التماهي مع ضحاياه، أحيانا يتخفى داخل الإيمان وأحيانا أخرى داخل الجشع والطموح وأحيانا داخل الكره لكن دائما يتساوى في عمقه وحقيقته الظالم بالمظلوم. النتيجة دائما مزيد من الضحايا الأبرياء داخل بلد أو مدينة أو مطعم أو مطار أو شارع أو مخيم، ومن المشردين واللاجئين والجثث والغرقى والثكالى والمعطوبين ومن المتفرجين العزل الضعفاء الحائرين الذين لا يفهمون ماذا يحصل بالضبط ولا متى ستأتي أدوارهم؟!… إنه صراع متوحش ودام وبلا أي شرف
صراع حول السلطة والحكم وأكداس المال، وإننا وقوده في لعبة الأقوياء والمجانين والمتهورين، هذه شئنا ذلك أم أبينا.

كل ذلك من أجل أن تصل عصابة إلى السلطة سواء باسم الله أو باسم الديموقراطية والحداثة والحرية وحقوق الإنسان أو باسم الشيطان.

لذلك كرهت دائما السلطة والحكم والنفوذ بطرقهم، كرهت أصحابها كما كرهت الساعين إليها فوق جماجمنا بغطاء أسود من الكلام والسياسة والخداع يخفي وجوههم.

سيدمرون العالم داخلنا وخارجنا كما فعلوا دائما في كل زمان ومكان، سيفجرون هذه الأرض عن آخرها ذات يوم…
(فليسقط كل شيء وليحيا الإنسان).

كل الناس تعرف من أنتم مهما أثرتم من جهد وقولٍ لإخفاء خزْيِكم وغدركم وعاركم وخياناتكم وكذبكم تميّزتم بالغيبة والبهتان والنّميمة والكذب والادعاءات الباطلة والفجور والفسق.

ستلعقون جراحكم،وستجرون أذيال الخيبة.

(وما ربك بظلّام للعبيد)

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» لن تعجب أحد

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الكائن الثرثار

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» سندتنا فحمدناك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى