أكثر صنف من البشر لا أطيقه هو الكائن الثرثار، ذلك الذي لا يتركك تتحدث خلال جدال ما و إذا سمح لك بالحديث فهو لا يستمع اليك بل صمته هو تربص للانقضاض عليك وطرح كلامك أرضا أيا كان هذا الكلام..
الكائن الثرثار كائن لا يستهان بخطورته بإمكانه تعطيل حضارات وجذب أمم بأكملها للاسفل، كائن من صنف خاص له قدرة عجيبة وفائقة على المعاندة ومكاسرة الأفكار مهما كانت تلك الافكار بسيطة ووجيهة فهو يأتيك دائما بحجج مضادة مناسبة أو غير مناسبه، لهذا الكائن قدرة عجيبة على المناكفة أي عدم الالتفات أساسا للفكرة نفسها بقدر ما يهتم بالانتصار الغبي في كل مبارزة كلامية. لا يستطيع هذا الكائن الرد على الكلمة بكلمة أو على الفكرة بفكرة والحجة بحجة بل بعشرة أو عشرين أو مائة و يذهب الى الحدود القصوى للكلام و اللسان و اللغة والعالم وقد يستجمع لك كل شيء في لحظة واحدة لا نهائية، حين تقول له مثلا أن أبوقردان صديق الفلاح مثلا، يحكي لك تاريخ ميلاد أبوقردان والدوده التي بالأرض التي يتغذي عليها الطائر وتاريخ الأرض الزراعيه نفسها والقرق بينها وبين الأرض الصحراويه والرمليه وبأن هوايته هي الزراعه أصلا، بينما تحتاج معظم مواقفنا الى الصمت كي يتسنى لنا ان نستوعب ونفهم ثم نسكت ونذهب الى شيء آخر ، فإن الإنصات عند هؤلاء مرادف للهزيمة ، و كل جدال هو معركة حياة أو موت يتناثر فيها اللعاب و يعلو الصراخ ، قبل أن يخبو صوتهم شيئا فشيئا في انتظار فرصة أخرى لبدأ الحرب من جديد ….!!
الكذب و المقدمات الخطابية التدليسية هي وسيلة البحث العلمي الوحيدة للأغبياء من المتردية و النطيحة ذو العقد النفسية بسبب وجودهم الزائف على حافة الوجود هؤلاء القوم لا يهتمون بالعلم كعلم إنما كوسيلة لإثبات حضور الذات الخائفة المرتابة لكنها ترتد عليهم بسبب وعي الجمهور . هولاء لا يعترفون بدراسات ولا أبحاث ولا عقل إنما بما يقوله الصنم.
والفاجر في الخصومة وبلا شك ولا ريب فاجرٌ في حياته السّرّية،لأنه في حياته العادية وفي تعاملاته العادية لا تراه إلا في أفضل حالاته.فُجُوره في الخصومة دليلٌ لا يقبل الشك بفجورِه في سلوكيّاته وأخلاقيّاته ومبادِئه.
ممثّلون بارعون…. غادرون حتمًا بك،ويصيبك الذهول من تزييفهم للحقائق.
قد يفهم البعض أن الفجور في الخصومة هي حدة الطبع وشدة الغضب أو الجفاء في التعامل، وهذا غير صحيح ولكن الفجور في الخصومة إنكار الحق وجعله باطلا والإقرار بالباطل وجعله حقا والتضليل على الناس فلا يتورع عن ظلم وأكل حقوق الناس وقد يحلف بالله كاذبا ويشهد بالزور وهو بارد الأعصاب
اقرأ ايضا للكاتب
