الموقعتحقيقات وتقارير

ماسبيرو 36 سنة هواء.. حكايات زمن الإذاعة والتليفزيون الجميل.. «الموقع» يرصد

افتتح بأمر عبد الناصر في زمن قياسي حاملا لقب عالم الآثار الفرنسي «ماسبيرو»

تكلف 108 ألف جنيه وهمت مصطفى اول مذيعة في المنطقة تطل على الشاشة

 حلت أمس 21 يوليو، ذكرى تأسيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون “ماسبيرو” عام 1960، وواكب احتفال افتتاح مبناه بالعيد الثامن لثورة يوليو، ليصبح صرحًا إعلاميًا كبيرًا ساهم فى نجاح الكثير من الإعلاميين، وأصبح منارة ثقافية وترفيهية للكثير من الأجيال بمختلف الفئات العمرية المختلفة.

أطلق على مبنى الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو»، تيمنا بعالم الآثار الفرنسى جاستون ماسبيرو، والذى شغل منصب رئيس هيئة الآثار المصرية.

قصة إنشاء التليفزيون

وجه الرئيس جمال عبد الناصر ببناء ماسبيرو، بمجرد أن استتب الأمر للثورة ورجالها، وبعد عامين عرض وزير الإرشاد القومي حينها، الصاغ صلاح سالم، على الرئيس جمال عبد الناصر فكرة إنشاء محطة تليفزيونية مصرية فوق جبل المقطم، ورفض عبد الناصر بشدة بحجة أن هذا ليس وقته وأن الأهم من ذلك تحقيق أهداف الثورة الستة، واستطاع وزير الإرشاد إقناعه بالفكرة حتى وافق وبدأ في المشروع، إلا أن وقع العدوان الثلاثي على مصر تسبب في تأخير مشروع انطلاق التلفزيون.
وتم تخصيص ميزانية البناء حوالي 108 ألفاً من الجنيهات على مساحة حوالي 12 ألف متر مربع، وبالفعل كان تحديًا أن ينتهي البناء في هذا الوقت.

وتم بناء مبنى التليفزيون في زمن قياسي استغرق أقل من عام، وفي عام 1960 كانت الاستوديوهات التلفزيونية تحت التجهيز والإعداد، وكانت التجارِب الأولى في مسرح قصر عابدين؛ حيث عادت البعثات المصرية من الخارج بعد أن وقعت مصر عقدًا مع هيئة الإذاعة الأمريكية لتزويد مصر بشبكة تليفزيون وتدريب العاملين على هذه الشبكات.

قدم مبنى الإذاعة والتليفزيون، عددا من الرواد الذين ساهموا فى تدشين “ماسبيرو” بحوارات مهمة وثرية للغاية، لا تزال إلى الآن محل إعجاب، مثل سميحة عبد الرحمن وليلى رستم وهمت مصطفى وأحمد سمير وأحمد فراج، ثم نجوى إبراهيم ومنى جبر وفايزة واصف وملك إسماعيل وسامية الإتربى ودرية شرف الدين.

محاورة الرئيس

كانت همت مصطفى أول مذيعة تظهر على شاشة التليفزيون المصري لقراءة نشرات الأخبار، ولدت عام 1927 بمدينة ميت غمر، وتخرجت في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة القاهرة عام 1950.

بدأت مشوارها الإذاعي عام 1951 كمقدمة للبرامج الإذاعية، واهتمت بتقديم البرامج السياسية لفترات طويلة، وتم اختيارها للعمل بالتليفزيون عند تأسيسه عام 1960، لتصبح همَّت مصطفى، أول مذيعة يشاهدها الجمهور على الشاشة المصرية.

نرشح لك : مدير المشروع القومي «مودة» في حوارها مع «الموقع»: ارتفاع نسب الطلاق سبب إطلاق المشروع للحفاظ على كيان الأسر المصرية

وقدمت همَّت مصطفى، العديد من البرامج، أبرزها: “خللي بالك”، و”على شط النيل”، بالإضافة إلى برنامج المسابقات، وقامت بتغطية موسم الحج لعام ،1964 حفل أضواء المدينة في دمشق.

وشغلت عدد من المناصب، منها: مشرفةً على القناة الثانية مع بداية عملها بالتلفزيون، رئيسة التلفزيون من مايو 1980 إلى نهاية 1980، مديرة البث في شبكة راديو وتلفزيون العرب بإيطاليا.

اشتهرت همَّت مصطفى، بحوارها مع الرئيس الراحل أنور السادات، من بلدته ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية.

ماما سميحة

كانت سميحة عبدالرحمن، واحدة من أشهر المذيعات التي قدمت برامج الأطفال في الإذاعة المصرية منذ تأسيسها، واشتهرت بين الصغار والكبار بلقب “ماما سميحة”.

ولدت سميحة عبدالرحمن في الأول من يناير عام 1920، وحصلت على ليسانس آداب قسم تاريخ من كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1944، لتعمل مباشرة عقب تخرجها في مكتب الصحافة بمصلحة الاستعلامات.

التحقت عبد الرحمن بالإذاعة المصرية عام 1946 بقسم الترجمة، ثم انتقلت للعمل في برامج الأطفال مع “بابا شارو”، ثم عينت مديرة للأحاديث الإذاعية ، ثم مديرًا عامًا للبرامج بالإذاعة.

في عام 1960، قررت سميحة عبدالرحمن الانضمام إلى فريق العمل في التليفزيون، وتدرجت في المناصب حتى وصلت إلى منصب وكيلة التليفزيون، وقدمت في تلك الفترة أشهر البرامج، ومن بينها برنامج “جنة الأطفال” الذي جعلها تحظى بشهرة واسعة، وأصبحت شهيرة بلقب “ماما” في مبنى ماسبيرو.

وأخيرًا، رحلت عاشقة الأطفال الاعلامية سميحة عبد الرحمن، عن عالمنا عام 1994، تاركة بصمة لا تُنسى في قلوب الصغار والكبار حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى