الموقعهلال وصليب

عالم أزهري لـ«الموقع» عن ڤيديو “الحج عنده مشكلة مع الشيطان”.. إثم عظيم استغل مروجه بساطة الحاج المُسن ليصبح تريند

– تداول هذا المقطع يؤذي الرجل وأبناءه بجعل أبيهم مادة للسخرية وهو أمر مكروه في الإسلام

كتبت- منار إبراهيم

تحت عنوان “الحج عنده مشكلة مع الشيطان”، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ڤيديو ساخر لحاج مُسن يلقي الجمرات على الشيطان في حماس واندفاع شديد، ولكن الحقيقة ان هذا الحماس استمده هذا المُسن من شاب كان يشجعه ضاحكًا اثناء تصوير هذا الڤيديو لنشره على صفحات “السوشيال ميديا”، ولكن ما حكم الشرع في تصرف هذا الحج وهل يعتبر ما فعله هذا الشاب تنمر؟، هذا ما سنوضحه خلال السطور القليلة القادمة…

نرشح لك: بعد ما اثارته من جدل.. أستاذ الحديث لـ«الموقع»: الأضاحي الهاربة والخراف الباكية مشهد يدل على الجهل بتعاليم الدين الإسلامي

قال الدكتور محمد عبد الجليل، الداعية الإسلامي ومن علماء الأزهر الشريف، إن هذا إثم عظيم ان يقوم شخص باستغلال طيبة وبساطة هذا الحاج المُسن، وتصويره ڤيديو والتندر به وتشجيعه على رمي الجمرات بعنف وقوة ليهزم الشيطان في سخرية مبطنة مستغلًا سذاجة وبساطة الرجل.

وأضاف “الداعية الإسلامي” أن النبي ﷺ أبان لنا أن رمي الجمرات هو نوع من أنواع العبادة والذكر؛ يعني أمر تعبدي محض كما الصلاة والطواف بالبيت وغيرهما من العبادات، فعلينا إذا رأي أحدنا إنسانًا يصلي بجهل أو طريقة مضحكة توجيهه للفعل الصحيح، ولكن ليس من حسن الخلق أن تصويره ونشر المقطع لإضحاك الناس أو حصد اللايكات.

نرشح لك: «سيلفى مع الشيطان».. صورة لأحد الحجاج خلال رمي الجمرات تثير الجدل..ونشطاء يعلقون

وأكد أن نشر هذه المقاطع واستغلال طيبة الناس البسطاء وسذاجتهم لعمل التريندات، لا يندرج هذا تحت مكارم الإخلاق التي بعث الله بها نبيه محمدًا ﷺ، فالحج هو رسالة للرحمة والإنسانية وتداول هذا الڤيديو يسبب أذى لهذا الرجل وزوجتة وأبناءه بنشر صور أبيهم وجعله مادة للسخرية، فهذا من اعظم القبائح وامر مكروه في الإسلام وعدم تعظيم لشعائره.

واوضح “عبد الجليل” أن رمي الجمرات من شعائر الحج الواجبة والمشروعة لكل من قصد هذا المنسك العظيم،
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما أَنَّ النَّبِي ﷺ أَرْدَفَ الْفَضْلَ، فَأَخْبَرَ الْفَضْلُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ .

وفي النهاية، ذكر ان “أبو حامد الغزالي” قال: ” أما رمي الجمار فاقصد به الانقياد للأمر ، إظهارا للرق والعبودية ، وانتهاضا لمجرد الامتثال ، من غير حظ للعقل والنفس فيه ، ثم اقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلام ، حيث عرض له إبليس لعنه الله تعالى في ذلك الموضع ليُدخل على حَجِّه شبهة ، أو يفتنه بمعصية ، فأمره الله عز وجل أن يرميه بالحجارة طردا له وقطعا لأمله ، فإن خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه ، وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان فاعلم أن هذا الخاطر من الشيطان، وأنه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي، ويخيل إليك أنه فعل لا فائدة فيه ، وأنه يضاهي اللعب فَلِمَ تشتغل به، فاطرده عن نفسك بالجد والتشمير في الرمي فيه برغم أنف الشيطان، واعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة، وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم به ظهره، إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله سبحانه وتعالى تعظيما له بمجرد الأمر من غير حظ للنفس والعقل فيه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى