أراء ومقالاتالموقع

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: عندما غنى المصريون وطني الأكبر.. تعرف إيه عن ماسبيرو؟

على النيل وجنب ميدان التحرير وانت ماشي، ممكن عينك تقع على مبنى “ماسبيرو” الإذاعة والتلفزيون”، وساعتها ممكن تسأل نفسك ليه سموه “ماسبيرو”؟.

تم تسمية مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون بماسبيرو نسبةً إلى عالم المصريات الفرنسي “جاستون شارل ماسبيرو” الذي أحبه المصريون، وكان يسكن في عوامة على النيل خلف المبنى العظيم، ماسبيرو المبنى واحداً من علامات مصر الكبيرة، أسسه الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” تحديداً في شهر أغسطس عام 1959، وبمجرد أن أعطى إشارة البدء طلب منهم الانتهاء منه قبل شهر يوليو عام 1960.

بمجرد افتتاح “ماسبيرو” انطلقت منه أول تلاوة قرآنية مباركة، ومن خلاله أيضاً تم نقل احتفالات المصريون بالعيد الثامن لثورة يوليو وأذيع منه أول اجتماع لمجلس الأمة، وكانت أول أغانيه نشيد “وطني الأكبر” وهو نشيد الوطن العربي الذي ألفه أحمد شفيق كامل ولحنه محمد عبد الوهاب وغناه عبد الحليم حافظ، وصباح، وهدى سلطان، وشادية، ونجاة الصغيرة وهدى سلطان، ووردة الجزائرية، وفايدة كامل.

ماسبيرو بدأ إرساله بقناة واحدة وبفترة بث مدتها 6 ساعات يومياً، وتولى وزارة الإعلام ما يزيد عن 19 وزيراً أولهم محمد عبد القادر حاتم وأبرزهم صفوت الشريف، وأنس الفقي، وأسامة هيكل، وصلاح عبد المقصود، ودرية شرف الدين وغيرهم ويضم الآن ما يزيد عن 45 ألف موظف في كل القطاعات التابعة له.

ما أحزنني كصحفي في المقام الأول ما قرأناه عن نقل هذا المبنى العريق لـ”العاصمة الإدارية الجديدة” التي نعتبرها جميعاً متنفس مصر الجديد التي أسست على أحدث طرازات العصر لتغزو العالم، لكن في نقل ماسبيرو ضياع له ولقيمته فالناس تعرف ماسبيرو المبنى لا ماسبيرو الشخص يا سيدي.

نقل “ماسبيرو” لحي “المال والأعمال” بالعاصمة الإدارية الجديدة أصبح حديث الساعة خلال الأيام اللي فاتت، للاستفادة من المقر الحالي وإقامة واحداً من أكبر الفنادق في مصر والعالم مكانه، بالإضافة لإنشاء مولات تجارية وشركات سياحية وسلسلة من البنوك ضمن خطة تطوير منطقة “مثلث ماسبيرو” العالمي الذي بدأته الحكومة منذ سنوات بتكلفة كبيرة ضمن خطة تطوير العاصمة.

ما أعرفه أن فكرة نقل “ماسبيرو” إلى مدينة الإنتاج الإعلامي تم طرحها منذ 10 سنوات لكنها لم تنجح بسبب ارتفاع تكلفة النقل الخاصة بالبنية التحتية لماسبيرو، سواء كابلات بث تلفزيوني وإذاعي، أو إنشاء استوديوهات بما فيها شراء معدات أخرى وهو ما أثبتته الدراسات وقتها بأن نقله سيكون مكلفاً فتم صرف النظر عنها، لكن في المرة الأخيرة ترددت الأخبار عن نقله لكن إلى الآن لم نسمع عن بيان رسمي بنقله سوءا إلى العاصمة الإدارية أو حتى مدينة الإنتاج الإعلامي.

هناك من يتبنى فكرة نقله والاستفادة منه على اعتبار أنه بلا جدوى لكن كيف نستغني عن مبنى أصبح علم وعلامة لدى المصريين منذ ناصر حتى الآن، وارتبط به المصريون ومنه انطلقت حب هذا الوطن الغالي.

ما رد به حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أثلج صدورنا جميعاً بأن ما تردد عن نقل “ماسبيرو” للعاصمة الإدارية الجديدة غير صحيحاً لصعوبة نقل ستديوهات المبنى وتجهيزاته الفنية سواء الإذاعية أو التليفزيونية وفي حال نقلها سيتم إهدارها.

اقرأ ايضا للكاتب

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: نورت يا قطن النيل.. ملك القطن وحكايته مع عبد الناصر!

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: غاب العقل وحضر الشيطان.. كيف مات الأشقاء في حدائق القبة؟

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع» مصابي الحروق في الصعيد.. يا ويله اللي يحصل معاه كدة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى