أراء ومقالاتالموقع

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع» مصابي الحروق في الصعيد.. يا ويله اللي يحصل معاه كدة!

معاناة من نوع آخر، وإن شئت فقل عنها معركة “النفس الأخير” تلك التي يمُر بها مصابي الحروق في مصر ، على الرغم من أن هؤلاء أعيد لهم الأمل على مدار السنوات الماضية بإنشاء وحدات الحروق المختلفة التي تضمن علاجهم، إلا أنه بالنسبة للصعيد فياويله اللي تحصل عنده حاجة زي كدة مع حد من أهل بيته هيدوق المعاناة اللي بجد.. لبه مفيش قسم للطوارئ يعالج مصابي الحروق بالصعيد؟

لو فتشت عن المعاناة اللي بيواجهها مصابي الحروق عامةً، هتحس بصدمة كبيرة لأنه ليس معقولاً أن تُحرم مناطق كثيرة من وحدة طوارئ تُسعف مصابي الحروق، فكيف يفعل هؤلاء في المنيا وأسيوط عندما يحدث لهم أمراً لا دخل لهم به، وكيف يعالجوا؟

على ما أذكر وحسب معلوماتي فمستشفى مغاغة العام شمالي محافظة المنيا كانت تضم وحدة حروق على مستوى عالي بمساحة 800 متر تقريباً خصصت لمصابي الحروق فقط، كانت تضم 24 سريراً وهذا رقم كبير بالنسبة لمصابي الحروق في منطقة شمال المنيا، ناهيك عن الطابق الأول منها الذي كان مخصصاً لعلاج الحالات الحرجة من المصابين، بينما الطابق الثاني من المبني تم تخصيصه لحجز الحالات الحرجة وعلاجهم، والطابق الثالث كان مسكناً لإعاشة الطبيبات، ببنما يقيم الأطباء في الدور الرابع من المبنى فأين ذهب كل هذا ؟ للأسف لم يعد هناك لا مستشفى للحروق تخدم المنيا وشمالها، ولا قسماً لعلاج الحالات الطارئة بأسيوط يخدمها ويخدم جنوبها لتبدأ معركة المريض مع الحياة!

وحدة رعاية الحروق بأسيوط الحامعي أغلقت منذ عامين، ووحدة “حروق مغاغة” أغلقت هي الأخرى لكن في إغلاق الأخيرة واقعة تُمثل شبهة فساد كبيرة تستدعي تحقيقاً ومعرفة الجاني فيها، فبعدما كانت مجهزة بوسائل العلاج اللازمة، اختفت فجأة شبكة الأكسجين، فكيف يتنفس مريض الحروق والأكسجين لبس موجوداً بعدها اختفت وسائل مكافحة العدوى! فكيف سيعيش هذا المصاب دون أن ينقل العدوى لغيره لنفاجئ جميعا ببإختفاء المبنى تماماً، وعندما سألنا مسؤولون عن الأمر أخبرونا بأن المبنى كان مخصصاً لإقامة مستشفى تكاملي لمصابي الحروق باعتماد مالي قدره 30 مليون جنيه في غضون عام 2018 وقت تولى الدكتور خالد نجيب إدارتها إلا إن التخصيص تغير بفعل فاعل من مستشفى الحروق لوحدة صحية أخرى دون أن نعرف لماذا وكيف اختفى، ورغم ذلك كله لم تتم هذه أو ذاك!!

رحلة الموت البطيء .. فعلى مدار عشرون يوماً أو ما يزيد يرقد الطفل أحمد أسلمان أحمد ابن العامين في غرفة الرعاية المركزة بمستشفى “الشيخ زايد” بينما ترقد والدته “رحاب صديق” في الغرفة المجاورة له بعد إصابتهما بنسبة حروق زادت عن 80 % في رحلة معاناة بدأت في قرية “برطباط” مروراً بمستشفى مغاغة العام ثم مستشفى المنيا الجامعي فمستشفى أسيوط الجامعي ثم إحدى المستشفيات الخاصة التي اكتفت برش مادة كاوية مع قطعة الشاش ثم طلبوا منهم التوجه للقاهرة ليستقر بهم المقام في “الشيخ زايد” الآن.

وهنا أقول .. هل تقدرون هذه المعاناة؟ وكيف لمواطن قادماً من الريف لا حول له ولا قوة أصيبت زوجته وابنه بحروق، ولا يجد لهم مكاناً بالرعاية وهي ليست كاي رعاية، والعثور على سرير رعاية في هذه الأيام كمن عثر على ابنه التائه منذ سنوات، لم يجدوا سريرين لرعاية احمد ووالدته في محافظتين بها أربع مستشفيات هي مغاغة والمنيا الجامعي وأسيوط حتى المستشفى الخاص لم يكن بها بعد غلق وحدة حروق أسيوط منذ عامين!
أخيراً كلنا أمل أن تضم المستشفى المركزي التي يتم تنفيذها الآن على الطريق السريع المنيا أسيوط وحدة لعلاج مصابي الحروق مثلما كان في الماضي خاصة وأن هذه الحوادث تحدث شبه يومياً خاصة لأهل الريف.. وإلى لقاء .

اقرأ ايضا للكاتب

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: «علاء» ابن الرئيس و«مصطفى» ابن النظام! معركة الأسرار والأموال المهربة ؟

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: محمود كسرت قدماه وكاهن ينقذ الأطفال! في كنيسة أبو سيفين مصريون على حق

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: من نيرة أشرف لسلمى بهجت! احذري الحب يرجع إلى الخلف!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى