أراء ومقالاتالموقع

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: محمود كسرت قدماه وكاهن ينقذ الأطفال! في كنيسة أبو سيفين مصريون على حق

تألمنا كثيرا لما حدث داخل كنيسة الشهيد أبو سيفين بمنطقة ” إمبابة” وما أدراك ما هي إمبابة.. مصنع الرجال في حب وطنهم العزيز ودفاعاً عن الإنسانية.

المصريون هناك رسموا صورة جديدة من صور التفاني والتضحية، فلولا لطف الله ورعايته ثم تدخل قوات الحماية المدنية، والمصريون مسلمون وأقباطاً لحدث ما لا يمكن لبشر أن يتوقعه لكن النتيجة 55 مصرياً ما بين متوفياً ومصاباً ومنهم الأشقاء الثلاثة “مريم ومارثينيا وتامر وجيه” الذي لا يتجاوز أعمارهم الخمس سنوات.

في حادث الكنيسة ملحمة مصرية وهكذا حال المصريون وقت الأزمات، فالمسلمون في المنطقة اندفعوا نحو المبنى دون تردد لحظة واحدة لإنقاذ الضحايا والأطفال بعدما تعالت أصوات استغاثتهم بعد انتشار الدخان والسيدات خرجن لتقديم المساعدة.. وعن أي مساعدة نتحدث عن إنقاذ الأرواح من موت محقق.

فتجد “محمود” كسرت قدماه من التدافع وهو يحمل الأطفال من داخل الكنيسة، والكبار الذين تواجدوا على الكافيه المجاور للكنيسة تركوا ما في أيديهم وتوجهوا لداخل المبنى للمساعدة، بينما البعض كسر الباب الخلفي للكنيسة من أجل الإسراع في إنقاذ الأهل من داخل الكنيسة في حين قفز الجيران من على سطح المنازل المجاورة للدخول إلى قاعة الدروس والحضانة، ولا أخفى شهامة شباب إمبابة فالكل حضر بدراجاته البخارية وسارعوا في نقل المصابين للمستشفيات لتكتمل صورة المصريين المعروفة بجمالها وقت الأزمات.

الأجمل ما في الصورة المعبرة عن الإنسانية هي تلك التي استعان بها الرجال والشباب في إمبابة وهي حمل البطاطين أسفل الكنيسة لاستقبال من يتم إلقائه من الأطفال بخلاف جرادل المياه والخراطيم حتى جاءت قوات الحماية المدنية لتطفئ الحريق لكن التزاحم وانبعاث الدخان مع القدر قد قالوا كلمتهم لينال عددا كبيراً منهم كميات دخان من الصعب أن يقاومها أحد فما بالك الأطفال.

ما حدث في “إمبابة” تسبب في حرقة كبيرة ووجعاً للقلب.. فالجميع يبكى ولا فرق بينهم، لكن ما يدفعنا جميعاَ للصبر تلك الصورة الجمالية التي تؤكد على إنسانية المصريين على حدِ سواء.

أما على سبيل التحقيق فطبقاً لما ورد ببيان وزارة الداخلية عن الحادث هو توصل المعمل الجنائي لوجود خلل قد حدث في تكييف الدور الثاني في الكنيسة، تسبب في انبعاث دخان كثيف أدى لعمليات اختناق لكل الحاضرين، وأغلبهم من الأطفال لوجود حضانة وقاعة للدروس.

ولأنها قاعة محاضرات فقد كان كاهن الكنيسة الذي دفع حياته وهو ينقذ الأطفال حاضراً حتى وفاته.. هكذا المصريون ولدوا على الفطرة كي يدفعون الشر عن غيرهم حتى لو على سبيل حياتهم.. رحم الله كل نفسِ توفت، واشف اللهم كل مصاب.. وسلام لمصر العزيزة بأبنائها.

اقرأ ايضا للكاتب :

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: من نيرة أشرف لسلمى بهجت! احذري الحب يرجع إلى الخلف!

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع» لو غشيت تطلع الأول ولو ذاكرتي هتحصلى مريم! نورتنا يا دكتور !

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: عدالة فريد الديب وممرضات المنصورة سؤال يحتاج لإجابة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى