أراء ومقالاتالموقع

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: نورت يا قطن النيل.. ملك القطن وحكايته مع عبد الناصر!

نورت يا قطن النيل.. يا حلاوة عليك يا جميل.. اجمعوا يا بنات النيل.. يلا دا مالوهش مثيل”، دي الأغنية اللي كانوا المصريين بيغنوها زمان لما يهل عليهم موسم “جني القطن”، وبعد غياب سنوات طويلة، رجع قطن النيل تاني علشان يدخل بيوتنا وينورها.

القطن المصري معروف إنه كان السند والفرحة في كل البيوت، فمن خلاله كانت الناس تحدد أفراحها ومناسباتها، لكن منذ سنوات ونحن نعاني من النظرة السلبية التي يتميز بها البعض بخصوص منع زراعة القطن على مدار سنوات مضت، إلا إن صديقنا الدكتور “صالح الخالدي” الباحث والمتخصص في علم المحاصيل الزراعية بكلية الزراعة جامعة المنيا قال إن القطن له حكايات، ودلوقتي القطن “قصير التيلة” هو سيد العالم لأنه يتوافق مع تكنولوجيا المغازل الحديثة التي تسمح بإضافة “خيوط البولي استر” المستخرجة من متبقيات البتروكيماويات، لذلك قل الطلب على القطن “طويل التيلة” المصري المميز.

الدكتور صالح قال في كلامه إن المشكلة تتعلق بتكنولوجيا الغزل والنسيج ومصر رجعت تزرع تاني، وطالما ذكرنا “قطن النيل” يبقى لازم نترحم على “محمد فرغلي” باشا الملقب بملك القطن، ولمن لا يعرفه فهو ابن مدينة “أبو تيج بأسيوط الذي سافر مع والده من الجنوب ليستقر في الإسكندرية فأصبح الصعيدي الذي هزم الأجانب.

تذكرنا قصة فرعلي باشا بعد علمي برحيل آخر بناته وهي السيدة “صافيناز فرغلي” التي توفيت منذ أسابيع وحزن عليها كل من عرفها لعنايتها دائماً بالبسطاء، وهي التي ظلت على خلاف مع عبد الناصر وثورة يوليو لأسباب تتعلق بتأميم ممتلكات عائلتها.

محمد أحمد فرغلي، مصري له قصة عجيبة قرأنا عنه وعرفنا إنه وطني عظيم، ورث تجارة القطن عن والده “أحمد فرغلي باشا”، وخسر في بداية تجارته مبلغ 4 آلاف جنيه وكان مبلغاً ضخما في ذات الوقت، لكنه تعلم الدرس وصمم أن يكون هو الأول في بورصة القطن، حوَل حصته من المحصول المصري كله من 0.25 % لـ 15 % في ثلاثينات القرن الماضي.

وفي سنة 1927 توفي والده فقرر أن يخدم بلده بشكل أكبر من خلال بورصة القطن بعدما بلغت نسبته في محصول القطن المصدر للعالم حوالي 15 %، ولما جاءت سنة 1935 تم انتخابه وكيلاً لبورصة “مينا البصل” فكان أول مصرياً يهزم الأجانب ثم بعدها منحهُ القصر رتبة “البكوية”، وفي عام 1949 دخل في شراكة لشراء محصول القطن متوسط التيلة ووصل مجموع ما اشتراه 63 مليون دولار، فاستحق محمد فرغلي وقتها لقب “ملك القطن”.

فرغلي مكانش بتاع قطن بس ففي مذكراته قال إنه أول واحد يستخدم الرشوة في الانتخابات، فوفقاً لمذكراته “كان المندوب بتاعه يدي للناخب جنيه واحد مقابل صوته، ياخد نصه قبل دخول اللجنة، وبعد ما يخرج ياخد النص التاني! كان صريح أوي في مذكراته محمد فرغلي.

كان له قصة كبيرة مع “عبد الناصر” فلما قامت ثورة يوليو، تم تأميم كل ثروته اللي وصلت لـ 8 مليون جنيه وقتها، وقررت لجنة التأميم منحه مبلغ 2 جنيه بس في الشهر فكانت صدمة كبيرة له، فكيف لـ “ملك القطن” الذي سيطر على 15 % من محصول مصر ياخد 2 جنيه في الشهر؟، هنا طلبه بنك إنجليزي بمرتب كبير للعمل هناك لكنه رفض وقرر يفضل في مصر فأصدر وزير الحكم المحلي آنذاك قراراً بتعيينه كمستشار لمؤسسة القطن المصري ومنحه مبلغ 100 جنيه في الشهر وهو الذي رفض 25 ألفاً في الشهر من البنك الإنجليزي.

لفرغلي باشا حكايات كثيرة في زمن الملك وفي زمن عبد الناصر خاصة قصته مع الصحفي الكبير الذي سانده ضد أحد أعوان الملك الذي حاول وقف مسيرته لكن حريق القاهرة جاء لينقذه نت السقوط فكان أول من قال العبارة الشهيرة “أنا من أؤمن بالحظ”، ده غير موقفه الشهير مع إحدى بناته التي فوجئ بها في مرة تدعوا على أبناء عبد الناصر بعد تأميم ممتلكاتهم، وهنا رفض والدها أن تدعوا عليهم ثم صفعها على وجهها قائلاً لها: “ولادة ذنبهم أيه؟”.. إلى لقاء.

اقرأ ايضا للكاتب…

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: غاب العقل وحضر الشيطان.. كيف مات الأشقاء في حدائق القبة؟

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع» مصابي الحروق في الصعيد.. يا ويله اللي يحصل معاه كدة!

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: «علاء» ابن الرئيس و«مصطفى» ابن النظام! معركة الأسرار والأموال المهربة ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى