كان واحد من أشهر المحاورين، جريء في أسئلته هادئاً في ردوده.. هو المحاور الفذ والإعلامي الراحل “طارق حبيب” زعلت أوي لما البعض قارن بينه وبين عمرو أديب، وفي المقارنة ظلم شديد له لأنه كان عفيف اللسان وصاحب مدرسة الاستماع الأولى في الحوار، وبمجرد ما شفت الصورة اللي بتجمع بين الاتنين، جه في بالي على طول العبارة اللي قالتها الراحلة “زينات صدقي” في فيلم إسماعيل ياسين في البوليس، “إيش جاب لجاب يا صحن كباب”.
طارق حبيب كان صديق لنجوم الصف الأول في السياسة والأدب والفن، وكان شايف إن من أهم أولويات المحاور المحترف هو الاستماع الجيد والثقافة اللي تؤهله للنقاش ومحاورة ضيفه مش لفرض رأيه أو يطلع ضيفه بشكل لا يليق بمكانته، لاء كان يهمه يقدم للمشاهد معلومة ينفرد بها، طارق أتعلم ازاي يفيد المشاهد من خلال حواره مع الضيف.
طارق حبيب قعد قدامه قامات مصرية كبيرة في كل المجالات، فكانوا وقتها بيختاروا اللي يحاورهم من غير ما ياخدوا مقابل مادي، غير دلوقتي المقابل المادي هو الأهم ومش مشكلة عندهم المحاور ثقافته إيه، حتى لو يتكلم عن المطبخ ولون البطيخة حمرا ولا قرعة!
علشان كدة هيفضل طارق حبيب واحد من العظام اللي حافظوا لمصر علي ريادتها الثقافية والإعلامية، وواحد من الإعلاميين اللي صنعوا صورة ناصعة البياض لمصر قبل ما يشوهها البعض، فمنهم من حول برنامجه لمطعم، ومنهن من حولت الشاشة لهدم ثوابت المجتمع وغيرهم كتير.
دخل طارق حبيب التلفزيون المصري سنة 1970 بعد عشر سنين من تأسيسه، وأول برنامج جماهيري له كان اسمه “اتنين على الهوا”، وكان السبق له في حاجات كتيرة منها إنه كان أول من سجل لقاء مع كبار الأدباء في مصر زي طه حسين ونجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، ومع نجوم الفن زي رشدي أباظة وعبد الحليم وفريد الأطرش وفاتن حمامة وفي السياسة كان أول من حاور السيدة جيهان السادات زوجة رئيس الجمهورية وغيرهم من نجوم الصف الأول.
طارق حبيب لما سألوه عن ديانته في حوار صحفي أجري معه على ضفاف النيل بأسوان قال إنه بيفخر بانتمائه لعصر محدش كا بيسأل فيه عن ديانة التاني، فكان كل همهم هو الأخلاق، وليه متكونش دي كدرسة طارق وهو تلميذ المايسترو صالح سليم اللي أقنعه بتقديم برنامج تلفزيوني وبقي هو صاحب الفضل عليه بعد كدة، ولما اقتنع صالح بفكرة طارق قدم برنامج بالفعل لفترة، لكن الخلاف اللي حصل بين الكابتن صالح الأهلاوي والكابتن لطيف الزملكاوي، خلى صالح يعتزل التقديم التليفزيوني ويكون سبب في إن طارق حبيب يكون هو نجم سماء ماسبيرو.
طارق حبيب كان صاحب العبارة الشهيرة “مع أجمل المنى وأرق تحياتي” اللي كان يختم بها حواره، اتوفى في يوم 14 يونيو سنة 2013 عن عمر ناهز 77 عاماً.
اقرأ ايضا للكاتب
سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: عندما غنى المصريون وطني الأكبر.. تعرف إيه عن ماسبيرو؟
سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: نورت يا قطن النيل.. ملك القطن وحكايته مع عبد الناصر!
سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: غاب العقل وحضر الشيطان.. كيف مات الأشقاء في حدائق القبة؟
