أراء ومقالاتالموقع

خالد كامل يكتب وزير التربية والتعليم يرد على مقالتي أمس في «الموقع»

بعث الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني رداً على مقالتي أمس لإيضاح بعض النقاط التي رآها هامة لتعريف الناس بها، جاء فيها نصا:

إن مناهج الصفين الرابع والخامس الابتدائي قد تم ضبط محتواهما في توزيعهما على جدول الدراسة خلال العام الدراسي المصري بكل دقة، بحيث تكون الفترة محسوبة دون إثقال كاهل التلميذ، مشيراً إلى أن دفعة العام الماضي تلاميذ الصف الرابع الابتدائي هي دفعة متميزة جداً وبشدة وأمل مصر الحقيقي، على حد تعبيره..

كما أضاف أنه لا يوجد شيء في علم المناهج اسمه تخفيف المناهج، وإنما هناك إطار عام للمناهج، بحيث يتم تحديد مخرجات التعلم والمهارات الحياتية المستهدفة وتطبيقها على التلاميذ بشكل احترافي علمي وليس بشكل عشوائي كما يطلق عليه غير المختصين ذلك، ولذا فإن عملية بناء الكتب والمادة التعليمية تتم مع أكبر بيوت الخبرة التعليمية حول العالم، وللعلم فإن برنامج تطوير التعليم الذي بدأناه من أربع سنوات قد حصل على ترتيب عالمي عال جداً وأصبحت مصر به في مصاف مستوى الدول المتصدرة جودة العملية التعليمية عالمياً مثل فنلندا.

وأشار الوزير إلى أن القضية ليست التعلم من أجل امتحان وتحصيل درجات، وهي ثقافة أولياء الأمور التي تعلموا بها وعاشوا حياتهم عليها ولا بأس، إذ كان ذلك هو النمط السائد آنذاك، ولكن القضية هي اكتساب مهارات وبناء شخصية لها تفكير وطابع خاص في طريقة تحصيل العلوم والتكنولوجيا بما يتوافق مع أعلى المقاييس العالمية في ذلك.

 

وللأسف الشديد فإن أولياء الأمور تعلموا بشكل مختلف ويحاولون مساعدة أبنائهم بفلسفتهم وليس بفلسفة النظام الجديد، مما يدفعهم منطلقين من تلك الفلسفة التي أصبحت في خبر كان أن يصدروا لأطفالهم طاقة سلبية خوفا من الامتحان وبحثا عما يساعدهم على امتحاناتهم لتحصيل درجات مرتفعة وهو مسلك خاطئ تماما.

وإنني هنا إذ أطمئن أولياء أمور أولادنا وبناتنا، أود الإشارة إلى أن هذه المناهج مبنية على معايير عالمية بنكهة مصرية خالصة بالتعاون مع كبرى المؤسسات التعليمية حول العالم ولذلك يجب أن نفخر بها لأنها تنقل أبناءنا لمستوى دولي، سنحصد جميعاً ثماره مع تخرج دفعة الصف الرابع الابتدائي من الثانوية العامة وقتها كأول دفعة تدرس هذا المنهج المطور فعلياً..

وشدد الوزير على أن الأمور الفنية في العملية التعليمية غير خاضعة للنقاش على السوشيال ميديا أو من غير المختصين، لا لشيء إلا لغياب الاختصاص عنهم وكذلك غياب الرؤية كاملة بعناصرها المتشابكة والمترابطة معا لا المنعزلة عن بعضها البعض، وطالبني ككاتب للمقال أن أعقد مقارنة بين الكتب القديمة والجديدة كي أرى الفارق وليكون حكمي عليها بموضوعية.

ونفى شوقي في رده تغيير مناهج الإعدادية في مادتي العلوم والرياضيات وتدريسهما باللغة الإنجليزية كما يشاع، موضحاً أنه فقط ستتم دراسة مصطلحات ورموز علمية باللغة الإنجليزية، والسبب في ذلك هو تدريب الطلاب على استخدام المصادر والبرمجيات التي سوف تتاح لهم والاستفادة من مراجع بنك المعرفة وهي ليست دراسة محتوى باللغة الإنجليزية وإنما مصطلحات ورموز فقط.

و أكد الوزير في رده على أن الدولة تقدم هذا المنهج كله بخدماته مجانا في مدارسنا الحكومية و هو مقدم بمستوى أعلى من المدارس الدولية التي تتقاضى مئات الآلاف من الجنيهات كمصروفات دراسية، مطالبا الناس بالصبر على التجربة لجني ثمارها لا جلد و سلق الوزارة و القائمين عليها بألسنة حداد ليلاً و نهاراً، لأن الأصح هو شكر الدولة على ذلك وليس التهجم عليها.

كان ذلك عزيزي القارئ رد الأستاذ الدكتور المحترم طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، و الذي أرسله إلي نصا كما قلت و حادثني هاتفياً أيضاً عشرين دقيقة للإيضاح، في خضم انشغاله بالثانوية العامة و نتيجتها و التعاطي مع ردود أفعال الطلبة و أولياء أمورهم، و أنا أثمن هذا الموقف و اتصاله بي و رده على مقالتي تلك، و هي أشياء لا تصدر إلا عن مسؤول يتقي الله تعالى في المصريين و أولادهم و لا يتركهم يضربون رؤوسهم عرض الحائط دون تواصل..

كما أثمن برنامج التطوير التعليمي في مصر، الذي يتولاه الوزير و معاونوه و يتحمل نتيجته مع المصريين و لا ينفك عن توضيح الملتبس عليهم منه، و قد رأيت و قلت ذلك مراراً و تكراراً في أكثر من مقال، إنني ألحظ تغييرا في طريقة تفكير أولادي، حيث من الله تعالى علي بطفلين يدرسان هذا المنهج المطور الجديد و هما دفعة الصف الرابع الابتدائي العام الماضي، و هما و زملاؤهم باكورة إنتاج تطوير التعليم في مصر، و نأمل لهم التوفيق من الله تعالى و التفوق و تحقيق آمالنا و آمال دولتنا فيهم، فقد باتت طريقة تفكيرهم أرقى بكثير مما كنا عليه في فترة دراستنا التي كانت تعتمد على الحفظ و التلقين و حشو المعلومات فقط، و هذا له عظيم الأثر عليهم مستقبلاً و لا ينكر ذلك إلا من جانبه الصواب و شهد بغير الحق..

و لكن لنا تعقيب:::
و تعقيبنا على الرد هو أن المدارس تحتاج إلى التجهيزات التعليمية بوسائل التكنولوجيا الحديثة لتواكب هذا المنهج الجديد الرائع، كما يحتاج المدرس نفسه إلى تدريبات كثيرة عليه، كما أطالب الوزير بعقد دورات تدريبية لأولياء الأمور في قاعات مدارس أولادهم يحاضرهم فيها الخبراء التربويون فاهمو هذا المنهج المطور فعلياً، ليوضحوا لهم كيف يتابعون أولادهم دراسياً دون إرهاقهم أو انحرافهم عن أسلوب المنهج المطور إلى أسلوب تحصيل الدرجات و بالتالي العودة إلى المنهج القديم العقيم و هذا لا يصب في صالح الطالب أو المجتمع لاحقاً..

كذلك أرجو الوزير المحترم أن يشدد تعليماته على فتح معامل التكنولوجيا و الكمبيوتر الموجودة فعلياً في المدارس أمام التلاميذ لدراسة مواد الحاسب الآلي، حيث تمنع إدارات المدارس فتحها بسبب أنها عهدة عليهم و يخشون إهلاكها خوفاً من تحمل نفقات إصلاحها على حسابهم الشخصي، و هذه تجربة عشتها مع أولادي شخصياً..

و في النهاية أود التذكير بأننا جميعاً نسعى إلى صالح الوطن و مصلحة أولادنا..
كما أؤكد مصرا على طلبي، بل طلب العام و الخاص، بإضافة مادة التربية الدينية إلى المجموع حتى لا ينفرط عقد الأمة و أخلاق المجتمع و يعبث به كل زاعق و ناعق و ضال و ملحد، و على الله قصد السبيل..

اقرأ ايضا للكاتب

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» عن رسالة الطلاب لـ«وزير التربية»

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» بعنوان «هموم مواطن»

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» من يسكت إبراهيم عيسى والهلالي وبحيري أصيبيغ زماننا؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى