أراء ومقالاتالموقع

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» من يسكت إبراهيم عيسى والهلالي وبحيري أصيبيغ زماننا؟!

أتعرفون من هو أصيبيغ؟!

كان على عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل من أهل مصر، يقال له( أصيبيغ) وكان يقول بمثل ما يقول به رويبضة زماننا هذا وكذابوهم، في دين الله تعالى، فيشكك في الإسراء والمعراج وفرضية الحجاب ويطرح أسئلة على العامة والبلهاء من المصريين إبان ولاية عمرو بن العاص رضي الله عنه لها، فيلبس عليهم دينهم ويشككهم، وكانت مصر وقتئذ حديثة عهد بالإسلام، إذ لم تزل وقتها في أول أوقات الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص واليها، ولم يكن لدى المصريين علماء مسلمين يدفعون الشبهات و يستجلون الحقائق ويعلمون الناس دينهم مثل الموجودين من الصحابة الكرام عليهم الرضوان جميعاً في مركز الخلافة الإسلامية في المدينة المنورة صلى الله على ساكنها، فرفع عمرو بن العاص رضي الله عنه أمر أصيبيغ هذا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأمره عمر أن يرسله إليه فور بلوغه جوابه إليه، فلما حضر أصيبيغ إلى المدينة المنورة أجلسه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع كبار علماء الصحابة الكرام عليهم الرضوان جميعاً، فناظروه ونازلوه وقارعوه الحجة بالحجة، حتى أقنعوه بخطئه وجهالة فهمه وضلال مقصده وزيف اتباعه شيطانه وهواه، فقال لهم: لا أعود إلى مثلها، فتركه الخليفة عمر وشأنه في المدينة المنورة تحت بصره، فلما ظن أصيبيغ أن الفاروق رضي الله عنه قد غفل عنه، عاد إلى ما كان عليه من الضلالة والتشكيك، لكنه هنا هو في المدينة المنورة التي هي ملأى بالصحابة الكرام و العلماء منهم العظام، فبلغ عمرا خبره، فأمر به ثم أمر الجلاد بجلده، فكلما قال الرجل انتهيت يا أمير المؤمنين، أمر عمر جلاده بالاستمرار في جلده، فلما فرغ عمر من عقوبته، نفاه إلى الكوفة، فقال له أصيبيغ: ألا تعيدني إلى مصر منفيا، ففيها أهلي و ذوي؟! فرفض الفاروق ذلك الطرح، و قال له: بل الكوفة، فإن فيها المغيرة بن شعبة لا تقوم عنده فتنة إلا وأدها في مهدها قبل أن تستفحل، فلما استشهد الفاروق رضي الله عنه شهيد المحراب على يد المجوسي الغادر، تولى عثمان بن عفان رضي الله عنه و خرجت الفتنة في الدولة الإسلامية سريعة شديدة، حتى قتل الزعار و الدعار و الفجار ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، فجاء أهل الفتنة و الشرور و أتباع اليهودي اللعين ابن سبأ بن السوداء- الذي أجج المسلمين غير الواعين و أسس لأحداث الفتنة الكبرى-، جاءوا إلى أصيبيغ يطلبونه داعماً فتنتهم و نقض عرى الأمة الإسلامية، فقال لهم: قد انتهيت عن ذلك و أمسك بظهره متذكرا، قائلا لهم: أدبني الرجل الصالح عمر بن الخطاب رضي الله عنه…
و هكذا فإن الفتنة تقتضي التصدي لها بالعلم ثم بالحزم، حتى لا ينفرط عقد الأمة و روابط الشعب و أواصر القوة، و إلا فإنه على الدنيا السلام و علينا أن نتودع منها، فقد اختلط الحابل بالنابل و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم..

فكم من أصيبيغ عندنا في بلادنا الإسلامية، أمثال إبراهيم عيسى و إسلام بحيري و الهلالي، الذين يحتاجون إلى تأديب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و لكن الحرية الممنوحة من الحكومة لمثل هؤلاء الضالين المضلين قد أطمعتهم في ديننا الإسلامي الحنيف، و فهموا الحرية خطأ، تلك الحرية التي كان يجب عليهم أن يستخدموها في البناء و الحث على النهوض بالشعب المصري لا بتشكيكه في ثوابته، و لكن الله لهم بالمرصاد، فلا نامت أعين الجبناء..

اقرأ ايضا للكاتب

خالد كامل يكتب بعنوان «هموم مواطن» .. رداً على حوار الكاتبة والإعلامية فريدة الشوباشي في موقع «الموقع»

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» .. دعوة لمثيري الفتن و سكب الزيت على النار.. كفاكم تنطعا أيها الجهلاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى