أراء ومقالاتالموقع

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» عن رسالة الطلاب لـ«وزير التربية»

هل وزير التربية والتعليم دكتور طارق شوقي يدرك ما يفعله بالمصريين من إضرام النيران في بيوتهم حقا؟! أم أنه في برجه العاجي ومكتبه المكيف يصدر قرارات يراها وحده دون الخلق جميعاً صائبة؟!!!

أقولها لك بصراحة أيها الوزير دون مواربة أو مداراة، لقد أحرقت بيوت المصريين ولا تهتم بذلك الفعل الشنيع، أردت أن تطور التعليم، ڤأجهزت علينا، ولا أنكر أنه ثمة فارق بين تفكير أولادنا الآن وبين تفكيرنا عندما كان التعليم بالتلقي والحفظ، نعم، ولكن حنانيك بنا، رفقا بأمنا وأبينا، ننادينحن أولادك وبناتك، إناعتبرتنا كذلك، نناديك ونحن صغار لم تتجاوز أعمارنا بعد أصابع اليد الواحدة أو اليدين معا، نناشدك الله تعالى الذي تؤمن به وبكلماته، أن ترفق بنا، خفف المناهج علينا، لا تأخذنا إلى حيث عملنا كالثور في الساقية ليلا ونهارا، نحن أطفال ونريد اللعب وممارسة التمارين الرياضية والجلوس مع أهلنا لنتعلم منهم الخلق الذي أصبح عزيزا في المدرسين الذين كانوا يوماً مشاعل نور ونسائم رحمة لوالدينا، فنهلوا منهم العلم والخلق والسمت الوقور، نقبل الأرض تحت قدميك أن ترحمنا وترحم أهلنا من نفقات الدروس الخصوصية التي حاولت محاربتها وفشلت فشلا ذريعاً، لا لقلة الإمكانات المعاونة لك من أجهزة الدولة وإنما بسبب طرح مناهج ثقيلة تضطر أهلنا إلى مدرسين ملأ عيونهم جشع و طمع فيما في جيوب أبائنا من فتات و قريشات و جنيهات قليلة يدخرها الأب لوقت الظرف القاسي بسبب نار الأسعار و الحياة، ثم يأتي المدرس و يلتهمها كالسبع يلتهم فريسته، و أنت السبب، فلو خففت المناهج بنفس الفكر لكان خيراً لنا و لك..

أيها الوزير المحترم، لماذا ستجعل المناهج بداية من المرحلة الإعدادية باللغة الإنجليزية؟!
هل هذا يصب في صالح تطوير التعليم؟!
لا و الذي خلق السماوات والأرض، و إنما يصب في صالح جيوب المدرسين ليثقب جيوب آبائنا نحن التلاميذ المغلوبين على أمرهم المقهورين بفعلك دون رادع لك أو مراجع عليك فعلك أو قرارك..

هل سمعت يوماً أن دولة أوروبية تدرس مادة عندها بلغتنا العربية أو بغير لغتها الأم؟!

هل لأنهم ملكوا زمام العلم تريدنا أن نحذو حذوهم؟!
نعم، نريد أن نحذو حذوهم في العلوم، و لكن هم بلغوا ذلك العلم بأنهم نقلوه إلى لغاتهم عنا سابقآ و أضافوا إليه من أنفسهم، أيضاً بلغتهم، فلما لا ندرس المواد بلغتنا التي نعيش بها و نتفاهم بها في مجتمعنا العربي؟!
إلا إن كنت أنت من دعاة التغريب و الانهزام..

هل تعتقد أن تلميذا ما، أبوه أو أمه يعمل صانعا أو حرفياً و لا يقرأ إلا قليلاً، يستطيع أن يذاكر له بالعربي، فكيف باللغة الإنجليزية؟!
طبعاً سيحتاج إلى مدرس خاص و هكذا سقط ولي الأمر في كل بيت إلى مستنقع الدروس الخصوصية رغما عنه و عن أبيه و جده حتى، بسببك أنت لا غيرك..

ثم هناك مدارس لغات، دعها لمن أراد و هي تحقق غرضك، إلا إن كان غرضك هو زيادة ظاهرة التسرب من التعليم من غالب أسر الشعب المصري الذي بلغت نسبة الأمية فيه حوالي 75%، بفضل تخبط القرارات مثلك و مثل غيرك دون دراسة الواقع لتطبيق الفكر و منظومة تطوير التعليم، التي أصلا بلا وسائل مساعدة كتجهيز المدرسين و المدارس بوسائل التكنولوجيا الحديثة..

إننا و أباؤنا من قبلنا نستحلفك بكل ما تؤمن به من قيم بعد الله تعالى الواحد الأحد، أن تخفف عنا الآلام و تنشر بننا الآمال في غد أفضل، فلا تكن يد الرئيس تبني و يد أهم وزير في الدولة يبني العقول، تهدم ما يبنيه الرئيس و حكومته إلا أنت..

دع المناهج بالعربي إلا ما اقتضته الضرورة و هي مواد اللغات، ثم اجعل مادة التربية الدينية مضافة إلى المجموع، ليهتم التلاميذ بدينهم أيا كان، حتى يتعلموا الخلق و الاحترام و الانتماء إلى الوطن من خلال تعاليم دينهم، لا أن يهملوه بسبب أنه لا يضاف إلى المجموع، فيضيع النشء و المجتمع من بعده، ثم من شاء فليذهب أولاده إلى مدارس اللغات فليفعل و لكن دع لنا مدارس التعليم الإلزامي كما هي بلغتنا التي نفهمها، فنحن لا نعيش في كمبوندات و لا نتكلم مثل الذين يخلطون عشرين كلمة تخرج من أفواههم بتسعة عشر كلمة بلغة الأجانب، نحن عرب شرقيين، معدن الأمة و مستودعها و مادتها، فلا تفعل فينا ما عجز الاحتلال عن فعله…

اقرأ ايضا للكاتب

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» بعنوان «هموم مواطن»

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» من يسكت إبراهيم عيسى والهلالي وبحيري أصيبيغ زماننا؟!

خالد كامل يكتب بعنوان «هموم مواطن» .. رداً على حوار الكاتبة والإعلامية فريدة الشوباشي في موقع «الموقع»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى