يبدو أن هناك حالة من التعاطف الشعبى الشديد مع لاعب منتخبنا الوطنى للمصارعة الرومانية أحمد فؤاد بغدودة، الذى هرب أخيرًا من بعثتنا الرياضية المشاركة فى بطولة أفريقيا التى احتضنتها تونس فى الفترة من ١٥ -٢١ مايو الجارى، متخذًا طريقه نحو أوروبا بحثًا عن مستقبل أفضل تتحقق فيه العدالة النسبية!
“بغدودة” ليس الأول ولن يكون الأخير -ضمن الآف الشباب المجتهد والمتميز فى مجالات مختلفة – الذى بات يحلم بالخروج من مصر بعد أن أرهقته البيروقراطية وغياب العدالة وعدم القدرة على تحقيق أحلامه فى بلده وبين أهله وناسه.
تأتى واقعة بغدودة الذى لم يحصل إلا على الفتات-٢٢٠٠جنيه تقريبًا- نظير تفوقه وتميزه فى رياضة المصارعة، متزامنًا مع الإعلان عن قيام فنان روسى يدعى جيرجورى كوارسوف بمقاضاة غادة والى -مصممة جرافيك مصرية شابة- أمام المحاكم الأمريكية، بتهمة سرقة إبداعه للمرة الثانية على إحدى علب المياه الغازية، بعد اتهامها قبل عام تقريبًا بالسطو على أعماله المستوحاة من التاريخ الفرعونى، ووضعها على جدار محطة “كلية البنات” بالخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة وتقاضت عنها ما يقرب من ١٤٠ مليون جنيه، حيث اضطرت إدارة المرفق لإلغاء التعاقد مع والي ورفع اللوحات من المحطة وتقديم اعتذار رسمى للفنان الروسى احترامًا لحقوق الملكية الفكرية والإبداع الفنى، لكن دون التطرق لموضوع ال ١٤٠ مليون التى حصلت عليها والي!.
مفارقة مؤلمة ومحبطة، ولكنها كاشفة لما يحدث فى مجتمعنا بفجاجة منقطعة النظير ، فمثل غادة والي نجدهم موجودين ومسيطرين على جميع الفرص والمناصب فى جميع المجالات استنادًا إلى علاقاتهم أو نفوذهم أو مالهم، مع امكانيات ومواهب محدودة لا ترقى إلى الوصول لهذه المكانة، فى الوقت الذى نضع فيه العراقيل والمحبطات أمام المجتهدين والمبدعين، وفى النهاية يكون اتهامهم بالخيانة نصيبهم، بينما الملايين تكون من نصيب الأفاقين!.
