ربما تفاجأت مثل كثيرين، بأن العريش عادت للحياة بعد سنوات التهميش، من خلال الا٥فطار الجماعى الذى أقيم فى أواخر شهر رمضان المبارك على ساحل المدينة أو بزيارة نجوم المجتمع ومشاهيره لها، ثم إعادة الحياة لمسابقة “سباق الهجن”- الرياضة الاشهر لأهل العريش- وهو عبارة عن سباق بين الجمال، بمشاركة دولية من السعودية، الأردن والإمارات و غيرهم، وأخيرًا تنظيم حفل كبير أحياه النجم الكبير محمد منير، وهى كلها مناسبات واحتفاليات كنت أتصور أن تكون لاحقة لإعلان رسمى من جانب الدولة بأن العريش “مدينة آمنة تمامًا”.
لذلك لا أفهم حتى الآن هذا اللغز: لماذا تأخرت الدولة المصرية فى الإعلان صراحة عن سيطرتها تمامًا على الأوضاع فى العريش؛ وإعلانها “مدينة آمنة”من كل صنوف الإرهاب؟!.
فبعد عشر سنوات من حرب”العصابات” التى خاضها رجال قواتنا المسلحة المصرية ضد الجماعات الإرهابية المسلحة فى شمال سيناء وبخاصة فى مدينة العريش وما حولها، كان من الضروري أن تعلن الدولة عن نجاحها الحقيقى على أرض الواقع ، وبأن مدينة العريش عادت لطبيعتها وأنها أصبحت جاهزة تمامًا لعودة الحياة الطبيعية لمنطقة ظلت لعقد كامل خارج الحياة.
إن العريش -تحديدًا- ليست مجرد مدينة سياحية لقضاء العطلات والمصايف والاستجمام، ولكنها أحد المدن ذات الدلالات العظيمة فى تاريخنا القديم والحديث، ومن هنا لم يكن التدرج فى تعظيم ما قام به رجال الجيش خلال السنوات الماضية، هو المأمول بعد هذه العشرية السوداء، وأعتقد أنه لكى تكتمل الصورة الجميلة أصبح من الضروري عودة جميع الأسر المهجرة الى المدينة، لنقول بحق ؛ العريش أصبحت آمنة تمامًا.
اقرأ ايضا للكاتب
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. اللاجئون والأم الحنون!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. أين الأفلام التليفزيونية فى الوجبة الرمضانية؟!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. كلاب الوجاهة والحراسة!
