أراء ومقالاتالموقع

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. اللاجئون و”الأم” الحنون!

يشكل اللاجئون فى مختلف مناطق العالم ضغطًا شديدًا على موارد الدول المستضيفة لهم، وهو ما قد يعقد الأوضاع ويزيد من أعباء حكومات هذه الدول فى أكثر من اتجاه.

وبطبيعة الحال فإن الدول الحدودية التى تجاور تلك البلاد التى تواجه أزمات وكوارث، هى الأكثر تعرضًا لموجات الهجرات بحكم القرب المكاني والانساني وربما لأسباب أخرى إجتماعية .

وفى عالمنا العربى -وتحديدًا فى منطقة الشرق الأوسط- تأتى “أم الدنيا” -“الحنون”- فى مقدمة الدول المستقبلة للهجرات، بل أنها توسعت فى استقبال اللاجئين حتى من خارج المنطقة دون تذمر يذكر أو تجهم معلن، رغم ما تواجهه دول العالم -ومن بينها مصر – من أزمة إقتصادية كبيرة، لكننا فى كل مرة نرحب بكل من يقصدنا طلبًا للاقامة.

ومن هنا فإن تداعيات الأزمة السودانية الأخيرة، وما سيترتب عليها من أزمة إنسانية كبيرة للأشقاء فى السودان، سيجعل من المنطقى والبديهى أن تواجه حكومتنا هذا التحدى الرهيب -المتمثل فى تدفق الآف اللاجئين- باتخاذ حزمة قرارات اقتصادية فيما يتعلق بالسكن والتعليم والصحة وجميع القطاعات الحيوية، بحيث يكون لكل خدمة مقابلها بالعملات الأجنبية، حتى لا يؤثر هذا التواجد بالسلب على المواطن المصرى المضغوط فعليًا، وفى نفس الوقت تؤدى مصر دورها القومى تجاه اشقاءها .

لا أعتقد أن الدول العربية الثرية التى قدمت مساعدات مالية وعينية للبلاد المتضررة قد فتحت أبوابها فى أى مرحلة من المراحل -باستثناء الفلسطينيين- لاستقبال اللاجئين، ومن هنا أتصور أن اللاجئين السودانيين القادمين لمصر عبر المنافذ البحرية، البرية والجوية -فى مرحلة لاحقة- لايعانون من ضغوط إقتصادية أو أزمة مالية، خاصة أن التجارب أثبتت أن معطم من يتخذ قرار السفر هربًا من الأزمات أو الضغوط لديه مقدرة مالية، ليس بهدف الاقامة فقط، ولكن بإقامة مشاريع تجارية، وبالتالى لن يعد الأمر استغلالًا للظروف، بل تدعيمًا للحكومة المصرية لتقديم العون بصورة جيدة دون إضافة أعباء كبيرة عليها، ولعلها تكون رسالة واضحة للجميع بما فيها الهيئات الدولية المعنية بأمور اللاجئين حول العالم.

اقرأ ايضا للكاتب

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. أين الأفلام التليفزيونية فى الوجبة الرمضانية؟!

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. كلاب الوجاهة والحراسة!

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. الأنانية الوطنية و التوطين المهنى!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى