الموقعخارجي

الرقب لـ”الموقع”: مصر بدأت البناء الحقيقي في غزة.. ووفد أمني إسرائيلي بالقاهرة اليوم

الدكتور أيمن الرقب القيادي بحركة فتح الفلسطينية لموقع “الموقع”

 حماس طرحت رؤية جديدة لصفقة الأسرى متدرجة على 3 مراحل

الاتفاق يتضمن إطلاق 350 أسيرا فلسطينيا من الأطفال والنساء

تسليم جنود الاحتلال “الأحياء والأموات” سيتم عبر الجانب المصري

إعمار قطاع غزة غير مرتبط بصفقة تبادل الأسرى أو الملف السياسي

مصر بدأت قبل عدة أيام بالبناء الحقيقي في مناطق شمال غزة

الاحتلال يطلب “تهدئة منفصلة” مع غزة لمدة 5 سنوات

حماس طلبت مع الفصائل أن تشمل التهدئة “القدس والضفة الغربية وغزة” 

منظمة التحرير الفلسطينية تحتاج إلى إعادة ترميم على طريقة ديمقراطية

إنجاز المصالحة الفلسطينية يقوي شوكتنا أمام الاحتلال في المراحل القادمة

كتب – أحمد إسماعيل علي

قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح الفلسطينية، إن عقد المكتب السياسي لحركة حماس، لأول مرة في القاهرة، وبعد إعادة تشكيله في 2021، له دلالات مهمة جدا.

وأضاف “الرقب”، في تصريحات خاصة لموقع “الموقع”، أن بعض الدول كانت تحاول شق العلاقة بين مصر و”حماس”.

وكان وفد يضم أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، وعلى رأسهم إسماعيل هنية، رئيس المكتب، وصل القاهرة، الأحد الماضي، وعقد هناك أول اجتماع وجاهي من نوعه يضم رؤساء وأعضاء الأقاليم، منذ انتخابها في دورتها الأخيرة التي بدأت بداية العام الحالي وانتهت في أواخر يوليو. كما التقى لاحقًا رئيس المخابرات المصرية، الوزير عباس كامل.

وحول قرائته لاجتماعات حركة حماس منذ قدومها إلى القاهرة، مطلع أكتوبر الجاري، ومشاورتها مع المخابرات المصرية، قال الدكتور أيمن الرقب، أنه تم تناول أربعة ملفات:

صفقة تبادل الأسرى

وقال “الرقب”، إن الملف الأول، يتعلق بصفقة تبادل الأسرى بين الجانب الفلسطيني “المقاومة” والاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف: “تم طرح رؤية جديدة لحماس متدرجة على ثلاث مراحل، تبدأ بتسليم “فيديو” مدته دقيقة عبر الوسيط المصري للاحتلال تكون به معلومات عن جنود الاحتلال الأسرى الأحياء والأموات لدى المقاومة، مقابل إطلاق سراح 350 أسيرا فلسطينيا من الأطفال والنساء”.

وتابع: “هذا كان تراجعا وليونة في موقف حماس التي كانت تشترط، بجانب الإفراج عن الأطفال والنساء، إطلاق سراح أيضا الشيوخ والمرضى وأسرى صفقة شاليط وأعضاء المجلس التشريعي والوزراء”.

وواصل قائلا: “المرحلة الثانية، الاتفاق على الأسماء وعددهم، بعد أن يعلم الاحتلال الإسرائيلي كم عدد جنوده لدى المقاومة. وبعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة، الخاصة بتنفيذ تسليم جنود الاحتلال للجانب المصري، وتنفيذ الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى الذين سيتم الاتفاق عليهم”.

وفد أمني إسرائيلي

وقال القيادي بحركة فتح، إنه حسب معلوماته سوف يصل اليوم “الجمعة” إلى القاهرة وفد أمني إسرائيلي للتفاوض في موضوع صفقة تبادل الأسرى.

إعادة إعمار غزة

ولفت الدكتور أيمن الرقب، إلى أن الأمر الثاني، هو فصل الملفات عن بعضها البعض، فإعمار قطاع غزة غير مرتبط بصفقة تبادل الأسرى، ولا بأي تحريك في الملف السياسي.

وفي هذا السياق، قال “الرقب”: تم الاتفاق على أن تكمل مصر دورها في إعادة إعمار غزة، حيث شكرت “حماس” مصر لدورها في الحرب الأخيرة بحقن دماء الشعب الفلسطيني، وإرسال مصر لأول مرة منذ احتلال غزة عام 67، معدات ووفود تقنية وفنية ومهندسين ومعدات ثقيلة للعمل في قطاع غزة.

وأكد أن مصر بدأت قبل عدة أيام بالبناء الحقيقي في مناطق شمال غزة، ولم تكتف فقط بإزالة آثار العدوان بل بدأت بالفعل بالبناء، كما تعهدت القاهرة بجذب أكبر مبلغ وأكثر مستثمرين لإعادة إعمار القطاع.

التهدئة

وأفاد القيادي الفتحاوي، الدكتور أيمن الرقب، بأن الملف الثالث الذي نوقش في القاهرة، هو “التهدئة”، موضحا أن الاحتلال يطلب “تهدئة منفصلة” مع غزة لمدة خمس سنوات، مقابل تحسين الأوضاع في القطاع، لكن حركة حماس طلبت مع الفصائل أن تشمل التهدئة “القدس والضفة الغربية وقطاع غزة” حتى لا يكون هناك استفزاز وإحراج لحركة حماس كما جرى خلال أحداث حي الشيخ جراح في شهر مايو الماضي.

وقال: بمتابعتي السياسية هذا الأمر “صعب” فالاحتلال يصعد في الضفة الغربية ومعني بالهدوء في غزة، لكن قد تتهم تهدئة طويلة الأمد في غزة مقابل تحسين الأوضاع.

المصالحة الفلسطينية

وأوضح أن الأمر الرابع، خلال اجتماعات حماس في القاهرة، هو المتعلق بالمصالحة الفلسطينية، قائلا إن حركة حماس عادت للمطالبة بتنفيذ اتفاق شهر مارس 2005، لإعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال تشكيل الإطار القيادي للمنظمة ثم إعادة بناء هياكلها.

وأضاف “الرقب”: “منظمة التحرير الفلسطينية، تأسست عام 64 بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، رحمه الله، وبدعم عربي، وكان هدفه الأساسي هو إنشاء كيان للفلسطينيين ويعيش منذ عام 64 للآن حتى أصبح متهالكا، وبالفعل تحتاج المنظمة إلى إعادة ترميم، ولكن على طريقة ديمقراطية، حيث لم تجر الانتخابات ولا مرة”.

وقال إن الاتتخابات قد تكون هي المخرج الوحيد لكل هذا الأمر، موضحا أنه في ظل انسداد الأفق السياسي مع الاحتلال الاسرائيلي علينا التفكير جديا في إنجاز المصالحة الفلسطينية، لأن إنجازها سيقوي شوكتنا في المراحل القادمة.

بيان حماس

وأصدرت “حماس” بيانين بعد انتهاء اجتماعاتها في القاهرة، تضمنا اتهامات لإسرائيل بالتعنت.

وقال الناطق باسم  الحركة، حازم قاسم، الأربعاء، إن حركته لم تتوصل إلى اتفاق تهدئة طويل مع إسرائيل.

ولم يدلِ “قاسم” بمزيد من التفاصيل حول زيارة وفد حركته للقاهرة، لكن “حماس” أصدرت بيانًا، قالت فيه، إن وفدها التقى وزير المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، في أجواء إيجابية وتفاهم متبادل، حيث بحث الجانبان العديد من القضايا على مستوى التطورات السياسية والميدانية، والعلاقات الثنائية، وسبل تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، وترتيب البيت الداخلي.

وقالت “حماس”، إنه جرى خلال اللقاء تناول التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام، وأكدت قيادة الحركة المواقف الواضحة والثابتة في إطار مشروع التحرر الوطني.

وبحث الطرفان، بحسب بيان “حماس”، “تطورات الملفات الساخنة وسلوك الاحتلال فيها، خاصة قضية القدس بشكل عام، والشيخ جراح وما يجري في المسجد الأقصى المبارك من ممارسات ومخططات الاحتلال بهذا الخصوص، وسبل التعامل لكبح سلوك الاحتلال وإجراءاته في القدس والأقصى”.

كما تناول اللقاء “قضية الأسرى في سجون الاحتلال بشكل عام، والأسرى الإداريين بشكل خاص، والمعاناة التي يمرون بها، مؤكدين الدور المصري بشأن التوصل إلى اتفاق تبادل للأسرى في ظل تعنت الاحتلال وعدم التقدم في هذا الملف”.

وعبّر وفد قيادة “حماس” عن تقديره للخطوات التي تقوم بها مصر تجاه قطاع غزة، سواء في موضوع معبر رفح البري، أو إجراءات تخفيف الحصار والمشاركة في الإعمار وإعادة بناء ما دمره الاحتلال، مع الدعوة إلى المزيد من هذه الخطوات، وخاصة المتعلقة بسفر المواطنين والحركة التجارية. وناقش الجانبان سبل استعادة الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني، حيث أكد الوفد حرص الحركة وتمسكها باستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام، معبّراً عن تقديره للدور المصري والجهود الحثيثة التي تبذلها مصر في ذلك.

وأكد الوفد، أنه وفي ضوء التجربة على مدار الأعوام الماضية، فإن المدخل الصحيح لتحقيق الوحدة هو إعادة بناء منظمة التحرير، وتشكيل القيادة الوطنية الجامعة للشعب الفلسطيني التي تشارك فيها جميع القوى، وتمثل شعبنا في الداخل والخارج. وتعمل مصر مع الأمم المتحدة وآخرين من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى