الموقعتحقيقات وتقارير

هل اتفاقيات التطبيع وراء صمت العرب عن انتفاضة القدس؟ .. الموقع يجيب

علا خطاب

“شهداء وجرحي وصمت”، هكذا يمكن وصف ما يحدث في فلسطين في الوقت الراهن وعلي مدار اسبوع أو أكثر، حيث تصاعدت الأحداث في ساحة المسجد الأقصي،إذ شنت إسرائيل ضربات جوية على قطاع غزة؛ راح ضحيتها العشرات، ألا أن شجاعة الفلسطينين العزل مازال تدهش الكيان الصهيوني والعالم، ذلك مع صمت مخذل طاله بعض التنديدات من الجانب العربي والدولي علي استحياء!.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، إن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على غزة أسفرت عن مقتل 83 فلسطينيا، من بينهم 17 طفلاً و 7 نساء، واصابة 487 آخرين ، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقد تصاعدت التوترات في فلسطين منذ أن أمرت محكمة إسرائيلية الأسبوع الماضي بطرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية قسرًا.

“انقذوا حي الشيخ جراح”
مع صمت الدول العربية وبعض بلدان العالم علي ما يحدث في فلسطين علي مدار أيام، سوي من بعض تنديدات وبيانات، انتفضت مواقع التواصل الاجتماعي ومغردون من جميع انحاء العالم لما يحدث في الأقضي، حيث اجتاحت صور ومقاطع فيديو توثق الاشتباكات التي وصل صداها إلى جميع انحاء العالم.
كما تصدر هاشتاج “#انقذواحيالشيخ_جراح” باللغتين العربية والإنجليزية قائمة أكثر الرسوم انتشارا في العالم.
وهو ما كشف حجم الهوة بين الشعب وصناع القرار، وخصوصاً في الدول المطبعة حديثا مع الاحتلال الاسرائيلي، فمع أول مشهد للتهجير بحق الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، تصاعدت الحملات الشعبية، حتى أصبحت #القدس ومسجد الاقصي “ترند” في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي في دول الإسلامية والخليجية.

“لا خطوط حمراء”
من جانبها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس،أن لا وجود للخطوط الحمراء في الرد على الهجمات التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة.
وقال أبو عبيدة ، المتحدث باسم الجماعة في كلمة بثها تلفزيون الأقصى اليوم الخميس،”لا توجد خطوط حمراء عندما يتعلق الأمر بالرد على العدوان”، بحسب وكالة الاناضول في نسختها الأنجليزية.
وأضاف : إن المعركة الجارية مع إسرائيل فريدة من نوعها بسبب الموقف الموحد لجميع الفلسطينيين بشأن مقاومة العدوان الإسرائيلي.
كما طمأن المتحدث باسم كتائب القسام، الفلسطينيين بأن هناك المزيد من المفاجآت لاختراق الحصون الإسرائيلية، مضيفًا أن هجمات القسام “كشفت ضعف العدو”، بحسب قوله.
واختتم حديثه، بأن “قرار قصف تل أبيب والقدس وديمونا وعسقلان وأشدود وبئر السبع أسهل بالنسبة لنا من شرب رشفة من الماء”.

وقد أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية نحو 100 صاروخ ، بينها سبعة باتجاه القدس ، فيما استهدفت بقية الصواريخ أشكلون وسديروت ومستوطنات قرب قطاع غزة.

و شنت قوات الاحتلال الصهيوني، الاثنين الماضي، اقتحاما عنيفا، على المسجد الأقصى، ودارت مواجهات عنيفة مع المرابطين داخله، حيث اطلق الاحتلال الرصاص المعدني والمئات من قنابل الغاز والصوت تجاه المرابطين داخل المسجد، الذين تصدوا لقوات الاحتلال بالحجارة والمفرقعات.

موقف العرب
بالمقابل، أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، اليوم، على أن إسرائيل بحاجة إلى وقف الهجمات على قطاع غزة.
وأكد الدبلوماسيان في اتصال هاتفي أن على إسرائيل وقف إراقة الدماء، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
وقد أعرب ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، عن قلقه إزاء أحداث العنف التي تشهدها القدس المحتلة، وأكد رفضه “جميع أشكال العنف والكراهية التي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
فيما أعربت الخارجية البحرينية عن استنكار المنامة الشديد لاعتداء القوات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى، ودعت الاحتلال الإسرائيلي إلى “وقف هذه الاستفزازات المرفوضة ضدّ أبناء القدس، والعمل على منع قواته من التعرّض للمصلين”.
في حين، قال خامنئي، إن أي عملية تطبيع مع إسرائيل هي “طعنة في ظهر الفلسطينيين”، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية “إنسا”
بينما وصف المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، ما يحدث في تغريدة بـ “العدوان الإسرائيلي الذي لا ينتهي”.
وبحسب المراقبين، فإن الموقف العربي الحالي لا يعول عليه على الإطلاق، في مجال دعم الفلسطينيين، أو حتى تقديم حلول واقعية، إذ أن معظم الأنظمة العربية، باتت منشغلة بهمومها الداخلية، بين حروب ضد خصومها السياسيين، وواقع اقتصادي متدهور، أفرزته أزمة كورونا الأخيرة.

العالم يندد
علي جانب آخر، ومع بداية الأحداث، نشرت النائبة في الكونجرس الأميركي، ماري نيومان، تغريدة على موقع تويتر قالت فيها “إن للعائلات الفلسطينية حقا في العيش في حي الشيخ جراح”.
ودعت نيومان وزارة الخارجية الأميركية إلى إدانة ما وصفته بالانتهاكات للقانون الدولي، مشيرة إلى أنه يتم إبعاد العائلات الفلسطينية عن منازلها في القدس الشرقية قسراً.
وكان الاتحاد الأوربي، قد شدد منذ بداية التصعيد في القدس الشرقية، على ضرورة خفض التصعيد في المدينة، وملاحقة المسؤولين عن استخدام العنف والتحريض، من كل الأطراف.
وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان لها فيما بعد، إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من التوترات المتصاعدة في القدس، بما في ذلك منطقة الحرم الشريف وحي الشيخ جراح.

وقف التطبيع

بالمقابل، طالبت الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع النظام الحاكم في الإمارات بإلغاء اتفاقيات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في ظل العدوان على القدس.
ووجهت الرابطة رسالة إلى الحكومة الإماراتية بعنوان “أوقفوا التطبيع .. انتصارا للقدس وحي الشيخ جراح”، مطالبة إلى سرعة الإعلان عن إلغاء اتفاقية التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني، والمضي قدماً لدفع الدول العربية، الأخرى نحو إلغاء اتفاقياتها التطبيعية مع المحتل الصهيوني.
وحثت الرابطة في بيانها، على تجريم كافة الخطوات التطبيعية القادمة، وتحذير رجال الأعمال والشخصيات الكبرى من بناء علاقات مع الكيان الصهيوني، في السر والعلن.
بينما يري الفلسطينيين، إن الأحدث الأخيرة في القدس، فضحت الدول المطبعة حديثًا مع اسرائيل، الذين روجوا لقراراتهم أمام شعوبهم، بالقول بأن التطبيع هو لحماية الفلسطينيين، ولمنع ضم باقي أراضيهم من قبل إسرائيل، مطالبين هذه الدول باعادة النظر في تطبيعها مع الجانب الإسرائيلي.

التداعيات المحتملة
وحول مدي امكانية انعاكس الاحداث في القدس ومستقبل اتفاقيات السلام الآخري التي كان روج لها رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فيما سبق،تقول سينزيه بيانكو، الباحثة لدى معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في سياسات دول الخليج، علي الحكومة الإسرائيلية الآن تهدئة الوضع في القدس الشرقية، فإذا استمر التوتر ستتعرض مصالح إسرائيل للخطر ومنها مساعي التطبيع مع العالم العربي، بحسب موقع “دويتشه فيله” في نسخته الألمانية.
وعن مدي تجميد المشاريع القائمة مع اسرائيل او الغاء اتفاقيات التطبيع، تري “بيانكو”، بأن وارد تجميد المشاريع القائمة في ظل التوتر المستمر، ألا أنه ليس من المحتمل التراجع عن عملية التطبيع، لاسيما بالنسبة للإمارات، التي تري مصالحها مع اسرائيل استيراتيجية أكثر من تكتيكية.
بينما يري آخرون، أن الأحداث الأخيرة في فلسطين، قد تعرض اتفاقيات السلام المستقبلية مع الاحتلال إلى “انتكاسة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى