الموقعأراء ومقالات

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» أية هي السعادة؟!!

‎‏ قلتُ لهم:ما أحلامكم؟ما الغاية التي يتمنّى كلٌّ منكم الوصول إليها؟

‎‏قال الأول: الحضور المبهر والشهره، قال الثاني

الثراء، قال الثالث: بيت يضمّني مع أولادي، وقال الرابع: النفوذ والسلطة !!

قلتُ: لا أسألكم عن الوسائل.. أسألكم عن الغاية؟ارتبكت الإجابات وعادت لتشرح نفسها شرحاً مختلفاً.

قلت: الغاية واحدة وهي السعادة!

كل هذه الأحلام هي في الحقيقة طريقكم كما تظنّون إلى الغاية النهائية “السعادة”.

الذي يشقى بجمع المال، يضيّع السعادة بحثًا عن السعادة!

الذي يحلم بالبيت، هو يحلم بالاستقرار، الذي سيجلب له الطمأنينة، التي ستجلب السعادة لقلبه وروحه.

الذي يحلم بالشهرة، ويمضي عمره وهو يشقى بمطاردة أضوائها الباهرة، يظنُّ أن الشهرة ستفتح له كل الأبواب؛ ليدخل إلى قصر السعادة.

اسأل أيَّ حالم عن حلمه (شهرة، ثراء، سلطة، منصب، جمال، قوة، حضور) ستكتشف أنه يُحدّثك عن الوسائل التي يظنُّ أنّها ستوصله إلى الغاية الكبرى وهي مدينة السعادة.. الأمر نسبي!!

في اللحظة التي أجلس فيها في الصف الأول في ذلك الحفل الفخم وتحت الأضواء الباهرة، تجدني أتململ على الكرسي، وأحلم لو أنني لحظتها في مدننا الساحليه النائية لأحظى بلحظة مفرحه برفقة أصدقائي وأضحك معهم ضحكة حقيقية صافية نابعة من نبع القلب، في نفس اللحظة هناك في مدينه ساحلية أخرى مَن يحلم بالجلوس على نفس الكرسي الممل!
انا وهو نظن أن السعادة في الجهة الأخرى، الأمر نسبي.. هذا في قصره الفخم يشعر بالشقاء؛ لأن زوجته أنجبت طفلاً مشوّهًا.. وهذه الطفلة في خيمتها المهترئة فوق أرض متجمدة، وتحت سماء تُمطر ثلجًا تكاد تطير من الفرح؛ لأنها حصلت من وكالة الإغاثة على “بطانيّة”!

تختلف التفاصيل والوسائل والطرق التي نسلكها ولكننا جميعًا نريد أن نصل إليها.. السعادة.. حتى هذا الإرهابي الذي فجّر نفسه يظنُّ أنه ذاهب إليها عبر أقصر الطرق!

لم يستطع أن يواجه الحياة، فهرب إلى الموت يظنُّ أنه يغادر لحظة الشقاء لينتقل إلى السعادة الأبدية.

جميعنا نبحث عن السعادة ونظنها في البعيد من الأشياء، ولو تلفّتنا حولنا لوجدناها معنا وبيننا في أشياء بسيطة جدًّا، أزمتنا الحقيقية أننا لا ننتبه، ولا نحتفي بالأشياء التي بين أيدينا، لأننا مشغولون بالأشياء التي بين أيدي الآخرين!

ويبقى السؤال الذي أطلقه أبو السعود الأبياري على لسان اسماعيل يس:

كلنا عاوزين سعادة

بس ايه هي السعادة

و لا ايه معنى السعادة

قوللي يا صاحب السعادة

قوللي .. قوللي

اقرأ ايضا للكاتب : 

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» القوة الناعمة.. والغاشمة أيضا!!

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» فلسفة الصوم

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» بعض من نسيج العلاقات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى