أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» بعض من نسيج العلاقات

‎‏لا يمكن للإنسان أن يكتسب معرفة ووعي ذات أصالة، وهو يقع تحت تأثير أحكام الناس، وهو أن يعتبرهم مرجعية من خلال ما يغذون شعوره بتدفق الثناء أو الإعجاب، ذلك يترك العقل أسير الجموع والواقع القائم بدون إدراك، ليس الوعي وأصالة التفكير إلا تمرد العقل على الواقع والدفع بتغييره.

‎لذا وجب علينا أن نتصالح مع أنفسنا بأن رأي الناس فينا قد لا يهمنا، ولكن رأي إنسان واحد بالنسبة لنا هو يعني وجودنا، علينا أن نتصالح مع أنفسنا بأننا في كل علاقة إنسانية ننسجها مع إنسان آخر فإننا نتنازل عن شيء من أنفسنا، شيء من الذات والأنا حتى لو أنكرنا ذلك، رأي الآخر فينا هو شيء يهمنا كلمة واحدة قد تحدث فارق في يوم من حياة الإنسان وكلمة واحدة من إنسان آخر قد تحدث فارق في حياة الإنسان. تخف حدة معاناة الإنسان مع نفسه ومع الحياة، حين يستطيع أن يتخذ الخطوة الأصعب، وهي تقبل نفسه كما هي .نعيش بشخصيات عديدة في الحياة اليومية، جميعها تثقل كاهلنا، هي ليست أقنعة نعرضها على العالم الخارجي من باب الضرورة، بل نتوارى خلفها من أنفسنا، كل تلك الأقنعة تغيب حين نكون وحدنا، الندبات والجروح الغائرة قد تخفيها مساحيق التجميل ولكننا نراها وحدنا في أعماق المرأة حين تجري مياه الحقيقة على ملامحنا، نظل محبوسين داخلها، قليلاً ما يهزم الإنسان الذي يقبل نفسه، القبول هو إقرار بما نرفض، هكذا يستطيع البعض تجاوز معضلة الحياة. في أعماقنا المظلمة كل نور العالم لا ينقذنا ما لم نرى أنفسنا في العتمة، كل ما نرفضه من أنفسنا نرسله إلى العالم السفلي من ذواتنا، هناك وإن كان يغيب عن عيون الراصد، فإنه ينمو في صمت، ويتعاظم ما لم نملك شجاعة دفعه إلى أعلى بكونه نحن ‏الآخر الذي نخافه ويصعب علينا تجاوزه وقبول أنفسنا هو داخلنا لا في العالم الخارجي، إننا نحمله معنا حتى في أحلامنا، هو من يحدد لنا كيف نكون، هناك في تلك الأعماق كل شيء، القبول ليس مجرد قرار اعتباطي، بل هو فهم يتقاطع مع الرغبة، أن الذهاب إلى خوفنا هو أقصر الطرق لتجاوزه

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» ماذا بعد غزة؟

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» محبة الأوطان

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» إنطفأت قناديل الهدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى