أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» القوة الناعمة.. والغاشمة أيضا!!

إن مصر في موقع إستراتيجي بين ثلاث قارات (أوروبا، أسيا، وإفريقيا)، وهي نقطه إلتحام حضاري ولا تملك العزله، ولا تملك إلا أن تعيش هذا الالتحام على أشده، ولا تمتلك إلا أن تنفتح عليه. العزلة غير ممكنه والتقوقع مستحيل، والرفض غير مجد وأيضا الإستسلام للأفكار الغازية وأخذها بالأحضان وتشربها بلا تمييز النافع منها والضار، هو إنتحار حضاري.
الشارع المصري تحول إلى متاهات ومنعطفات وفقد وحدة الإتجاه، ولا أعرف متى يهدأ ذلك التخبط ويتحول إلي تعقل وحكمة وتفهم لما حدث في المنطقه من حروب وأزمات سياسية واقتصادية وثورات تركت أثارها على ما نحن فيه الآن من أزمات اقتصاديه. ومتى نسأل أنفسنا.. كيف حدث هذا؟!
انظر إلى التغيير الجذري الذي يحدث في السياسة المصرية تجاه الأفكار السابقة التي كانت تعتمد علي “الترقيع” وتأجيل المواجهة وإلقاء مشاكل كل مسئول علي الذي سيأتي من بعده حتى يتجنب المسئولية؛ والنتيجة كانت.. محلك سر..
إن الاختبار صعب وفي حاجة إلى عقليات غير تقليدية.. بلدنا أغنى بلاد الدنيا في أحلامها وكنوزها ومواردها البشرية، ولكن مطلوب تفكير غير تقليدي وعقليات خلاقه وسياسات مرنه.
لسنا في هذا الزمان بحاجة إلى عقلية الموظف المصري الجالس المستكين وغريزة تجنب المواجهات وإلقاء المشاكل لمن يأتي بعدنا وإيثار الآمان بعدم تغيير أي شئ وعدم المساس بأي شئ.. وهي عقليات لا تصلح لأن تقود العمل في مصرنا الجديدة، لأنها لا تملك الشجاعة على إتخاذ القرار!!
ولا مكان لتلك العقليات في لحظات التحدي التاريخي وفي ساعات تغيير المسار وفي المنعطفات السياسية التي يلزم فيها إتخاذ مواقف جديدة. الصراعات الحالية صراعات حضارية وحروب عقلية، حروب الجيل الرابع والخامس وما خفي كان أعظم!
نحن في زمن المواجهة بكل أنواع القوى، الناعمة منها والغاشمة.. الاختبار صعب وزمن الإجابة على أسئلة هذا الاختبار ينفذ بسرعة الصاروخ، “باقي من الزمن القليل”، الإجابات التقليدية لن تسمن ولا تغني عن جوع.

الحركة.. الحركة فقد طال الركود والجمود والسكون حتى كاد أن يسلمنا إلي الشلل.. الحركة في كل شئ وفي كل ميدان وفي كل مجال، فالحياة ذاتها قائمة على الحركة، آلة الزمن لن تتوقف وتروسها ستتدهس كل متخاذل.. فلا تكن ساكنا واسبح في الملكوت باحثا عن الحياة الجديدة في الجمهورية الجديدة.

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» فلسفة الصوم

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» بعض من نسيج العلاقات

‎نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» ماذا بعد غزة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى