الموقعخارجي

ماذا يعني انسحاب مصر من اتفاقية الحبوب الدولية وعلاقته بتقارب السيسي وبوتين؟ «الزنط» يوضح لـ«الموقع» 

كتبت- منى هيبة:

شرعت الحكومة في الانسحاب من اتفاقية تجارة الحبوب الدولية التابعة للأمم المتحدة والتي جرى إبرامها قبل عقود، في الوقت الذي بررت السلطات قرارها بأن عضويتها لا تنطوي على قيمة مضافة، بينما يذهب البعض إلى ربط تلك الخطوة بالتقارب الأخير بين الرئيسين المصري والروسي، وكشف السفارة الروسية في القاهرة منذ أيام عن “مؤامرة غربية” لتعطيل توصيل الحبوب لمصر من روسيا وأوكرانيا.

وكشف مسؤول حكومي مصري، بحسب”سكاي نيوز عربية”، عن تقديم القاهرة إخطارًا يوم 13 فبراير الماضي للمجلس الدولي للحبوب وسكرتارية الاتفاقية، بقرار الانسحاب من الاتفاقية اعتبارًا من 30 يونيو المقبل، وفقًا لما نصت عليه المادة 29 من تلك الاتفاقية، والتي تسمح للدول المنضوية تحت رايتها باتخاذ قرار الانسحاب.

يأتي ذلك بينما أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخميس الماضي، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمناسبة مرور 80 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، فيما كشفت بعض المصادر عن وجود ارتباك كبير في الأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية، عقب الاتصال الذي تم بين الجانب المصري والروسي.

ويتساءل البعض ما علاقة التقارب المصري – الروسي، بانسحاب مصر من اتفاقية الحبوب الدولية؟ في هذا الإطار قال الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال: إن العلاقات المصرية الروسية على مدى تاريخها طيبة منذ عهد الاتحاد السوفيتي، موضحًا أن الروس هم من ساندوا مصر في بناء السد العالي وفي حرب 1973 وفي أزمة الحبوب الدولية.

وتابع «الزنط» في تصريحات خاصة لموقع «الموقع»: “الروس والكتلة الشرقية كلها سواء روسيا أو الصين أو الهند دائما تربطهم علاقة طبية بمصر، بعكس الغرب الذي يطلب دائما قواعد مقابل ما يقدمه من معونات، فضلًا عن إلزامه لك باستيراد أو استهلاك المنح في الصناعات والمنتجات الغربية”.

وأكد أن من مصلحة مصر أن تظل علاقتها بالشرق والغرب جيدة، ولكن علاقتها بالشرق هي علاقة تاريخية ممتدة ومستقرة ومفيدة للغاية للجانبين.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، حساسة للغاية لعلاقة دولة مهمة في الشرق الأوسط كمصر بالروس، موضحًا أن الولايات المتحدة تريد أن تبقي على الاستحواذ لبعض القوى الرئيسية في المنطقة مثل مصر والسعودية وجنوب أفريقيا وإثيوبيا.

وأشار إلى أن هناك عدة دول في الشرق الأوسط وأفريقيا مؤثرة في إدارة العلاقات الدولية، لافتًا إلى أن علاقة مصر طيبة بالروس في هذا التوقيت أمر حساس بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح أن برغم أن الولايات المتحدة ومصر تربطهما علاقة جيدة، إلا أنه قد تأكد خلال الفترة الماضية أن الأمريكان وراء كل ما جرى في موضوع الربيع العربي.

وأكمل قائلًا: “تقييم الوضع مع الأمريكيين والشرق به حساسية شديدة”، موضحًا أن تلك الحساسية بدأت منذ ما كان  الرئيس وزيرًا للدفاع وكانت هناك لقاءات ثنائية بين وزيري الدفاع والخارجية المصريين مع  نظيريهما الروسيين.

وأكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، أن أمريكا كانت تنتقد مثل هذه اللقاءات ولكن على استحياء، لأنها كانت مدركة أنها السبب الأساسي في ابتعاد مصر عن الغرب واتجاهها نحو الشرق.

واستطرد: “أرى أن من مصلحة مصر أن تبقي على علاقة متوازنة، لكن التركيز على الشرق، لأن الشرق قادم في الفترة المقبلة”، لافتًا الى أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يدورون في مرحلة السقوط والتفكك.

وأوضح «الزنط» أن الولايات المتحدة أو الغرب لا يمكنهم أن يأخذوا موقف بتلك السهولة، مؤكدًا أن كل ما تستطيع عمله هو الاستفسار حول ما يجري.

وأشار إلى أن الرئيسين السيسي وبوتين أعلنا أن تلك الاتصالات تأتي لترتيب العلاقات المستمرة بين الدولتين لحل أزمة الحبوب، فضلًا عن السياحة الروسية لمصر، والعديد من القضايا الأخرى، موضحًا أن مصر ليست من الدول التي تعمل في الخفاء إنما نعلن عن أي شيء، لكي لا نترك الأمور للتأويل.

يذكر أن هذا الاتصال قد تطرق إلى بحث الرئيسين لسبل تعزيز مختلف أطر التعاون بين مصر وروسيا، خاصةً من خلال المشروعات التنموية المشتركة الجارية بينهما، حيث ثمن الرئيسان العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع بين الدولتين في مختلف المجالات على المستويين الرسمي والشعبي، مع تأكيد مواصلة دفع تلك الروابط خلال الفترة القادمة.

وكانت تعول مصر على دور قوي لاتفاقية تجارة الحبوب الأممية خلال أزمة الحبوب منذ اندلاع الحرب، وكانت تنتظر أن يكون لها دور مباشر في تأمين احتياجاتها من الحبوب، لكن هذا لم يكن واضحًا خلال الفتره الماضية. ومؤخرا كشفت السفارة الروسية في القاهرة عن ما أسمته “مؤامرة غربية” لتعطيل وصول الحبوب إلى مصر أحبطتها روسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى