أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن «منادو الروبابيكيا» و«بائعو العقارات».. كلاهما مزعج

دائمًا ما يشتكي الأهالي المُقيمون في المناطق الشعبية والريفية وبِصفة مُستمرة من الضوضاء التى يتسبب فيه بائعو الروبابيكيا لاستخدامهم مكبرات الصوت، لِكونهم يمرون فى أى وقت ويستخدمون مكبرات الصوت المُزعجة..

نفس هذا المشهد يَتكررُ يوميًا مع المُواطنين الذين يَتلقون مُكالمات هاتفية في أي وقت سواءً صباحًا أو مساءً من أفراد أقسام مبيعات شركات العقارات، لإقناعهم بالاستثمارِ في المدن الجديدة بِأسعارٍ رُبما لا تُناسب إمكانياتهم والدخل الشهري للغالبية العظمى من الشعب.

الأفراد العاملون في أقسام مبيعات العقارات لا يُراعون ساعات الليل والنهار للمواطنين، لأن الغالبية التي تتلقى هذه المكالمات الهاتفية هم شباب في مُقتبل أعمارهم ودخلهم الشهري لا يَكفي شراء شقة أو حتى إيجار في مكان متوسط..
فالبعض منهم يَتلقى هذه المُكالمات بِسخرية مع عملاء المبيعات قائلين لهم: «المتر بكام يا فندم» ليرد الطرف الآخر مُسرعًا في الإجابة: «احنا عاملين خصم يا فندم حوالي 20% أو 30%»، ليفرح الطرف الآخر الذي يَتلقى المكالمة يعني بكام سعر المتر ليرد عليه قسم المبيعات قائلاً له: «من 12 إلى 15 ألف أو رُبما يتجاوز هذه الأسعار في بعض الأحيان».. لتأتيه الإجابة من المُتلقي الذي يُريد السُخرية على أسعار الأمتار المبالغ فيها: «مينفعش أخد متر × متر تنفع مدفن لي وللأولاد.. حتى على الأقل إما أموت.. أموت في مكان راقي.. مش هتبقى دنيا وآخرة يا ابني».

والبعض الآخر يَتلقى هذه المكالمة الهاتفية باهتمام شديد لكونه يُحاول أنْ يَقتنص هذه الفرصة الذي رُبما يُساعده فيها والده أو زوجته للحصول على شقة التي تُسمى بـ «حلم العمر» لديه.. لذلك يُحاول الإنصات جيدًا من شرح التفاصيل بأكملها من نظام التقسيط على أكثر من سنة ونظام دفع المُقدمة..

لِيُفاجأ بعدها عندما يذهب إلى منزله لو تمَّكن من دفع المُقدمة أنه لنْ يَستطيع دفع الأقساط المُبالغ فيها، التي رُبما لا تُناسب دخله ودخل زوجته أيضًا أو حتى دخل والده إن أمكن لأنه رُبما تذهب قريبًا من دخل عائلته وجيرانه.

لا نَستطيع أن نلوم هؤلاء الشباب الذين يَعملون في أقسام مبيعات شركات العقارات لأنَّ بعضًا منهم يأتي من أسر رُبما حالتهم المادية تكون ميسورة وتحديدًا الذين يعملون في الشركات الكبيرة والمعروفة في الوسط العقاري، والبعض الآخر رُبما يأتون من أسر دخلها بسيط ولديه رؤية بأن من يَتلقون مكالماتهم اليومية مُهتمون بالشراء والعكس صحيح لأنَّ دخلهم لا يُضاهي الأسعار المرتفعة.

نسبة كبيرة من المواطنين التي تتلقى مكالمات من أفراد أقسام مبيعات العقارات لا يَستطيعون الحصول على شقة إيجار في مكانٍ راق، لأنَّ دخلهم حتى ولو يبدو مرتفعًا مقارنة بزملائهم لا يُمكنهم من دفع الإيجار المُرتفع.. القائمون على مبيعات العقارات إلى الآن لم يستوعبوا هذا الكلام جيدًا لأن مدرائهم في هذه الشركات ربطوا مرتبهم الضعيف بتحقيق «التارجت»، لذلك هم يعملون من أجل تحقيق التارجت وليس دراسة ركود وتباطؤ السوق العقاري.

ما نود قوله في نهاية هذا الحديث الذي انزعج منه الكثير من المواطنين سواء الذين لديهم أموال يستطيعون الشراء أو حتى الذين لا يستطيعون الشراء، هو أنَّه يجب دراسة السوق جيدًا لوضع سعر متر عادل يُمَّكن البعض من الشراء وفتح باب التقسيط لما يُقارب الـ 30 سنة حتى يَستطيع البعض الشراء وحتى تكون أقساط هذه الشقة في متناول الغالبية، وذلك إذا لم يُمَّكن هذه الشركات العقارية الدخول في مبادرات التمويل العقاري التي أقرتها الدولة مُؤخرًا.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن خناقة «الفنانات»: نشوف تمثيلهم نصدقهم.. لكن أفعالهم تفضحهم!

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» لا تلوموا مستريح أسوان.. ولكن لوموا أنفسكم

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» من يستحق النقد أعمالك المحلية يا «هواري» .. أم إنجازات صلاح العالمية؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى