أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن خناقة «الفنانات»: نشوف تمثيلهم نصدقهم.. لكن أفعالهم تفضحهم!

عندَّما تُشاهد فيلم «يوم للستات»، الذي كان من بطولة وإنتاج الفنانة الكبيرة، إلهام شاهين، وكان يناقش فكرة تحمل شريحة النساء من الطبقات الفقيرة النصيب الأكبر من العُقد والمشاكل الموجودة في المجتمع بشكلٍ عام ورصده لصراع وكفاح تلك الشريحة من أجل الحياة الذين دائمًا ما يتفاعلون مع أفراحهم وأحلامهم البسيطة.. تتأكد أنَّ ما تقوم به بعض الفنانات من أعمال درامية مُختلف تمامًا عن ما يُمارسونه في حياتهم من تعصب أنثوي فج.

خناقة الفنانة إلهام شاهين، وزميلتها غادة إبراهيم، خلال جنازة الراحل سمير صبري، ووثقتها كاميرات المُصورين، بسبب رفض الأولى وجود الثانية في الأتوبيس المتجه إلي مقابر الإسكندرية، ما تَسببَّ في حدوث شتائم متبادلة بين الطرفين دون وجود أسباب واضحة لهذا الخلاف، يدل على أنهم لم يرقوا إلى مُستوى التحضر الذي يُنادون به سواء في مسلسلات أو أعمال سينمائية أو حتى لاحترام هيبة الجنازة.

رواد السوشيال ميديا تناقلوا هذه «الخناقة» التي فضحتهم أمام المجتمع، وكتبوا تعليقاتٍ ساخرة تمثلت في أسئلة: «هل هيَّ جنازة أم خناقة.. هل هيَّ طبقية وعنصرية من زميلة ضدَّ الأخرى»، وهذا عكس ما نادى به فيلم «يوم للستات»، الذي كان يُمثل السيدات الفقيرات في البيئات الشعبية التي تحلم بممارسة حياتها الطبيعية من دخول حمام السباحة وخلافه.

وعندما تبحث في أرشيف الفنانة الكبيرة، إلهام شاهين، وتصريحاتها الإعلامية سواء الصحافية أو التليفزيونية التي لا تتوقف وتحديدًا عندما صرحت في حوارٍ لها مع مجلة سيدتي المنشور بتاريخ 19 فبراير لعام 2021، مع الصحفية، هبة خورشيد، عندما قالت نصًا في إجابتها على سؤال الصحافية: «لا أقبل أي دور لا يُناسب مكانتي الفنية.. فقد عرضت عليّ أعمال كثيرة لم أجد فيها ما يناسبني.. لكن عندما يأتي لي عمل يحترم اسمي وتاريخي ويحترم الجمهور الذي أعطاني كل هذه الثقة، والحب الكبير أقبله فورًا».. يَتعجب القارئ من تصريحاتها لكون تصرفها في جنازة الراحل سمير صبري، لا يَليقُ بمكانتها ولا بتاريخها ولا بتصريحاتها المُتكررة التي تُدافع فيها عن حقوق المرأة.

تصريحات الفنانة إلهام شاهين في مجلة سيدتي، مثل «أنا امرأة مُهتمة كثيرًا بقضايا المرأة العديدة التي لا تنتهي أبدًا وسأظل أدافع عنها وأطالب بحقوقها لآخر يوم في عمري» لا تُقنع الجمهور ولو بـ 1% لأنَّ ما قامت به في الجنازة مع زميلتها أيا كان السبب لا يَليق بشكل الجنازة التي تُعطينا الدرس والموعظة، ولا يَليق أيضًا بتاريخ ومكانة إلهام شاهين، التي كرَّمتها مؤخرًا جامعة عين شمس برئاسة الدكتور، محمود المتيني، لمسيرتها الفنية الكبيرة ولمشاركتها في فريق الكورال خلال احتفالات رأس السنة.

لا يختلف اثنان على أنَّ الدراما الهادفة والواقعية لمناقشة قضايا المجتمع تُعد القدوة للبيوت المِصرية بأكملها لأنه إذا صلحت ونجحت الدراما في في توصيل هدفها فمن المؤكد أنها ستساهم في إصلاح الحياة، لذلك ما قامت به إلهام شاهين وزميلتها غادة إبراهيم، لا يُمكن أن يَمرَّ مرور الكرام من ذهن المُشاهد عندما تقومان بأي عمل فني آخر، لأنه سيتذكر «الخناقة» الشهيرة التي جمعتهما أثناء جنازة الفنان الراحل، سمير صبري.

المسؤولية كبيرة تحديدًا على الفنانة إلهام شاهين، لكونها مشهورة أكثر من الفنانة غادة إبراهيم، في الوقت الذي لم نُعفي فيه الأخيرة أيضًا من المسؤولية لأنهما معًا يرسمان الصورة اللائقة عن أسلوب حياتهم وتعاطيهم مع المجتمع لأن الفنان والفنانة قدوة..

الرسالة هنا أيضا للفنان والسياسي والإعلامي، أنَّ سقوطه في أي لحظة من اللحظات مُرتبط بيدِ جمهوره، وأن الشارع المُتمثل في الشعب يتخذ من هؤلاء المشاهير نموذجًا له في الحياه، فعليه أنْ يُدرك ويُراعي هذه المسؤولية الكبيرة.

اقرأ ايضا للكاتب :

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى