أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن ضحية صبيان الإسماعيلية: هل يحتاج دور الأب والأم إلى رخصة؟

من الظلم الواضح والفج أنْ نُلقيَّ باللوم على الأولاد الذين قاموا بإلقاء أكياس المياه على الرجل الأربعيني الذي كان يجلسُ على أحد المقاهي بمحافظة الإسماعيلية، وتوفيَّ أثناء مُلاحقته لهم، وإنّما يجب إلقاء اللوم والعتاب على حال المُربين الذين فرطوا في التربية وساهموا في إهمال الرعاية.

اليوم، أصبح البعض من الآباء والآمهات لديهم فراغ وخلل واضح في تربية الأبناء، وأصبحت منازلهم مُجرد «لوكاندة» أو فندق للنوم وليس لتربية الأولاد أو حتى الاهتمام بكل ما يُشغل تفكيرهم سواء في المدرسة أو الجامعة أو حتى التطلع على من هم أصدقائهم في حياتهم.

الكلُ منَّا تأثرَّ وبكى في نفسه لمجرد رؤيته الخبر الذي تداوله البعض على وسائل التواصل الاجتماعي يُفيد بوفاة رجل نتيجة أزمة قلبية بسبب الهزار «السخيف»، والمُتمثل في قيام مجموعة صبيان ألقوا أكياس مياه على رجل كان يجلس مع أصدقائه في إحدى المقاهي، مَا أدى إلى وفاته.

حقيقة إهمال الوالدين لتربية الأبناء لا تضر فقط أبنائهم وإنما تضرُ المُجتمع بأكمله وهذا ما لاحظناه في وفاة الضحية، لأنه كان يُحاول بعد الواقعة مباشرةً الإمساك بأحدهم إلا أنهُ تعرض لأزمةٍ قلبية تسببت في وفاته.

هذه الواقعة المَريرة تمَّ التركيز عليها من جانب وسائل الإعلام بسبب حدوث وفاة لهذا الرجل إلا أنّنا في الوقت نفسه نراها مِرارًا وتكرارًا في الشارع بأشكالٍ أخرى من إحداث تلفيات في ماكينات الصرف الآلي التابعة لإحدى البنوك أو في خطوط شبكات مترو الأنفاق أو في هيئة السكك الحديدية أو قيادة سيارة بسرعةٍ جنونية، وغيرها أمثلة لا حصر لها تحدث بسبب انعدام التربية.

في هذا الزمن نرى غياب دور الأب والأم عن حياة أبنائهم لكونهم لا يجلسون معهم ولا يتحدثون معهم عمَّا يدور في حياتهم سواء في المدرسة أو الجامعة، لذلك أنَّ التفريط في التربية يُولّد ما نراهُ اليوم في الشارع.

لقد أصبحت مُهمة بعض الآباء والأمهات اليوم مُتمثلة في أمرين لا غنى عنهما، الأولى التحول من دور الراعي إلى دور بنك الصرافة الآلي والثاني الاهتمام بتربية الأبدان الفارغة من العقول..

لذلك علينا ألا نتعجب عندما يُصبح الغناء ركيكًا والفن هابطاً والإعلامُ مُبتذلاً.

في هذا التوقيت الحالي وبعد غياب دور الأب في المنزل، هل نحتاج لفكرة ما طالبَ به مُسلسل «ولاد ناس» العام الماضي، الذي يدور فكرته حول ضرورة إعطاء رخصة للأبوة لأنَّ هناك مهنة اسمها الأبوة، وأنَّ كثيرًا من الآباء لا يعرفون عنها شيئًا أثناء تربية أولادهم، وأنَّ الضرر منها لا يُسبب كارثة في طريق أو سيارة من الممكن أنْ تُريد إصلاحًا بل تُسهم في تدمير أجيالٍ قادمة.

ليس منطقيًا أنْ نُسخط ونلوم هؤلاء الأبناء لكثرة أخطائهم وقلة أدبهم سواء مع زملائهم أو حتى مع من أكبر منهم سنًا، لأنَّ المسئولية الكبرى تقع على عاتق المُربين في المقال الأول لأنَّ الوالد في هذه الحالة يكون حيًا لكنهُ كالشخص الميت في الواقع..

واستشهادًا على هذا الحديث، الذي نختتمُ به هذه المقالة، بيت الشعر لأمير الشعراء الكبير، أحمد شوقي: «ليس اليتيمُ من انتهى أبواهُ من هم الحياة وخلفاه ذليلاً.. إنَّ اليتيم هوّ الذي تلقى له أمًا تخلت أو أبًا مشغولاً».

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن مذيعة mbc هل تصلح ياسمين عز لأدوار السينما الجريئة؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» أيهما نصدق يا إبراهيم: «فاتن أمل حربي».. أم ياسمين الجيوشي؟!

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» تبريرات مجدي عبد الغني وهمٌ يُحاصره الكبرياء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى