أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» إعلام «الترند».. أم إعلام المواطن؟!

من فترةٍ لأخرى، وبينما نحنُ ننتظرُ إعلامًا هادفًا يُناقشُ قضايا المُواطنين واهتماماتهم، أصبحنا اليوم نَرى إعلامًا يَهتمُ بقصص وحكايات طلاق المَشاهير منْ أوساط الفن والغناء، التي دائمًا مَا تبدأ بالرومانسية «المُفرطة» وتنتهي بـ«المأساوية» على مَرأى ومَسمع وسائل الإعلام، التي كان آخرها الفنان مُصطفى فهمي، وطليقته الإعلامية، فاتن موسى.

هذه المُتغيرات اليومية في مُجتمعاتنا أحدثت شرخًا كبيرًا في المُجتمعات المِصرية والعربية، حيث نُشاهدها يوميًا سَواء على بعض منصات الإعلام أو على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ هيَّ ليست وليدة الرفاهية المُعاصرة، وإنما بِسبب تَعرض المَنظومة الأخلاقية والقيمية للأفكار والمُعتقدات السلبية.

فـ مُعظم وسائل الإعلام فشلت في تَطبيق نظرية أحد كبار علماء الاتصال والإعلام «والتر ليبمان»، في إبلاغ الناس عمَّا يَجب أنْ يُفكروا به، إلا أنَّها نجحت في الانجراف وراءَ ما يُسمى بـ «الترند».

وطبقًا لنظرية العالم الكبير «والتر ليبمان»، فإنَّ وسائل الإعلام الحقيقية هيَّ من تَهدفُ إلى:

1/ بِناء النمط الذهني لَدى الجمهور.

2/ ترتيب وصناعة أولوياته.

3/ تحديد ما سوفَ يُفكر فيه الجمهور.

حيثُ إنَّ الإعلام الحقيقي هُو أنْ يَقول للقراء عنْ الأشياء التي يُفكرون حولها، إذا مَا فشلَ في أنْ يقولَ لِلناس ماذا يُفكرون.

وما يَحدث لدينا في بَعض وسائل الإعلام الحالية رُبما نصفهُ بـ «الكارثة»، ألا وهيَّ أنَّ أجندة الجمهور رُبما هيَّ التي أثرت في أجندة الإعلام، لِكونهم دائمًا ما يَبحثون خلال إعداد الحلْقات عن منْ صنع «ترند» اليوم وجذبَ مُشاهداتٍ كثيرة على اليوتيوب أو على وسائل التواصل الاجتماعي، أو الاهتمام بِنشر صور الفنانات وهيَّ ترتدي فستانًا أسود أو أحمر على «الريد كاربت» وبِخلافه دُون توفر مَوضوع حقيقي مُصاحب للصورة.. المَشاهد كثيرة لكنْ لا يُوجد رُؤية حقيقية تُقدم من خلال الإعلام تُعالج تَوجهات واختلافات ورغبات الجمهور.

وهُنا يجب الإجابة على تَساؤلاتٍ حقيقية، وهيَّ هل الإعلام أصبحَ مرآة عاكسة لِلتطور الذي تشهدهُ البلاد حاليًا منْ بنية تحتية رئيسية مُتمثلة في شبكة طرق وكباري تَربط المُحافظات ببعضها البعض بِصورةٍ أسرع وتُسهم في جذب استثماراتٍ حقيقية وغيرها، أو المُساهمة في نشر الدور التوعوي والتنوير والتثقيف، الذي منْ أولى اهتمامها في الأساس..

ومن هنا، فـ دور وسائل الإعلام سَواء كانت مَقروءة أو مَسموعة أو مَرئية يَتمثلُ في تنظيم «سِلسلة حلْقات» تُناقش اهتمامات وقضايا المُواطنين، وطرحها كمواضيعٍ رئيسية في حلْقات عبرَ شاشات التليفزيون.

أخيرًا، يَجب على وسائل الإعلام المُختلفة الاهتمام بقضية مُعينة مثل «التعليم والثقافة»، الذي يَرفعها في سلم أولويات الشعوب والجمهور، لكونها تَرتبطُ ارتباطًا كبيرًا بِالاستخدام المُكثف منْ جانب وسائل الإعلام والتناول اليومي منْ قبل الشعوبِ أيضًا.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن «شيرين وحسام».. عرفتوا منين الظالم والمَظلوم؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» هل يعتذر شريف عامر .. أم يترك جماهيريته على المحك؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن «الدول الفقيرة»..مُتضرر أم مُستفيد من الصراع بين واشنطن وبكين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى