أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» هل يعتذر شريف عامر .. أم يترك جماهيريته على المحك؟

تقديم ثقافة الاعتذار يُعدُ الوصفة السحرية التي تُعالج تصدعات وانشقاقات الجمهور حولَ الحلقة التي استضافها الإعلامي، شريف عامر، بشأن ما يُسمى صاحب كليب شيماء، لأنهُ لا أحد يَكون رأسماله الجمهور ويُبررُ دائمًا بقوله: «تَعاملتُ بشكلٍ صادق ولا أخالف القانون ولم أساهم في تجريح البيوت أثناء تقديم الحلقة».

دائمًا ما يُؤكد أستاذة علماء النفس والاجتماع، بأنَّ الاعتذارَ أصدق بكثير من التبرير، الذي يُعطينا أسبابًا تبدو مَقبولة اجتماعيًا إلا أنَّها في الواقع غير حقيقية، ولذلك كان ضيف الإعلامي، شريف عامر، أبدى تحفظه أيضًا على هذه الحلقة.

إذ كان حديث المُفكر السياسي الدكتور، مُصطفى الفقي، مع الإعلامي شريف، الذي قالَ له نصًا تعقيبًا على استضافته لِصاحب كليب ما يُسمى شيماء: «حضرتك أنتَ لك كادر مُعين، ألا وهوَ بأنك الأستاذ شريف المُثقف، الذي دائمًا ما يَبحثُ عنْ قضايا فكريةٍ وسياسيةٍ وثقافية، وأنَّ هناك نظريتين في الإعلام»، ونصهُما كـ الآتي:

1/ انقل الواقع كما هُو وانتقدهُ كما تشاء.
2/ قم بِعملية الانتقاء منْ هذا الواقع للأفضل وتَجاهل «الغث» حتى لا يَشيع.. «كلمات أغنية شيماء.. تخاريف وهزيان»، حسب نص كلام الدكتور، الفقي.

وجهة نظر الدكتور مصطفى الفقي

ولم يَكتفِ الأستاذ شريف، بحديث ضيفهِ الدائم عليه في الاستديو، بل سأله أيضًا فما بالك يا دكتور لو هذا «الغث» تمَّ مُشاهدته لما يُقارب الـ 8 مليون، ليُجاوب الفقي، قائلاً له: «ما أنا لا أردد كلمة الفن هابط.. وأسير خلفهُ دون أنْ أرتقي به.. نمط الشخصية الخاصة بحضرتك لا تتماشى مع هذه الحلْقة، ولا يَتماشى أيضًا مع اسم الإعلامي الكبير، شريف عامر».. هذه هيَّ ردود المُفكر السياسي الكبير الدكتور الفقي.. فما بالك بتعليقات أساتذة وخبراء الإعلام على هذه الحلْقة، في الوقت الذي فُوجىء فيه بوجهة نظر الدكتور الفقي، قائلاً الإعلامي شريف،: «دي بالنسبالي أنا بتبقى مُشكلة.. أنا دلوقتي بَكلمك يا دكتور مصطفى، وكأنَّنا مش على الهوا».

ليستْ من الأمور السهلة تقديم ثقافة الاعتذار، لكونها تحتاجُ إلى جهدٍ كبير للتعود عليها، وهذه الثقافة تُسهم في زيادة قدر ومَكانة من قام بها عندما تَأتي من شخصٍ لهُ جماهيرية عريضة، وتحديدًا منْ وقت ذياع صيته على قناة الحياة.

وبِسؤال أحد المُتخصصين من أساتذة الإعلام: هل يُمكن للإعلامي أو الصحافي تَجاهل ثقافة الاعتذار، ليردَّ قائلاً: «هذه الثقافة لا يُمكن لأحد أنْ يَتجاهلها طالما يَعملُ في العمل العام، فما بَالك بِمُخاطبة الجماهير، الذين يجب عليهم أنْ يُساهموا بـ غرسها في نُفوس الأفراد وحثهم عليها، ومن غير الصحيح تَجاهلهم لهذه الثقافة».

ولذلك، فإنَّ ثقافة الاعتذار وفنونها أحد أبرز الأولويات التي يجبُ أنْ نُوجدها ونخلْق لها مَكانًا في مُجتمعاتنا العربية، لِكونها تعكسُ مَضمون الشخصية الإنسانية ومدى اتساع مَداركها الفكرية وقدرتها على التعامل مع شتى الظروف والمَواقف.

إقرأ أيضاً: عمر النجار يكتب لـ«الموقع» حلقة بَرنامج شريف عامر .. بلا حارس البوابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى