((قد يتهمنى أحد بالضعف والخنوع، وثمة من يوصمنى بالخيانة العظمى .. ولكننى أقسم بالله العظيم أنى عاشق لتراب هذا الوطن، وأرفض التفريط فى ذرة من أرضه .. وإنما ما أحمله من اقتراح للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى نابع من حرصى على مصرنا الغالية ولثقتى البالغة فى تقديره الصائب للأمور .. وما توصل إليه عقلى غرضه التخفيف من أعباء اقتصاد منهك أولا، وإنقاذ القضية المركزية الأولى فى الشرق الأوسط من أكبر عملية تصفية تاريخية ثانيا!!
سيدى الرئيس .. تقتضى الحكمة التحرك سريعا لنزع فتيل قنبلة النازحين الفلسطينيين على الحدود قبل الانفجار .. وأرضنا الكريمة تستضيف حاليا نحو 9 ملايين شقيق من جنسيات عربية انطلاقا من سياسة الاندماج مع المجتمع المصرى، فلماذا لا نفتح أبوابنا للأشقاء الفلسطينيين وننظم توزيعهم على محافظات الدولة ماعدا شمال وجنوب سيناء ليعيشوا بين أهل
المحروسة فى أمن وسلام لحين إنهاء محنتهم أو تسوية أزمتهم سلميا؟؟ .. والمقابل، جزء من “صفقة القرن” المرسومة منذ سنوات .. 300 مليار دولار مع إسقاط للديون ومضاعفة الاستثمارات الأجنبية وتخصيص 1000دولار شهريا لكل فلسطينى لمدة 50 عاما ضمانا لحياة مستقرة حتى ولو كانت بعيدة عن حضن الوطن المسلوب!!
هذه الصفقة مضمونة الأرباح والفوائد .. زيادة الجيش المصرى قوة وتسلحا .. الارتقاء بمنظومة التعليم .. ضمان خدمات صحية شاملة .. توسيع الرقعة الزراعية وصولا إلى الاكتفاء الذاتي وازدهار الصناعة وحركة التجارة .. ومهما كان إغراء العرض ودوافعه الخبيثة، يمكننا استغلاله والتعامل معه بحنكة ويقظة .. ولا يفهم من الحديث تشجيعا على التهجير القسرى وتفريغ قطاع غزة ليتمكن العدو الإسرائيلي من ابتلاعه مجددا، إنما الهدف إغاثة شعب من شلال الدم ونيران الترويع والتجويع .. ثم مساعدته على التقاط الأنفاس فى استراحة محارب لمواصلة النضال واسترداد الحقوق المغتصبة .. أما نحن فينبغي أن نجيد إتقان اللعبة ولغة المصالح مع عالم لايعترف إلا بالأقوياء ولايكترث إلا بالأذكياء!!))
– كانت تلك رسالة مواطن مصرى صدمته الأحداث وعجز عن التفكير والتعبير، فلجأ إلى قلمى البسيط ليبوح بفكرته ويبتكر حلا عمليا لمشكلة أزلية .. والصفقة الكبرى – فى رأيه – فرصة ننتهزها لنتجاوز الشعارات المثالية الملتهبة، وننظر إلى منفعتنا بإرادتنا وعقلنا .. وشروطنا!!
