أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» بطل الظل .. ونصيحة العدو!!

جذبنى مشهد بليغ من الملحمة التليفزيونية “السقوط فى بئر سبع” بداية التسعينات بين عميد الصقور الإسرائيليين بن جوريون ووزير الدفاع المنتصر فى نكسة 67 موشيه ديان .. ودار الحوار بين الإثنين بعد رحيل عبد الناصر وانتهاء الكابوس إلى الأبد على حد وصف ديان .. وعند هذه النقطة، تساءل الأب الروحى لعصابة تل أبيب عن خليفته، ليجد الإجابة فى استهزاء وسخرية : ضابط مغمور اسمه أنور السادات!! … وهنا صمت المعلم العجوز وتمهل مفكرا .. شاردا .. محذرا .. ونصح تلميذه النجيب بعدم الإسراف فى الزهو والتفاؤل .. وطالبه بقراءة تاريخ هذا الرجل جيدا .. ذلك الرجل الذي عاش فى الظل 20 عاما ويزهد السلطة والصراع على الكرسى ويتقن رقابة الأحداث .. والأشخاص!!

ما حدث فوق تراب سيناء منذ 50 عاما يبرهن على أن هذه النصيحة الدرامية دفنت قبل رمال خط بارليف وأنقاض أسطورة الجيش الإسرائيلي الذى لايقهر  .. فالعدو تجاهل عقلية خصم فلاح تربى فى حضن خيال الحقول وفضاء المزارع، ورضع السياسة منذ نعومة أظافره وتغذي على الثقافة والإطلاع وروح القرآن فى زنزانة حقيرة .. وتفتحت حواسه على تعلم اللغات وكتابة الأسرار على جدران المعتقل .. وتشكلت سمات شخصيته من صلصال الصبر وتحمل الصعاب مع أزياء التنكر والتخفى وقميص “العتال”!!

استهانت القيادات اليهودية البارعة فى الخبث والدهاء بثائر وطنى تتلمذ فى مدرسة المكر والتخطيط الدقيق .. واقتدى من زعماء التاريخ قبله بأسلوب اختيار المساعدين وفريق العمل وتوقيت الهجوم من جبهة القتال ثم من نافذة “طائرة السلام” .. وشرب أبناؤه الجنود من ماء النيل الصافى ونبع الشجاعة والرجولة “وفداء الصائمين”!!

لايكمن سر معجزة أكتوبر فى قائدها الملهم وصناعها الأبرار وشعبها الكريم فحسب، ولكن أيضا استهتار العدو وعدم إنصاته لنصيحة الكبار وأهل الخبرة .. وإذا كانت هذه اللقطة التليفزيونية بين الثعلب بن جوريون وذى العين الواحدة ديان حقيقية وليست من وحى الخيال، فلماذا لم يكترث التلميذ بتحذير المعلم، ليجد نفسه على مدار أجيال أسير سقوطه ودموعه .. وعاره؟؟!!!

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» بطة «النشاط المدرسى»الذهبية!!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع»رد اعتبار .. لسفاح الجيزة!!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» فاترينة الرياض!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى