“إعدام” … كان المانشيت الأفضل والأقوى فى تاريخ “المصرى اليوم” عندما قالها رئيس المحكمة الشريف المحمدى قنصوة وقرر إحالة أوراق رجل الأعمال المعروف هشام طلعت مصطفى ومساعده محسن السكرى إلى فضيلة المفتى فى جريمة قتل سوزان تميم .. وعقدت الجلسات فى مايو 2009 ليحسمها القضاء الشجاع فى أقل من شهر وسط تغطية إعلامية وتحقيقات صحفية شديدة الإثارة والسخونة!!
واحتكم قنصوة ومستشاروه إلي ضمائرهم أولا لإنجاز العدالة وتنفيذ القصاص فى أشهر قضية جنائية وسياسية وقتذاك .. ولم تتردد هيئة المحكمة فى توقيع أقسى العقوبة دون النظر أو الرضوخ لضغوط عليا أو ابتزاز مالى .. وتجاهلت تماما أحكام النقض وحيثيات الاستئناف وزنزانة “الحبس الطبى” الخادعة لتخفيف الحكم والإفلات من “طبلة عشماوى” … وكل هذا الشريط قفز أمام العين واسترجعته الذاكرة بتفاصيله وأحداثه وأبطاله، والجميع يتداول تريند “سفاح الجيزة” والمقارنة بين القذافى الحقيقى وأداء أحمد فهمى بدم بارد ولحم طعامه الطازج!!
قرأنا تاريخ القاتل وكيف تلقى حكم الإعدام 4 مرات بلا تنفيذ .. وأغرقتنا السوشيال ميديا فى أسباب جرائمه وأسلوب ارتكابها وجذور علاقاته النسائية الرخيصة وتشوه سلوكه نتيجة التفكك الأسرى .. فى حين أن ضحاياه داخل القبور أو جثثهم فى مياه المجارى – كما جسد العمل الدرامى – تتألم وتتمزق أحشاؤها وتحترق أرواحها لبطء إجراءات الإعدام والتلكؤ بلا مبرر فى إبادة هذه الحشرات البشرية الضارة!!
لا أفهم مثول القضية أمام الدوائر كل هذه السنوات وهى محسومة الوقائع ودامغة الأدلة .. وسرعة إغلاقها مطلوبة لكى يتخلص قضاؤنا الشامخ من حصار “التريندات” الذى تختبئ وراءه المعلومات المغلوطة وتلويث السمعة والأسماء، والأخطر طمس الحقائق ودفنها .. وما يستحقه “سفاح الجيزة” الآن هو العدالة الإلهية بكلمة من “قاضى الحق” قبل أن نستيقظ يوما ما نرى قاتل النساء حرا .. طليقا .. يطلب رد اعتبار!!!
اقرأ ايضا للكاتب
