الموقعتحقيقات وتقارير

سلام وتحية لـ «الشقيانة».. «الموقع» يُعايش الأمهات عيدهن على الأرصفة

تحقيق: إسلام أبوخطوة

تشهد شوارع المحروسة الكثير من نماذج الأمهات الشقيانة اللاتي اخترن طريق الشقاء لاستكمال مشوارهن في تربية الأبناء، رفضن الاستسلام لظروف الحياة ومآسيها، يقضين قرابة 10 ساعات على الأرصفة لبيع بعض المنتجات ليعدن إلى منازلهن ببعض الجنيهات التي تسد احتياجات أبنائهن، لسان حالهن شاكر المولى على نعمته، الرضى بما قسمه الله لهن درع وسيف لهن في مواجهة غول الأسعار وأهوال الحياة.

تجلس شاردة الذهن، تستعيد طفولتها التي كانت تعيش فيه ملكة، وتنظر لطفلتها الصغيرة وتقول لها «كان نفسي تعيشي عيشتي زمان وأنا مدلعة».

سارة هريدي، بائعة البامية، في سوق المطرية، خاضت مغامرة السوق بعد وفاة زوجها منذ عامين تاركًا لها طفلتها «سلمى»، وتقول إن زوجها كان بائع خضار وبعد وفاته وجدت نفسها بمفردها أما ذئاب الدنيا، فلم تجد سبيلاً سوى الاعتماد على الذات حتى لا تكن تحت وطأ الحاجة لغيرها وتكون محل الطمع.

«بعلم بنتي ازاي تكون بمليون راجل مش بـ 100 بس».. قالتها سارة صاحبة الثلاثين عامًا بفخر شديد، وتحاول أن تعلم ابنتها كيفية التعامل مع السوق وذئاب البشرية.

«سارة» نموذج للأم المكافحة الشقيانة التي تستحق وسام أفضل «أم» لعام 2024، وقالت طفلتها «سلمى» إنها فخورة بوالدتها وكيفية إدارتها للمنزل والحياة ورعايتها لها فهى لا تحتاج لشيء في ظل وجودها.

في كل عيد أم بقدم لماما حاجة بتكون محتاجاها في البيت من مصروفي اللي بتديهولي.. قالتها الطفلة ردًا على سؤالنا ماذا تقدمي لها في عيد الأم، وتشير الطفلة إلى أنها تشعر بالفخر وهى معها في السوق ولا تشعر بالحرج حال وجود أحد من زملاءها في الفصل.

ومن الأم «سارة» إلى الأم جملات السيد، التي تخطت سن الـ 60 عامًا وتحرص على مواصلة العمل ومعافرة الحياة، متخذة من بيع الخضار نشاطًا لها لسد احتياجاتها المادية بعيدًا عن سؤال بناتها وأزواجهن.

نرشح لك : بائعة الخضار العجوز «جوزت 3 من عيالي والخامس كسرني بموته»

جملات أم لـ 4 بنات جميهن تزوجن منذ سنوات، وتعيش هى بمفردها داخل منزلها الكائن على بعد خطوات من سوق المطرية، قرابة 10 ساعات تقضيها السيدة في السوق يوميًا لبيع الخضراوات، وتروي كفاحها وتقول إنها استطاعت أن تربي بناتها الأربعة من بيع الخضار وبمساعدة أصحاب القلوب الرحيمة استطاعت أن تزوجهن.

تصمت للحظات وتعود حديثها بنبرة حزينة، وتقول: «أنا اديت رسالتي مع بناتي وحاسة براحة ضمير.. عايشة حياتي عادي لوحدي في البيت ومع كل عيد أم بيزوروني ومعاهم رجالتهم بيملوا عليا البيت».

تشير الأم المكافحة إلى كثير من الفتيات المدلعات على حد وصفها وقالت إننا نسمع كثيرًا عن حالات الطلاق التي تحدث بعد سنوات قليلة من الزواج، ويعود ذلك بسبب عدم نشأة الفتاة على تحمل المسؤولية، فالرجال حاليًا يتحملون أعباء تفوق قدراتهم النفسية والصحية بكثير والزوجة عليها مسؤولية كبيرة في اسعاده وكلمة السر في قدرته على استكمال رسالته في العمل والاجتهاد وتحمل الظروف الخارجية، وتساءلت: «كيف لرجل أن يستحمل مشاق عمله وظروف مرؤوسية ومراته مستهتره ومش حاسه الا بالفلوس وبس».

تعد النقود حصيلة شقاء 7 ساعات قضتها في بيع الخضار داخل سوق المنيب، رغم تجاوز عمرها الـ 60 عامًا إلا أنها تواصل رحلة الحياة والعمل لسد احتياجاتها اليومية بعد زواج ابنها الوحيد «تامر» وحرصها على عدم سؤاله عن مال.

ثريا علي، من مواليد محافظة الفيوم، جاءت لمحافظة الجيزة بعد زواجها من بائع خضار، وظلت تعاونه على العمل حتى تركها ورحل عنها تاركا لها ابنها الوحيد تامر.

«ثريا» واحدة من الأمهات الشقيانة، لا تبالي عمرها الذي تجاوز 60 ، إلا أنها ترفض الخضوع لسؤال والتسول لغيرها لسد احتياجاتها اليومية، وقالت: «الحمد لله ربنا قدرني وعرفت أربي ابني بعد وفاة جوزي واتجوز وبيحاول يساعدني وأنا برفض».

«أطب منه مساعدة إزاي وأنا شايفة ظروف المعايش الصعبة ربنا يعينه على عياله».. تستكمل الأم حديثها وقالت إن لديها 4 أحفاد من ابنها تامر والذي يعمل عامل محارة.

تشير الأم إلى أنها واحدة من آلاف الأمهات اللاتي تجاوز أعمارهن الـ 60 عامًا ورفضن الاستسلام لمشاق الحياة ويواصلن العمل للاكتفاء بأنفسهن بعيدًا عن سؤال الأبناء والأقارب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى