أراء ومقالاتالموقع

جاكلين سعد تكتب لـ«الموقع»: القمة الأمريكية- الأفريقية للتوغل في القارة السمراء

لا حاجة إلى كثيرٍ من البحث والتدقيق للوقوف على ما يدار في القمة الأمريكية- الأفريقية أكثر من كونها رغبة أمريكية قوية في العودة للشراكات وإقامة علاقات استراتيجية مع القارة الأفريقية، خاصة بعد آخر قمة كانت منعقدة عام 2014 في عهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.

تبدو أن عودة الولايات المتحدة الأمريكية للقارة السمراء ستكون مُختلفة للغاية، من ناحية التعاون الاقتصادي وعودة العلاقات السياسية إلى وضعها الطبيعي خاصة بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وفقدان لنفوذها من بعض المناطق في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.

لعلّ أهمّ ما يُميز القمة «الأمريكية- الأفريقية» هو زيادة في التبادل التجاري بين القارة الأفريقية والولايات المتحدة الأمريكية وهذا يستلزم اهتمام أمريكا بتنمية وزيادة إنشاء البنية الأساسية من طرق وشبكات اتصال ومد خطوط الهاتف وتكنولوجيا المعلومات وغيره في القارة السمراء.

وتظلُ مصر أكبر دولة اقتصادية موجودة في أفريقيا كما أنها الدولة الوسيطة التي يُمكن أن تعبر بالقارة الأفريقية لآفاق التنمية الحقيقية لكونها حلقة الوصل التي يُمكن أن تقلل من الصدام بين القارة الأفريقية بمشاكلها المعروفة وأمريكا بتقدمها المنشود.

تلك «القمة» ستكون مركزًا للتقارب الثقافي والاقتصادي بين الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الأفريقية وستعمل على وضع الحلول لقضية الغذاء والطاقة في بعض الدول الموجودة بالقارة الأفريقية والبحث عن موارد للطاقة المتجددة لأن أفريقيا من أكبر موردي الطاقة بعد دولة روسيا وضخ الاستثمارات في القارة.

هناك ما هو أهم في هذه القمة الأمريكية- الأفريقية بالنسبة إلى مصر وهو أن القاهرة لديها مشروعات جيدة للغاية مع منطقة اليورو واتفاق بينهما كبير، لذلك تستطيع منطقة اليورو استغلال موارد الطاقة في مصر من خلال تصديرها للولايات المتحدة الأمريكية وتعزيز العلاقات بينهما.

تأخذ القمة الأمريكية- الأفريقية القارة السمراء تجاه التنمية المستدامة وتعويض الدول الأفريقية عن التغيرات المناخية وتقديم مساعدات تكنولوجية واقتصادية لهذه الدول الأفريقية.

ليس سرّاً أنّ تتناول القمة تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية، ومنها ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في الدول الأفريقية وطرح ملفات مهمة مثل كيفية تفيذ مقررات قمة المناخ التي عقدت في مدينة شرم الشيخ وطرح قضايا السلم والأمن الدوليين.

في اعتقادي، أن هذه القمة لم تكن حدثاً عاديًا يمر مرور الكرام لكون الولايات المتحدة الأمريكية ستقدم دعمًا لأفريقيا سواء في الجوانب التنموية أو الاستثمارية التي تساعدها على التعافي بعد الأزمات العالمية المتتالية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى