الموقعخارجي

اللواء عبدالمنعم كاطو لـ”الموقع”: زيارة الرئيس السيسي إلى السودان رسالة قوية إلى إثيوبيا وإفريقيا والدول الكبرى

قال اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى السودان، اليوم، السبت، “شاملة”، وليست لموضوع سد النهضة فقط.

تطور العلاقات المصرية السودانية

وأضاف، اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير العسكري والإستراتيجي، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”، أن السودان هو العمق الإستراتيجي لمصر، وكذلك مصر امتداد إستراتيجي للسودان.

ولفت إلى أنه أيام الرئيس السابق عمر البشير، كان يوجد “توتر” بين الاتجاهات و”التكوبن” لإدارتي البلدين.

وقال: كانت القاهرة منفتحة والخرطوم منغلقة، وكان السودان يساند إثيوبيا على حساب مصر، وخصوصا في موضوع سد النهضة.

وأوضح أن هذا تغير تماما، والإدارة الجديدة في السودان تفهمت الوضع الخاص بحدودها مع إثيوبيا، وخطورة سد النهضة على السودان، وذلك بمساعدة مصر.

وتابع اللواء عبد المنعم كاطو: زيارة الرئيس السيسي إلى السودان، استمرار للعلاقات بين البلدين، وهناك علاقات بينهما لابد أن تكبر وتنمو.

وأوضح أن الأراضي في السودان كبيرة جدا، ويمكن أن تلبي احتياجات مصر من محاصيل بالتعاون في مجال الزراعة، بدلا من استيراد القمح من أوروبا وأمريكا.

سد النهضة

وقال اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير العسكري والإستراتيجي، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”، إن من أوجه التعاون، أمن الحدود، وملف سد النهضة.

وشدد على أهمية ملف سد النهضة على جدول أعمال زيارة الرئيس السيسي، قائلا إنه “مهم جدا”، وتبين للسودان أن خطورة سد النهضة عليه أكثر من خطورته على مصر، مضيفا “مصر نصحت قبل ذلك ولكن لم يكونوا يصدقوا”.

وأضاف: لا قدر الله، انهار هذا السد وهو ممتلء بـ74 مليار متر مكعب، ستنتهي العاصمة الخرطوم تماما، وستزال من على الوجود.

وتابع: إذا كان هناك شح في الفيضان، ستعطش السودان، وسد “روصيرص” السوداني، لن يكون له أي فائدة.

وقال إن الخطورة هناك من ناحيتين “المنشأ و”تصريف المياه”، مؤكدا أنه من هنا لا بد من حل.

وأوضح، أن هذا الحل لا يأتي من مصر فقط أو السودان وحدها، ولكن من خلال تنسيق العمل بين الدولتين، وصولا لحل جذري للموضوع.

وقال: لا نقول بتنفيذ عمل عسكري، ولكن عمل سياسي صارم يجبر إثيوبيا على الاتفاق بشأن ملء سدها، وتصريف المياه، والاعتراف بحق دولتي المصب “مصر والسودان”، في نصيبهما من المياه.

وأضاف: مصر هبة النيل، وهذا النيل يأتي من الهضبة الإثيوبية وهضبة البحيرات في أوغندا، لذا لا بد من صياغة حل لهذا الموضوع.

أمن البحر الأحمر

وتحدث عن النواحي الأخرى لزيارة الرئيس السيسي، إلى السودان، قائلا: لابد من وجود توافق كامل وتنسيق بين القاهرة والخرطوم، تجاه أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والصين، وكل الدول والكتل الكبرى.

وأوضح اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير العسكري والإستراتيجي، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”، أن أي دولة كبرى تلعب على الدولتين بحيث تأخذ مصالحها من ناحية، وتؤجج عداء بين الجانبين لصالحها، وهذا ما لا نريده.

وقال: السودان يمثل العمق المصري في اتجاه وسط إفريقيا، وفي الشاطئ الغربي للبحر الأحمر، كله، عبارة عن مصر والسودان، وإريتريا وجيبوتي والصومال، وهناك يجب أن يتواجد تنسيق لتأمين البحر الأحمر.

وشدد على أن أمن البحر الأحمر مهم جدا بالنسبة لمصر والسودان، وليس لدولة واحدة فقط.

وذكر بأنه أيام الرئيس مبارك، وقع اتفاق “الحريات الأربع”، الانتقال والتملك…”، وهذا موضوع جيد، لابد أن نعيده مرة أخرى، لأن مصر بها نحو 4 إلى 5 ملايين سوداني.

التوتر السوداني الإثيوبي.. وأمن الحدود

وعن التوتر الحدودي السوداني الإثيوبي، في ضوء الاتفاق العسكري الذي وقع الأسبوع الماضي، بين رئيسي الأركان في مصر والسودان، وزيارة الرئيس السيسي، اليوم، للخرطوم، قال: “دون شك هذا دعم للسودان في الحفاظ على حرية وأمن حدوده مع إثيوبيا”.

وقال إن إثيوبيا استولت على كميات كبيرة جدا من أخصب الأراضي السودانية، موضحا: في البداية كان المهاجرين يذهبوا ويأخذوا المحصول ويغادروا، حتى استوطنوا بعد ذلك، واعتبرها الإثيوبيون ملكهم وهذا غير صحيح.

وأشار إلى أنه إضافة للحدود الإثيوبية – السودانية، هناك الحدود بين السودان وجنوب السودان، لأنه كانت هناك أزمة بشأنها ولابد أن تنتهي، لتكون الحدود آمنة تماما.

قائلا: الحدود السودانية الليبية، كان يتم استغلالها لدخول الإرهابيين إلى داخل ليبيا.

وأكد أن كل تلك الحدود لابد أن يتم فيها تأمين كامل، ومصر طرف أساسي في الموضوع.

3 رسائل

وقال اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير العسكري والإستراتيجي، لـ“الموقع” إن زيارة الرئيس السيسي إلى السودان تتضمن رسائل قوية إلى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي والقوى الكبرى في العالم.

وأوضح: بالنسبة لإثيوبيا، هي رسالة بأن مصر والسودان كتلة واحدة تسعى إلى امنهما المائي، وأمن الحدود السودانية الإثيوبية.

وتابع: الرسالة الثانية إلى إفريقيا، بأن هناك نموذج جديد في العلاقات ما بين دول القارة، لابد أن يستمر على ساحة إفريقيا بالكامل.

أما بخصوص أوروبا وأمريكا، فالزيارة تأكيد على أن الدولتين كتلة واحدة تسعيان للأمن والتوافق، وبالتالي ينبغي التعامل معهما بنفس الموضوع.

السفير محمد حجازي لـ”الموقع”: زيارة الرئيس السيسي إلى السودان مقدمة لعلاقات إستراتيجية كبرى

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى