الموقعخارجي

السفير محمد حجازي لـ”الموقع”: زيارة الرئيس السيسي إلى السودان مقدمة لعلاقات إستراتيجية كبرى

السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ”الموقع”

زيارة الرئيس السيسي إلى السودان تضامنية وفي “توقيت شديد الأهمية” 

العلاقات المصرية السودانية مؤهلة الفترة المقبلة لطفرة يقودها التفاهم والتعاون

اعتزام إثيوبيا الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق يمثل تهديدا مباشرا لمصر والسودان

زيارة الرئيس إلى الخرطوم ستكون مدخلا لتطبيق الاتفاقيات السابقة والنهوض بالعلاقات 

  آمل انعقاد مجلس الوزراء المصري السوداني بشكل دوري كل 6 أشهر

أتمنى زيارة عبدالله حمدوك إلى مصر بصحبة فريق فني من الوزراء السودانيين

 السيسي حريص على مساعدة السودان لعبور مرحلته الانتقالية وتحقيق أهداف ثورته المجيدة

كتب – أحمد إسماعيل علي

قال السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الخرطوم، غدا السبت، 6 مارس الجاري، تأتي في توقيت شديد الأهمية، مع تطورات ملف سد النهضة، واعتزام إثيوبيا الملء الثاني دون اتفاق مسبق، بما يعد تهديدا مباشرا لمصر والسودان وخرقا واضحا وصريحا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع عام 2015، بين الأطراف الثلاثة، بالإضافة إلى الوضع المتوتر على الحدود السودانية الإثيوبية، الأمر الذي يستدعي دعم السودان إزاء تلك التجاوزات الحدودية.

زيارة الرئيس السيسي إلى السودان مقدمة لعلاقات إستراتيجية كبرى

وتوقع السفير محمد حجازي، أن تكون زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى السودان، مقدمة لإطلاق علاقات وطيدة وإستراتيجية كبرى تترجم أواصر العلاقات التاريخية الممتدة بين الشعبين.

وأضاف السفير محمد حجازي، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”: سبقت زيارة الرئيس السيسي، زيارة هامة لمريم الصادق المهدي، وزيرة خارجية السودان، والتي استقبلها رئيس الجمهورية، كما أجرت مباحثات هامة مع وزير الخارجية سامح شكري، وضح فيها توجه الدولتين لعلاقات إستراتيجية تترجم عمق العلاقة إلى وضع ملموس من خلال تنفيذ العديد من المشروعات المشتركة وإحياء الاتفاقيات بين البلدين، وعلى رأسها اتفاقية “الحريات الأربع”، بالإضافة لمشروعات البنية التحتية الجاري تنفيذها من ربط كهربائي، حيث يصل خط الربط الكهربائي إلى السودان منقولا من مصر، بطاقة 300 ميجاوات، تزيد خلال المرحلة المقبلة، لنحو ثلاثة آلاف ميجاوات.

وكذلك مشروعات الربط البري بين البلدين، وفتح المعابر الحدودية، ودعم نشاطها في “قسطل وأرقين”، وإنشاء الطريق الساحلي، بطول 270 كيلو مترا، وتطوير ميناء بور سودان، والموانئ النهرية في وادي حلفا، لدعم التبادل التجاري بين البلدين، بالإضافة إلى الطريق الدولي العابر للحدود ما بين مصر والسودان، وصولا إلى “كيب تاون” في جنوب إفريقيا.

ولفت إلى أن طريق “القاهرة ـ كيب تاون”، يمر عبر السودان، بالإضافة إلى طريق بري يربط ما بين مصر والسودان وتشاد.

الأمن القومي المصري والسوداني

وقال السفير محمد حجازي، لـ“الموقع”: “الزيارة تأتي أيضا في إطار التضامن المصري، في ضوء الأبعاد الأمنية والإستراتيجية والعسكرية، حيث سبقت الزيارة، زيارة رئيس الأركان العسكري المصري، محمد فريد، إلى الخرطوم، وعقده اللجنة المصرية – السودانية العسكرية المشتركة، والتي اتفق خلالها على تقديم كل ما تحتاجه السودان من دعم، ليس فقط من النواحي العسكرية، ولكن أيضا من نواحي الصناعات الإستراتيجية، خصوصا توطين صناعة الدواء”.

وأوضح أن الدرس المستفاد من أزمة كورونا، أن “الأمن الدوائي من الأمن الإستراتيجي والقومي للدول”.

وقال: “علاوة على ذلك، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ستكون مدخلا لتطبيق كل الاتفاقيات السابقة والنهوض بالعلاقات لآفاق إستراتيجية، تترجم الواقع الذي يربط بين العمق الإستراتيجي للأمنين القوميين المصري والسوداني، والدفاع عن المصالح، خصوصا مع ما تشهده المنطقة من توترات، وبالتحديد على الحدود مع إثيوبيا أو تضامنها مع آريتريا بما يهدد شرق السودان، بالإضافة لتوتر الأوضاع في الصومال وتشاد، والعديد من المناطق المحيطة بالقرن الأفريقي، والمطلة على البحر الأحمر، والذي يهدد أمن الملاحة في هذا الممر الإستراتيجي ويستلزم تضافر للجهود وتنسيق مصري سوداني مشترك”.

زيارة “حمدوك” إلى مصر وعقد مجلس الوزراء المشترك

ودعا السفير محمد حجازي، عبر “الموقع” أن تكون الزيارة القادمة بعد زيارة الرئيس السيسي، لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، لمصر، مصاحبة لفريق فني من الوزراء السودانيين، متمنيا أن “يعقد مجلس وزراء مصري سوداني مشترك، ويبقى الوزراء السودانيين ليلتقي كل منهم في مجاله الوزير المصري المختص، وصياغة بروتوكول للتعاون في المجالات كافة، يشرف عليه الاجتماع الوزاري للجنة المشتركة لمجلس الوزراء المشترك، الذي نأمل أن يعقد بشكل دوري، كل ستة أشهر، للتعرف على ما تم إنجازه وتحقيقه في كل مجال من مجالات التخصص “الصحة والتعليم والصناعة والتجارة والاستثمار والري”، وغيرها من المجالات المنشودة.

تطبيق الاتفاقيات على أرض الواقع

ودعا السفير محمد حجازي، في تصريحاته لـ“الموقع” ، إلى ترجمة واقع الاتفاقيات القائمة وتطبيقها على أرض الواقع على أن يعهد بمتابعة تنفيذها للجنة مختصة تابعة لرئاسة الجمهورية، يكون من دورها متابعة لصيقة لتنفيذ كل الوزارات لتعهداتها، حتى ترتبط العلاقات بالفعل بخرائط طريق تنفيذية في كل مجالات التعاون.

واختتم السفير محمد حجازي، تصريحه، بالتأكيد على أن العلاقات المصرية السودانية، مؤهلة خلال الفترة المقبلة لطفرة يقودها التفاهم والتعاون اللصيق بين القيادتين المصرية والسودانية في إطار حرص مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، على مساعدة السودان للعبور من المرحلة الانتقالية وتحقيق أهداف ثورته المجيدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى