كتبت – نورهان أبوزيد
شهدت الحالة الصحية للكاتب الصحفي الراحل صلاح منتصر، الذي غيبه الموت عن عالمنا اليوم، في أيامه الأخيرة تدهور، وتم نقله إلى الرعاية المركزة، وفقا لما أعلنته الصحفية أميرة منتصر ابنة شقيقه، عبر صفحتها بموقع “فيسبوك”، و قالت: “تعرض عمي الكاتب الكبير صلاح منتصر لوعكة صحية شديدة، انتقل على إثرها للرعاية المركزة، أرجو الدعاء لعمي وأبي الروحي وكبير عائلتنا بالشفاء العاجل، ويعود لقراءه سالما معافيا”.
وأعلنت مؤسسة الأهرام، الأربعاء 4 مايو 2022، تعرض الكاتب الصحفي صلاح منتصر لوعكة صحية ألمت به منذ أيام، وبخصوص الحالة الصحية، قالت في بيان لها:” إنه يخضع حاليا لبرنامج علاجى مكثف فى منزله تحت إشراف الأطباء”.
ولكن توفي الكاتب الصحفي صلاح منتصر اليوم الأحد، عن عمر ناهز 87 عاما، بعد صراع مع المرض.
فمن هو صلاح منتصر؟
صلاح منتصر هو كاتب وصحفي، ولد في مدينة دمياط والتحق بكلية الحقوق، وذلك كان قبل التحاقه بالعمل الصحفي مع الكاتب الراحل «محمد حسنين هيكل».
صلاح منتصر من الذين تم تحذيرهم من صناعة الصحيفة وقال خلال حديث صحفي معه في سنوات سابقه :”حدث هذا بالفعل، فصناعة صحيفة فى مصر ليست بالأمر السهل، وكنت أرى أن توزيع الصحف فى مصر يتراجع، ففى عام 1990 كان توزيع الصحف أعلى بكثير مما كان عليه فى عام 2005، وصولا إلى 2015، وأتصور أنه لو كانت الصحافة مهنة المهندس صلاح دياب، لم أقدم على هذه المغامرة، وأذكر حينها أننى كنت وكيلا للمجلس الأعلى للصحافة، وكنت أعيش معاناة يومية مع الصحف القومية والعاملين فيها، حيث مشاكل الرواتب”.
نرشح لك: وفاة الكاتب الصحفي الكبير صلاح منتصر
وتابع “حين عرض علينا المهندس صلاح دياب الفكرة، تعاظمت مخاوفى من التجربة، خاصة أنها صحيفة خاصة، بل أقول لك إن معظم مَن أصدروا صحفا خاصة لم يعملوا بالصحافة مثل إبراهيم المعلم ومحمد الأمين وغيرهما”.
كما أنه تم اتهامه بالتطبيع بعد زيارته لإسرائيل وكان رده كالتالي:”لو عادت الظروف التى زرت فى سياقها إسرائيل لزرتها مرة أخرى، لقد زرتها حين كان يحدونا أمل عظيم في أن تدخل إسرائيل الشرق الأوسط الجديد، وتكون عضوا فيه، متعايشا بسلم مع جيرانه العرب، وأقول لك إن سبب هزيمتنا فى 1967 هو جهلنا بعدونا، ومن أسباب نجاح حرب 6 أكتوبر 1973 أننا كنا على دراية جيدة بعدونا، ولكن المشكلة صارت خارج كل هذه السياقات، أعنى مشكلة الصراع العربى الإسرائيلى، فلقد صار المشهد السياسى الدولى أكثر تعقيدا واحتشادا بالمشاكل الدولية الأخرى الكثيرة، فأجندة السياسة الدولية صارت فيها مشاكل أخرى كثيرة كانتشار الإرهاب الدولى والفوضى غير الخلاقة فى كثير من الدول العربية، بعد الإطاحة بالأنظمة القديمة، والمشكلة الإيرانية، غير ملفات أخرى كثيرة”.
وتابع “ولم تعد المشكلة الفلسطينية هى المشكلة العربية أو الدولية الوحيدة، وإنما أصبحت إحدى هذه المشكلات الدولية، كما أن الفلسطينيين انقسموا وفشلوا فى الوصول إلى مصالحة وطنية، لتكون هناك جبهة وطنية موحدة فى فلسطين إذا ما عادت إلى الحوار أو حتى التفاوض مع الإسرائيليين، هناك جبهتان أولى داخلة فى حوار والثانية تتبنى المقاومة، وإن كانت مقاومتها قد خَبَتْ مؤخرا فى السنوات الماضية”.
وكما قيل عنه أنه يغير جلده مثل الثعبان فأنكر تلك العبارة بقوله :” لم يحدث أن قلت هذا كمقولة أو حكمة مطلقة هكذا، ومن قالها عني نزعها من سياقها ومبررات وملابسات قولها ومن موضعها فى نص إجمالي كعبارة انتقالية، وأقول لك كيف ومتى ولماذا قلتها وفى أى سياق، فقد كنت أوجه رسائل للشباب فى عهد عبدالوهاب مطاوع.
فبعثت برسالة إلى أي شاب قلت فيها: احلم ولا تخف، فكم عشت أحلاما وأنا صغير، فلقد حلمت أن أكون مثل مارلون براندو، ولكن بمرور الوقت تغيرت الأحلام والتطلعات حين اكتشفت ما أريد أن أكونه بالفعل، كاتب صحفي، ومع تغير الأحلام غيرت جلدي تلقائيا مثلما يتجدد جلد الثعبان، فيرفعه عن نفسه، وحين ذكَّرتنى بهذا الأمر فأنا أيضا قد قرأته، وتذكرت أيضا مقولة محمد التابعي، أمير الصحافة المصرية: “لا حيلة لنا مع مَن لا يفهمون”.
كان صلاح منتصر صاحب «مجرد رأي» له دورا كبيرا في مسيرته الصحفية والكتابية بعد مسيرة 65 عاما أبهرنا فيها بكتابته وآرائه كما أنه صاحب عمود يومي في جريدة الأهرام، بعنوان “مجرد رأي”، ومن أشهر كتاباته أنت سيد قرارك، المقررة على الثانوية العامة، التي تدعو إلى الإقلاع عن التدخين، وكان عضوًا لمجلس الشورى، وعضوًا في المجلس الأعلى للصحافة، ورئيسًا لمجلس إدارة المركز الإعلامي العربي، كما كان عضوًا في نادي الروتاري، ورئيسًا لتحرير مجلة أكتوبر، كما تقلد منصب رئيس مجلس إدارة (دار المعارف) للطبع والنشر.
