الموقعخارجي

وزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي لـ”الموقع”: نشاط مصر والدول العربية في تحديد مستقبل الشرق الأوسط يضمن نظرة أكثر احتراما من إدارة بايدن

وزير الخارجية المصري الأسبق السفير نبيل فهمي لـ”الموقع”:

الساحة الأمريكية في حالة “استقطاب شديد” وغضبة شعبية من النظام السياسي

نشاط مصر والدول العربية في تحديد مستقبل الشرق الأوسط يضمن نظرة أكثر احتراما من إدارة بايدن

الديمقراطيون يحاولون الثأر من ترامب بمحاولة عزله للمرة الثانية بعد أحداث الكابيتول

على الولايات المتحدة بعد 20 يناير مراجعة سياستها الداخلية والخارجية

عودة “بايدن” إلى ما كانت عليه أمريكا قبل “ترامب” خارجيا “غير موات”

المادة 25 من الدستور الأمريكي لعزل الرئيس ليست لما عليه الآن لأسباب سياسية

قرارات إدارة ترامب الخارجية قبل أيام من مغادرتها مناورات حزبية أكثر منها سياسات خارجية

ما نشهده الآن محاولة لتثبيت عدم ظهور ترامب مجددا بالساحة السياسية

كتب – أحمد إسماعيل علي

قال وزير الخارجية المصري الأسبق، نبيل فهمي، إن مصر والدول العربية، كلما كانت نشطة في تحديد مستقبل الشرق الأوسط، ضمنت نظرة أكثر احتراما من الجانب الأمريكي، تجاه قضايانا ومصالحنا.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”، حول كيفية تعاطي إدارة جو بايدن، عقب تنصيبها في العشرين من يناير الجاري، أن أمريكا ستقيم سياساتها وفقا لمصالحها، وستتعامل مع كل ما هو فاعل ومؤثر في منطقته، أو في الساحة الدولية.

أحداث الكابيتول.. وضع استثنائي

قال وزير الخارجية المصري الأسبق، نبيل فهمي، إن ما شهدناه 6 يناير وضع استثنائي وفريد لم تشهده أمريكا في الماضي منذ الحرب الأهلية، واصفا الساحة الأمريكية سياسيا بأنها في حالة استقطاب شديد بين في قيادات العمل السياسي والاقتصادي ومن يشعروا أن مصالحهم لا تؤخذ في الاعتبار بالقدر الكافي.

وأوضح أن انتخاب ترامب، كان انعكاسا لذلك، وخسارته في الانتخابات التي جرت في الثالث من نوفمبر الماضي، كانت أيضا انعكاسا لذلك.

وأضاف: هناك اضطراب سياسي داخل أمريكا، بصرف النظر عن استقرار النظام، إنما هناك غضبة شعبية أمريكية من النظام السياسي.

الثأر من ترامب

وتابع: من حيث الحدث ويحدث الآن، بقدر ما هناك غضبة، يوجد “خضة” من منظر دخول متظاهرين داخل قاعة الكابيتول، جعلت بعض الأعضاء من الديمقراطيين يميلون لمحاولة، “الثأر من ترامب”، وجعلت بعض أشد مؤيدي ترامب، يتراجعون عن تأييده بشكل كامل، كما كانوا في الماضي، نتيجة للحرج الذي يشعرون به من الصورة التي تكونت في 6 يناير.

وعن قرار مجلس النواب اليوم الأربعاء، بالموافقة على قرار يطالب مايك بنس نائب الرئيس، بعزل ترامب قبل سبعة أيام من مراسم تنصيب جو بايدن، قال وزير الخارجية الأسبق، سفير مصر سابقا لدى واشنطن: “لا أستطيع أن أستبعد شيئا، لكن في اعتقادي ما نشهده الآن محاولة لتثبيت عدم ظهور ترامب مجددا بالساحة السياسية في المستقبل، أكثر منها شيء ضد الحزب الجمهوري أو لصالح الحزب الديمقراطي”.

وواصل حديثه:”احتمالات نجاح عزل ترامب ضعيفة نتيجة لضيق الوقت، وإنما مجرد أن يصبح ترامب أول رئيس أمريكي يعزل مرتين، حيث تم عزله في مجلس النواب، ولم يتم تنفيذ هذا العزل المرة الأولى، ولا أعتقد أن سيتم في المرة الثانية، وإنما إذا نظر مجلس الشيوخ في هذا الموضوع ستكون النتيجة أقل تأييدا لترامب بقدر كبير جدا، إذا لم تكن في غير صالحه كلية”.

تنصيب”بايدن” والعودة إلى الماضي

وقال السفير نبيل فهمي وزير الخارجية المصري الأسبق لـ“الموقع”: في اعتقادي يوم 20 يناير سيتم تنصيب الرئيس الجديد، وستكون على الولايات المتحدة مراجعة موقفها الداخلي وسياساتها الخارجية”.

وأضاف: العودة إلى الماضي وهو ما يمثله “بايدن”، غير كاف داخليا، لمعادلة الاستقطاب، وغير موات خارجيا، لأن الأوضاع الخارجية تغيرت كثيرا عما كانت عليه عندما كان الحزب الديمقراطي يتولى الأغلبية والرئاسة الأمريكية”.

المادة 25.. عزل ترامب لأسباب سياسية

وقال السفير نبيل فهمي: إن المادة 25 من الدستور الأمريكي، صيغت أساسا للتعامل مع وضع لايستطيع فيه الرئيس أداء مهامه، مثل الأوضاع الطبية… إلى آخره، ولم تكن بغرض عزل رئيس لأسباب سياسية”.

وأضاف أن مايك بنس نائب الرئيس، في رده على نانسي بيلوسي، أكد رفضه التام على أحداث الكابيتول، إنما تحفظ على تنفيذ إجراءات المادة 25، باعتبار الهدف منها معالجة أوضاع استثنائية لا يستطيع فيها أداء الرئيس مهامه، ومتاح لرئيس في هذا السياق أن يثبت العكس”.

وأعرب عن اعتقاده أن تنفيذ المادة 25، غير متاح حاليا، وإذا تم عزل الرئيس سيتم بالتصويت في مجلس الشيوخ بعد مجلس النواب، مشيرا إلى أن دعم ترامب في مجلس الشيوخ انخفض عما كان عليه، حتى فيما بين الجمهوريين، إنما ليس واضحا هل ستكون هناك أغلبية كافية للحصول على ثلثي الأصوات، حتى يتم عزل الرئيس”.

تقويم النظام الأمريكي

وأوضح أنه إذا تم عزل ترامب أو لم يتم، هناك أمران:

الأول: ترامب أصبح شخصية مجروحة سياسيا في الولايات المتحدة.

ثانيا: على السياسيين الأمريكيين “ديمقراطيون أو جمهوريون”تقييم وتقويم النظام السياسي الأمريكي، لأن المجتمع الأمريكي غاضب من قياداته السياسية والاقتصادية، ولا يثق في تلك القيادات التقليدية.

وقال وزير الخارجية المصري الأسبق: على الرئيس الأمريكي الجديد أن ينظر للوضع الدولي والسياسات الأمريكية بأسلوب مختلف عن ما كان في الماضي، ولا يسعى للعودة إلى ما قبل ترامب، وعليه أن يسعى لتقييم الأوضاع والدور الأمريكي كدولة كبرى في نظام دولي يجب أن تستقيم في إطار القانون الدولي والشرعية الدولية.

مناورات حزبية

وحول تفسيره لقرارات إدارة ترامب الخارجية، واتهامه لإيران بمعاونة تنظيم القاعدة الإرهابي في هجمات 11 سبتمبر، وغيرها من القرارات الأخرى، رغم بقاء قرابة أسبوع على مغادرة ترامب البيت الأبيض، قال السفير نبيل فهمي لـ“الموقع”، إن كل تلك التصريحات قبل 20 يناير هدفها تمركز أصحابها في الانتخابات الأمريكية المقبلة، ولا تعكس تلك التصريحات سيتسة أمريكية ممتدة، بقدر أنها محاولة من “بومبيو” وزير الخارجية، أو غيره تحديد هوية محددة تكون جاذبة للناخب الأمريكي الذي كان مؤيدا لترامب حاليا، بحيث يكوون مؤيدا لبومبيو أو غيره مستقبلا.

واعتبر أن هذه مناورات حزبية أكثر منها سياسات خارجية.

الدول العربية وعهد “بايدن”

وقال إن الإدارة الأمريكية المنتخبة في ظل مناخ ذاتي الاستقطاب أمريكيا، ستعمل خلال نصف العام الأول على الأقل، لإظهار أن مواقفها تختلف عن مواقف الإدارة الحالية، برئاسة ترامب.

وأضاف لـ “الموقع”: بعد ذلك، كما هو الحال أمريكيا، ستقيم أمريكا سياساتها وفقا لمصالحها، وتتعامل مع كل ما هو فاعل ومؤثر في منطقته، أو في الساحة الدولية.

وأوضح وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير نبيل فهمي، أنه كلما كانت الأطراف العربية وعلى رأسها مصر، نشطة في تحديد مستقبل الشرق الأوسط، كلما ضمنت نظرة أكثر احتراما من الجانب الأمريكي، تجاه قضايانا ومصالحنا.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى