الموقعأراء ومقالات

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» افتحوا كتب التاريخ

في الثانية من ظهر يوم الثامن عشر من أبريل العام 1996، مارس الكيان الصهيوني هوايته في خرق الاتفاقات ونقض العهود، أطلقت المدفعية الإسرائيلية نيرانها على مجمع مقر الكتيبة “الفيجية” التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، حينئذ كان ما يزيد على 800 مدني لبناني قد لجأوا إلى المجمع طلبا للمأوى والحماية، فتناثرت أشلاء ما يقرب من 250 قتيلا وجريحا، حمل 18 منهم لقب مجهولاً يوم دفنه. ما عرف بـ”مذبحة قانا الأولى”.

وبذلك خرقت إسرائيل اتفاق مايو 1993، والذي نص على أن أي اعتداء على المدنيين لدى أي طرف، يسمح للطرف الآخر بالرد فورا وبالوسائل التي يراها مناسبة، لكن قوات الكيان الصهيوني خرقت كل ذلك، وبدأت بتنفيذ عملية “عناقيد الغضب”، حيث قامت إسرائيل بغارات جوية على أهداف تضمنت قاذفات الكاتيوشا وتجهيزات لحزب الله، ومواقع للجيش السوري،

حاصرت موانئ بيروت وصيدا وصور، وهاجمت محطة الطاقة الكهربائية في منطقة الجمهور. وكان تركيز القصف على الجنوب معقل المقاومة؛ مما دفع أهل القرى إلى النزوح شمالا، وأخلي ما يزيد على 100 قرية، وبعض من بقي من أهلها التجأ أيام القصف المكثف إلى مراكز هيئة الأمم المتحدة العاملة في الجوار طلبا للمأوى والحماية.

أجبر مجموعة من أهالي المدنيين من بلدات: قانا، جبال البطم، صديقين، رشكنانيه، حاريص، والقليلة اللجوء إلى معسكر للأمم المتحدة في بلدة قانا، وهي إحدى أكبر البلدات الجنوبية في صور، لحماية حياة الأطفال والنساء والشيوخ، ظنا منهم أن القوات الإسرائيلية لا تقصف مراكز قوات الطوارئ الدولية، ومع استمرار القصف الإسرائيلي لقرى الجنوب والبقاع الغربي وضواحي بيروت ردت المقاومة الإسلامية لتقصف مواقع الإسرائيلية فيما أعلن الأمين العام لحزب الله أن المقاومة سترد بقوة على الاعتداء. وردت المقاومة بالمثل، وطالت صواريخها المستوطنات الشمالية، ثم بدأت إسرائيل بقصف المدنيين العزل واستهدافهم، وكذلك البنية التحتية، واقترفت المجازر بحق اللبنانيين عامة والجنوبيين خاصة، حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 1100 غارة جوية على لبنان، وأطلقت أكثر من 25 ألف قذيفة!

وإمعانا في الدموية أطلقت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية بعيدة المدى من عيار 155 مم، 17 قذيفة على القاعدة المترامية الأطراف لقوة حفظ السلام الدولية في قانا الكبيرة، انفجرت بعض القذائف قبل ارتطامه بالأرض، وعلى ارتفاع حوالي سبعة أمتار منها، في الجو فوق الهدف، وانفجر الباقي مع ارتطامه بالأرض، ما أدى إلى استشهاد 106 من المدنيين وإصابة ما يقرب من 150 آخرين.

دموية إسرائيل ليست بجديدة، وما يحدث في غزة الآن ما هو إلا حلقة في سلسلة من المجازر الصهيونية في حق البشرية.

اقرأ ايضا للكاتب :

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» أية هي السعادة؟!!

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» القوة الناعمة.. والغاشمة أيضا!!

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» فلسفة الصوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى