أراء ومقالاتالموقع

محمد أبوزيد يكتب لـ«الموقع» هل يسعى بعض المعارضين في الخارج للتواصل مع إسرائيل ؟ فتش عن «أبو بكر خلاف»

قبل ثورة يناير بعدة سنوات قام وفد من البرلمان المصري بالمشاركة في اجتماعات البرلمان الأورومتوسطي بالعاصمة الأردنية عمان، وسافرت معهم لتغطية فعاليات المنتدى حيث كنت أعمل محررا برلمانيا في ذلك الوقت، وأثناء خروجي من قاعة الاجتماعات، ناداني أحد الزملاء الصحفيين المصريين الذين سافروا معنا ، ووجدته يتحدث مع امرأة ثلاثينية جميلة ومبتسمة، وبدأ يعرفها عليا، ثم بدأ في تعريفها فقال إنها كذا كامرأة إسرائيل، فوقفت متمسمرا في مكاني وكأنني أصابتني لدغة أناكوندا أو عقرب صحراوي ، وارتسمت كل علامات الغضب على وجهي، لا أعرف كيف أتصرف،مدت يدها لتسلم، رفضت مصافحتها، وانصرفت وأنا في قمة الحزن والغضب من زميلنا الذي كان يتسامر معها بأريحية، وعاتبته بشدة ولم أتحدث معه إطلاقا بعدها، فإسرائيل بالنسبة لي وهي وكل من فيها ومن عليها هم العدو الأول والوحيد لكل العرب والمسلمين حتى قيام الساعة،وكل يهودي أو يهودية يعيش في إسرائيل ويحمل جنسيتها هو قاتل ومغتصب ، وجندي في جيش الاحتلال الصهيوني ، فكيف يمكن أن يخاطب لساني لسانه أو أصافحه وأمد يدي إليه، ويده خائنة مستعمرة لبلادنا مدنسة لمقدساتنا، أنه يوم القيامة بالنسبة لي أن أصافح إسرائيلي يقبل بالدولة العبرية ويحبها ويدافع عنها..

أبو بكر أوغلو همزة وصل مع إسرائيل

تذكرت كل هذه المعاني وأنا أتابع مسيرة أبو بكر خلاف الذي سبق وأن كتبت عنه قبل عدة شهور في نفس المكان، وقلت أنه شاب طموح جدا، يحفظ القرآن الكريم كاملا، بل ويعلمه لطلاب جنوب شرق آسيا، ويجيد التحدث بعدة لغات منها الإنجليزية وأخطرها العبرية، وأنه محسوب على جماعة الإخوان، فهي التي تحتضنه وتدعمه وتفسح له المجال للصعود بسرعة الصاروخ، وذكرت في مقالي السابق أن خلاف خرج من مصر هاربا عبر الحدود السودانية، وأنه انطلق من السودان إلى عدة دول أخرى منها ماليزيا، واستقر به المقام في اسطنبول، متغطيا بعباءة الإخوان ومتدثرا بدعم غير عادي من الجماعة ومنابرها الإعلامية .
وفي لحظة فارقة وبدعوة من مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي سافر خلاف إلى تل أبيب للمشاركة في مؤتمر عن تحديات الأمن القومي لدولة إسرائيل.

هكذا بمنتهى البساطة والأريحية شاب طموح، مستعد أن يفعل أي شيء وكل شيء من أجل تحقيق طموحه، ذو خلفية دينية إخوانية، يعشق الجميلات بحسب مقربين منه يسافر إلى تل أبيب للمشاركة في مؤتمر عن الأمن القومي الإسرائيلي. فماذا تعطي كل هذه المقدمات؟؟

وكشفت في مقالي السابق أن جماعة الإخوان والمعارضة المصرية في الخارج غيرت كل قواعد اللعبة، في تعاملها مع خلاف فبدلا من أن يقطعوا رقبته بعد هذه الفضيحة التي ترقى لدرجة الخيانة ويعتبروه ابق، مارق، مطبع وفاسد، وهي أقل أوصاف كانوا يطلقونها على كل من يفكر في التواصل مع الإسرائيلي، فما بالك بمن زار إسرائيل بتأشيرة إسرائيلية، بل وشارك في مؤتمر عن الأمن القومي للدولة العبرية بحجة وقحة أنه باحث في الشؤون الإسرائيلية.
،بدلا من كل ذلك طلبوا منه أن يعتذر ليهدأ من مشاعر بعض الغاضبين المصدومين من تلك الزيارة المشبوهة وحتى تمر العاصفة بسلام.

فهم لم يعاقبوه أو يجتبنوه ويعتبروه رجسا من عمل الشيطان بل ولم يقاطعوه، الأخطر أنهم هم الذين رسموا له خطة الخروج الآمن من المأزق،من أجل تبريد وتمرير الأزمة.
المدهش والمثير جدا جدا أنه بعد هذه الفضيحة وزيارة الخيانة التي قام بها هذا الشاب المشبوه لإسرائيل وبعد الاعتذار المتفق عليه، تم تصعيده بسرعة الصاروخ، فتم منحه الجنسية التركية هو وأبناءه السبعة وزوجته في وقت قياسي، وسمي نفسه أبو بكر أوغلو بدلا من أبو بكر خلاف، وعاد للظهور على قنوات الأخوان وقنوات المعارضة في الخارج بمنتهى السلاسة والهدوء، بل واعتذر له محمد ناصر على الهواء.

العلاقة مع إيدي كوهين وزوجة أيمن نور

قد يظن البعض وبعض الظن حق ، أن أبو بكر أوغلو، خلاف سابقا، قد أبدى ندما حقيقيا على زيارته لإسرائيل وتطبيعه مع الصهاينة، وأنه بكى بحرقة على تلك الأخطاء والخطايا، وأن المعارضة في الخارج وأذرعها الإعلامية قد قبلت توبته وتطهره من هذا الدنس ما باب عفا الله عما سلف وأن الله يحب التوابين والمتطهرين، خاصة أن كل المعارضين في الخارج وصحفهم وقنواتهم ، لا يتوقفون عن الصياح والطنطنة يوميا محذرين من التطبيع مع الكيان الصهيوني، واصفين الهرولة الخليجية والعربية تجاه إسرائيل بالفضيحة الكبرى، وواصمين كل المطبعين والساعين للتطبيع بالخيانة مع أنهم تجاهلوا تماما تصريحات الرئيس التركي أردوغان عن رغبته في تطبيع شأمل للعلاقات مع إسرائيل.
ولكن شيئا من ذلك لم يحدث فلا خلاف بكى ولا ندم ولا تاب ولا أناب ولا توقف عن التواصل مع الإسرائيلين والتطبيع معهم، بل على العكس، زاد من تواصله وصلاته معهم، بل إنه أعلن على الهواء خلال مداخلة له مع محمد ناصر عبر سكايب أنه سعي بكل الطرق للتواصل مع مراسلة الشؤون العربية الإسرائيلية بصحيفة يديعوت أحرونوت سيمدار بيري ولكنه فشل، لأنها شخصية هامة جدا في إسرائيل على حد قوله ،
وحينما سمع محمد ناصر منه هذه الجملة لم يعقب بكلمة واحدة، ومررها كأن شيئا لم يكن!!

والمتتبع لرحلة صعود ابو بكر خلاف المشبوهة يجد علاقة طردية بين تصعيده في الخارج وبين عمق تواصله مع الاسرائيلين، فكلما زادت اتصالاته مع الصهاينة كلما زاد احتضانه من قبل بعض المعارضين في الخارج، وكلما فتحت له الأبواب المغلقة.
ففي الفترة الأخيرة قام خلاف بعمل ندوة على تطبيق “كلوب هاوس” مع اداودر حليم كوهين الشهير بايدي كوهين، وهو اعلامي واكاديمي إسرائيل، وباحث بمركز بيجن، وسبق لخلاف أن التقط الصور التذكارية معه عام 2019، وفي نفس التوقيت تمت دعوة خلاف للتدريس بمدرسة الصحافة العليا بباريس، ويقوم بتقديم محاضرات لرابطة الصحفيين المصريين بالخارج التي شارك في تأسيسها مع القيادي الإخواني حمزة زوبع، بل وسافر لألمانيا من أجل انشاء مركز دراسات، كل هذه التحركات المريبة خاصة علاقته بايدي كوهين التي تمثل المفتاح السحري لكل تحركاته في أوروبا لم تمثل رادعا ولا حاجزا لبعض المعارضين في الخارج في تعاملهم مع خلاف.

ويأتي علي رأس هؤلاء المتسامحين والمندمجين والمتماشين مع الحالة التطبيعية لخلاف بعض قيادات الإخوان الذين تربطهم علاقة جيدة بخلاف، ومحمد ناصر الذي يستضيفه بشكل دوري عبر برنامجه على قناة مكملين، ودعاء حسن زوجة ايمن نور التي تستضيفه بشكل أسبوعي على قناة الشرق.

كل هذه الملابسات والتقاطعات والتصرفات المريبة ورحلة الصعود المشبوهة لخلاف واحتضان بعض المعارضين في الخارج له تجعل سؤال، هل يسعي بعض المعارضين في الخارج للتواصل مع إسرائيل عبر بوابة ابو بكر خلاف سؤالا مشروعا قد تثبته الأيام المقبلة

اقرأ ايضا للكاتب

محمد أبو زيد بكتب لـ«الموقع» عن «الجعارة» و«ناعوت» و«أبوحملات» والنطيحة والمتردية

محمد أبو زيد يكتب لـ«الموقع» عن بلال فضل و«بيرت بلاس»

محمد أبو زيد يكتب لـ«الموقع» 10 أسئلة أتحدى إبراهيم عيسى أن يجيب على واحداً منهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى