الموقعفن وثقافة

في ذكرى وفاة الغول يوسف بك.. عشق القمار وحاول تجسيد شخصية النبي محمد

كتبت – سماح عادل

يوسف وهبي، هو ممثل ومخرج ومؤلف مصري، بدأ تعليمه في كتاب العسيلي بمدينة الفيوم، وبعد ذلك إلتحق بالمدرسة السعيدية، ثم بالمدرسة الزراعية.

شغف بالتمثيل لأول مرة في حياته عندما شاهد فرقة الفنان اللبناني (سليم القرداحي) في سوهاج، بدأ هوايته بإلقاء المونولوجات وأداء التمثيليات بالنادى الأهلي والمدرسة.

وعمل مصارعاً لفترة، حيث تدرب على يد بطل الشرق في المصارعة آنذاك المصارع (عبد الحليم المصري)، وبعد ذلك سافر إلى إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى حيث درس التمثيل وتتلمذ على يدي الممثل الإيطالي كيانتوني.
عاد لمصر وعمل بمسرح حسن فايق، ثم أسس مسرح وشركة رمسيس للإنتاج السينمائي، وشارك في تأسيس أستوديو نحاس وتولى إدارة فرقة المسرح العربي عندما كان يطلق عليها اسم الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى.

وألف العديد من المسرحيات وأخرجها منها (كرسى الإعتراف، أولاد الفقراء)، وفي السينما كتب سيناريوهات أفلامه وأخرجها وحصل على العديد من الجوائز التقديرية منها جائزة الدولة التقديرية في مصر والعديد من الأوسمة مثل وسام “الجراند اوف سيسيه” من ملك المغرب.

أحب القمار

اعترف يوسف وهبي في مذكراته، التي نشرت في عام 1937، بعنوان عشت ألف عام – مذكرات عميد المسرح المصري، قائلاً: “مغامرات مع النساء تفوق حد الخيال، راغبات في خلق علاقات مع ذوي الشهرة، وفضوليات متعطشات للتذوق والتجربة، فراشات تغريها الأضواء يتساقطن في أتون النار، لكنني كثيراً كنت ضحية للمغريات”.

مضيفا: “أنا لا أدعي أنني كنت قديسًا أو راهبًا في محراب، أو متصوِّفًا، أو معصومًا من الخطأ والشهوات، لكنني – كغيري أيام الشباب والفتوة – كنت أستجيب أحياناً للإغراء والجمال في شيء من النهم. لكنني لم أشرب الخمر ولم أتعاطَ المخدِّرات، ولم أرتكب موبقات سوى حبي السابق للقمار، الذي سلبني عشرات الألوف”.

لقب “بك”

فى عام 1944 قدم يوسف وهبي فيلمه «غرام وانتقام» مع النجمة أسمهان والنجم الصاعد آنذاك أنور وجدى، عن قصته وإخراجه، وظهر فى شخصية الموسيقار «جمال حمدي»، وعرض الفيلم لأول مرة 10 ديسمبر 1944، وحضره الملك فاروق، وأعجب الملك بأداء يوسف وهبى وأثنى عليه، وفور انتهاء الفيلم صافحه وقال له : «برافو يوسف بك وهبي»، ومن وقتها صار حمل عميد المسرح صفة «البكوية».

يوسف وهبي يحاول تجسيد النبي محمد

في مايو عام 1926 نشرت صحيفة الأهرام مقالاً للكاتب عبد الباقى سرور بعنوان: «كيف يصورون النبي محمدًا»، أشار فيه إلى أن شركة «ماركوس الألمانية»، وبتمويل مشترك مع الحكومة التركية، اتفقت مع يوسف وهبي على أن يقوم ببطولة عمل فنى يجسد رواية النبي محمد، وأن يوسف وهبي التقط لنفسه صورًا فوتوغرافية تظهر الشكل الذي ابتدعه لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

وأكد المقال أن هذا التجسيد يعد تشهيرًا بالنبي، وانزعج يوسف وهبى من المقال، ولكنه لم ينف أنه وافق على القيام بالدور بل فسر قبوله بقوله: إننى إذ كنت قد رضيت أن ألعب هذا الدور فليس إلا لرفعة شأن النبى محمد وتصويره أمام العالم الغربى بشكله اللائق به وحقيقته النبيلة، وليس الغرض من هذا الفيلم سوى الدعوة والإرشاد للدين الإسلامى.

وجاء رد الأزهر حاسما بخطاب إلى وزارة الداخلية يطالبها بالتحقيق معه ومنعه من القيام بالدور حتى لو اقتضى الأمر منعه من السفر، واستدعت وزارة الداخلية يوسف وهبى وحققت معه وأرسلت ردًا للمشيخة يؤكد فيه أنه سيعتذر فى الصحف عن قبول الدور، وأرسل الملك فؤاد تحذيرًا شديدًا ليوسف وهبى، وهدده بسحب الجنسية.

وقبل انتهاء شهر مايو نشرت الأهرام بيانا باسم يوسف وهبى قال فيه: «بناء على قرار أصحاب الفضيلة العلماء واحترامًا لرأيهم السديد، أعلن أننى عدلت عن تمثيل الدور وسأخطر الشركة بعزمى هذا».

وفاته

توفي يوسف وهبي في 17 أكتوبر عام 1982، عن عمر ناهز الـ84 عاماً، بعد إصابته بكسر في عظام الحوض، نتيجة سقوطه في الحمام ودخل الى أحدى المستشفيات، وأثناء العلاج أًصيب بسكته قلبية، وكانت زوجته إلى جانبه.

ترك الفنان يوسف وهبي لجمهوره أعمالًا عظيمة في مجال السينما أبرزها :”السلخانة، إسكندرية ليه، البؤساء، حكايتي مع الزمان، البحث عن فضيحة، زمان يا حب، البنات لازم تتجوز، الاختيار، عالم الشهرة، موعد مع الحبيب، ميرامار، القاهرة 30، وغيرها من الأعمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى